نموذج تمكين الشباب في دولة الإمارات

٩ أشهر فى الإتحاد

 ثمة استراتيجيات ومبادرات عدة، تعمل دولة الإمارات من خلالها على تمكين الشباب، وتعزيز دورهم في المجتمع وتنمية قدراتهم ومهاراتهم، فالشباب هم الثروة الأغلى والاستثمار الأمثل للدولة، وهم طموحُها نحو التقدم والتنمية، لذا تسير الإمارات في مسار التمكين بالعلم والمشاركة في صنع السياسات، وهو ما ينعكس على قدرة الشباب على دعم التنمية، وتعزيز المشاركة في الحياة العامة.
وفي سياق دعم الدولة لتمكين الشباب، أعلنت دولة الإمارات مؤخرًا عن إتاحة الفرصة أمام شبابها الأكفاء للتقدم لشغل منصب وزير الشباب في حكومتها، حيث يستطيع كل من يجد في نفسه الكفاءة أن يتقدم لهذه الوظيفة القيادية المرموقة، في خطوة غير مسبوقة، إذ تعطي الإمارات الفرص للشباب للاجتهاد والعمل للوصول إلى أعلى المناصب اعتمادًا على القدرات والمهارات.
وهذا النموذج الملهم والنهج المبتكر ليس غريبًا عن دولة الإمارات وقيادتها، إذ تضع القيادة الإماراتية الشباب في الصفوف الأولى للدولة، فهم القوة الرئيسية في التنمية المستدامة، والقطاع الأكثر حيوية في المجتمع، وهم مستقبل الدولة وسواعدها في التقدم نحو غد أفضل، ولهذا لا تبخل الدولة على شبابها في إعطائهم فرص التدريب والتجربة واللحاق بركب التقدم العالمي، وما رحلة رائد الفضاء سلطان النيادي في مهمة «ناسا» إلى محطة الفضاء الدولية 2023، إلا نموذج من نماذج عدة في دولة الإمارات، تدل على دعم الدولة لشبابها في مجالات تضمن لها التنافسية العالمية، اعتمادًا على أبنائها من الشباب.
وما اهتمام دولة الإمارات في مجال تمكين الشباب إلا استثمار - عن قناعة - في الأمل والمستقبل والطموح نحو التقدم، بشباب حصل على تعليم عالي الجودة، وفرص تدريبية داخل البلاد وخارجها، وعمل مناسب يصقل الخبرات ويؤهل إلى مناصب قيادية، اعتمادًا على العلم والمعرفة والتكنولوجيا التي توفرها الدولة لأبنائها لرؤية مستقبلٍ أفضلَ وحياةٍ أكثرَ تقدمًا. ويحرص صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، على تعزيز جهود الشباب بمنحهم الفرصة ليكونوا القادة المؤثرين والملهمين في المستقبل.
وفي أغسطس 2018، أطلق سموه «المبادرة العالمية لشباب الإمارات» بهدف تفعيل دور الشباب في تحقيق الريادة وتعزيز سمعة دولة الإمارات ومكانتها عالميًا من خلال شبابها وتعزيز الروابط بينهم وبين نظرائهم من شباب العالم، وهناك أيضًا «مجلس محمد بن زايد لأجيال المستقبل»، و«الأجندة الوطنية للشباب» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في أكتوبر 2016، والاستراتيجية الوطنية لتمكين الشباب، ومجلس الإمارات للشباب وغيرها من الأطر المؤسسية الداعمة للشباب.
وهناك قناعة راسخة لدى القيادة الرشيدة بأن الشباب هم القاطرة التي تقود حركة التنمية وتتولى مسؤولية القيادة في المستقبل، ولذلك يجري تمكينهم وتهيئة الظروف التي تتيح لهم المشاركة بفاعلية في المسيرة التنموية، وخاصة إذا ما تم الأخذ في الحسبان حقيقة أن نسبة الشباب تفوق نصف تعداد السكان.
وتمكين الشباب هو أحد أهم محاور المبادرات التي تطلقها وتنتهجها الإمارات في رحلتها للعبور إلى المستقبل، والتي كان من بينها تعيين معالي شما المزروعي (وزيرة تنمية المجتمع حاليًا) وزيرة دولة للشباب وهي في عمر 22 عامًا، لتصبح أصغر وزيرة في العالم، والتي كانت ضمن حكومة المستقبل التي تم تشكيلها في فبراير 2016 برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، الذي أكد أن الحكومات لا تستطيع بناء تنمية راسخة لشعوبها من دون شراكة حقيقية مع شبابها.
*مدير إدارة التدريب – رئيس مجلس شباب تريندز- مركز تريندز للبحوث والاستشارات.

شارك الخبر على