لماذا نجح منتدى شباب العالم؟

over 6 years in التحرير

كان في سنوات عمره الأولى.. والتي لم تتجاوز العقد الأول.. نما في أسرة متوسطة الحال كان أقصى تعاملها مع الإعلام ينحصر في إصدار الأهرام الأسبوعي يوم الجمعة، وفِي الأيام العادية كانت نشرة التاسعة مساء هي الأهم في معرفة مجريات الأمور في الدولة والعالم أجمع.

كان الرئيس الأسبق مبارك هو محورالاهتمام مثلما كان الحال في المدرسة والشارع والمجتمع المحيط، كان الحديث عن رأس الدولة المصرية وهالته المصنوعة من حواجز عدة.. كانت صورة طبق الأصل مما يذكر في الإعلام، أما الأحاديث المثيرة للاهتمام فيما يتعلق بتعاملات أو تحركات الرئيس فكانت تذكر بتحفظ شديد وهو ما كان يلحظه الطفل في همهمات أسرته وأقاربه ومعارفه، وبالتالي كان يتم النظر لشخص الرئيس على أنه في منطقة عالية يفصل بينه وبين الشعب دوائر عديدة.
 
أما عن الأحاديث التي تتناول شخص الرئيس واقترابه من الشعب فلم تكن إلا في نطاق من شاهد موكبه أو شاهد حراسه في مكان ما ومدى المعاناة في المرور بالقرب من منطقة يزورها أو يمر بها أو من شاهد خطابه في التليفزيون. ومع مرور الوقت وتطور الزمن والتحرك ببطء شديد نحو الانفتاح المجتمعي بشكل أو بآخر وصعود اسم نجل الرئيس الأسبق في دوائر السياسة والمجتمع حاول جذب الشباب في البداية من خلال جمعية جيل المستقبل مع استمرار الصعود السياسي له، ومع التطور العمري للطفل ودخوله مرحلة الشباب حاول الدخول في خضم التجربة الشبابية والانضمام لركب الشباب المزعوم آنذاك، ولكنه فشل لعدم وجود من يدعمه في ذلك أو بالأحرى شعبيا (مفيش واسطة)، حيث كانت التجمعات الشبابية التابعة للحزب الحاكم المنحل تتم بشكل ديكوري بحت، وبطبيعة الحال كان الإحباط مصير الشاب والملايين من أبناء جيله حتى جاءت ثورة يناير لتبث الأمل له ولغالبية الشعب ومع تطور الأحداث وإجراء أول انتخابات رئاسية شهدتها البلاد في ٢٠١٢ والتي فاز بها الرئيس الأسبق محمد مرسي كممثل لجماعته في الحكم، حاول الشاب الدخول في تجربة مشاركته في المستقبل ولكنه اكتشف أن المشاركة الشبابية مقصورة على شباب مكتب الإرشاد وشركاه من جماعات الإسلام السياسي.   

ليعود الشاب مجددًا إلى حالة الإحباط حتى جاءت ثورة ٣٠ يونيو لتعيد مصر إلى شعبها بكل شرائحه ومكوناته ثم تَبِعها إجراء الانتخابات الرئاسية الثانية عام ٢٠١٤ ويتولى الرئيس السيسي حكم البلاد، وكان الشباب هو أحد الأهداف في مراحل إعادة بناء جسور الأمل والعمل مع نظام الحكم، وكانت فكرة مؤتمرات الشباب الرائعة ليحاول الشاب مجددا المشاركة في فعالياتها ليكون من حضورها أكثر من مرة حتى شارك في منتدى شباب العالم ليهيئ لنفسه فرصة جديدة في طرح أفكاره ليجد الرئيس يتداخل معه ومع زملائه في نقاشهم.. وبالتالي شاهد وناقش واقترب من فكر الرئيس وتوجهاته المستقبلية.. هكذا الحال وما زال.

ولنا أن نتخيل وجود أشخاص للأسف يحملون الجنسية المصرية يبثون تصريحات سلبية عن كل ما يحدث في مصر بشكل عام، وبطبيعة الحال وجهوا سمومهم لمؤتمرات الشباب لدرجة أنه في طور التحضير لمنتدى شباب العالم حاولوا بل قاتلوا مرارا وتكرارا لمنع المشاركة الأجنبية وخاطبوا جهات ومؤسسات دولية لمنع حضور ممثليهم لشرم الشيخ ولكن خيب الله ظنهم وكانت حسرتهم هي خروج المنتدى بشكل حضاري يضاف إلى قوة مصر الناعمة أمام العالم.
 

Share it on