حقوق الإنسان والشعور الجمعي

almost 2 years in الإتحاد

ربما يعتقد البعض بأن حقوق الإنسان موضة عصرية ابتدعها الغرب، وسار على منواله كل من أعجبه المصطلح.ولكن الحقيقة هي وجه مغاير لوجهة النظر هذه، فحقوق الإنسان هي في البدء حاجة وجودية، بدأت مع بداية الإنسان في تلمس حاجته الفطرية لأن يكون الإنسان أخ الإنسان، ويذكر الفيلسوف العربي الكبير عبدالرحمن بن خلدون، أن (المجتمع ظاهرة طبيعية، والناس يتحدون بينهم ليعيشوا في مجتمع) ويذكر في ذلك سببين:1- التكافل الاقتصادي الذي يدعم آثار تقسيم العمل لعدم قدرة الإنسان الفرد على تحقيق حاجته من الغذاء.2- الأمن الذي يجعل الأفراد يتجمعون في قبائل، ومدن لحماية أنفسهم من العدوان الخارجي.فهذا هو جوهر القضية، وهذا هو الدافع لتحقيق الحقوق الواجبة للإنسان، لأجل أن تعيش المجتمعات في طمأنينة، واستقرار، وتحقق طموحاتها في التقدم والتطور.في السياق نفسه يذكر معالي الدكتور أنور قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس الدولة، بأن حقوق الإنسان نابعة من الداخل، وليس هي مادة تستورد من الخارج، وهو يتفق قولاً، وفكراً مع ما ذكره ابن خلدون، ومع ما تتطلبه الحاجة إلى تضافر جهود الناس جميعاً من أجل بناء مجتمع آمن ومستقر، يسير باتجاه المستقبل، بأيد مطلقة، لا قيود توقف عطاءها، ولا أصفاد تعرقل خطواتها، واليوم تمضي الإمارات بثقة وثبات وقوة وصرامة لتحقيق هذا الهدف السامي إيماناً من القيادة الرشيدة، أنه لا مجال لفك شفرة الخوف، والتردد، إلا الوقوف بصدق، وإخلاص مع ما يتطلبه الحق الشرعي، والفطري للإنسان بأن يكون حراً، يتشارك مع أخيه الإنسان في الحفاظ على المكتسب الوطني، وتعزيز الثقة في بناء صرح وطني قائم على احترام ذات الآخر، ودعم قدراته، والدفع بالعجلة الاجتماعية نحو المستقبل بعيون لا تسلب، وفكر لا يتعب، وضمير حي يقظ، يعرف حدود حريته، بأنها تنتهي عند حدود حرية الآخرين، وهذه أهم الحقوق، وأجلها، وأعزها، وأجملها، وأزهاها، وأعرقها.اليوم الإمارات تتقدم الركب العالمي في مجال حقوق الإنسان، ومئات الجنسيات تعيش على أرضها، تنعم بالحب والمساواة، واحترام الحقوق التي يكفلها القانون، اليوم وأنت تسير في الشارع الإماراتي، تصافحك الوجوه وهي مشرقة بالفرح، مترفة بالأمن، باذخة بالطمأنينة، لأنها على يقين بأن الحق في هذا البلد، هو كالماء والهواء، يتسرب إلى الروح من دون سؤال، وهو الأمر الذي يجعل المقيم يشعر بأنه لم يغترب عن أهله، ولم يغادر بلده، فالإمارات بلد الجميع، طالما الجميع يعرفون واجباتهم كما يعرفون حقوقهم.

Mentioned in this news
Share it on