الإمارات نموذج يحتذى به

٩ أشهر فى الإتحاد

تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أي منذ اثنين وخمسين عاماً فقط، وهي فترة قصيرة جداً في حياة الأمم والشعوب مقارنةً بأعمار وتواريخ الدول التي قامت واستقلت وأسست أنظمةَ حكمها قبل ذلك بعقود وقرون.
لكن معظم هذه الدول لم تستثمر الاستثمارَ الصحيحَ قوتَها الطبيعية وثروتها البشرية وما حباها الله من خيرات وفيرة وثروات مذهلة، بل أصبحت تلك الثروات وبالاً عليها في كثير من الأحيان، بعد أن عبث بها الآخرون من داخلها ومن خارجها، لتتحول إلى بيئة طاردة للاستثمارات والعقول، ومانعة للتطور والإبداع، بل منفرة لكثير من أبناء المجتمع نفسه، إذ غادرتها الجموعُ بحثاً عن الحياة الآمنة الكريمة والمزدهرة.
سألني صديق إعلامي: لماذا حين تكتب عن دولة الإمارات نجدك دائماً تردد الجملة «الإمارات النموذج المحتذى»؟ فقلت: إني أكرر ذلك القول معتمِداً على تجربتي الحياتية في الإمارات لأكثر من عشرين عاماً، حيث اتضح لي أنها أصبحت نموذجاً ملهماً جديراً بالاحتذاء من طرف الدول الأخرى في العالم كله. قبل حوالي شهر من الآن انقطع التيار الكهربائي عن منزل مقيم عربي في الإمارات، وحين بدأت إدارة الكهرباء معالجة الخلل الفني في الحال، أخبروا قاطن المنزل أن ذلك قد يتطلب بضع ساعات ولذا جلبنا لك مولداً كهربائياً مؤقتاً على متن مقطورة سنركنها بجنب منزلك لتغذيته بالكهرباء، فيما نقوم بإصلاح الخلل الفني المسبب للعطل الكهربائي. وصور المقيمُ تلك الحادثةَ على وسائل التواصل الاجتماعي، شاكراً ومقدِّراً هذا التصرف السريع، لكن مثل هذا التصرف من جانب مقدِّمي الخدمات مألوفٌ في دولة الإمارات كونها «النموذج المحتذى»! وفي تقرير اقتصادي نُشِر مؤخراً يتضح أن دولة الإمارات تفوّقت على دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في سباق جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال العام 2022.
التقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «أونكتاد» وقد جاء فيه أن الإمارات جذبت قرابة 23 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية خلال العام 2022، مقارنة بنحو 20 ملياراً في عام 2021، وهو أعلى رقم في تاريخ المنطقة ككل.
وقد جاء النمو الاقتصادي السريع الذي حُظيت به دولة الإمارات رغم الوتيرة المتباطئة للاستثمار الأجنبي عالمياً، والذي تراجع بنسبة 12 بالمئة من 1.48 تريليون دولار في عام 2021 إلى 1.3 تريليون دولار في عام 2022. وهذا إضافة إلى مؤشرات أخرى بدت من خلالها الإمارات في مقدمة دول المنطقة، ففي الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري استقبلت مطارات الدولة 87 مليون مسافر، وهو ما لم يسجله بلد آخر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبفضل هذه الإنجازات المهمة والملهمة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وفي جميع المجالات، أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى به، خاصة في ظل ما تتمتع به من أمن وأمان وازدهار ورخاء وسط عالم تتخلله الأزمات والاضطرابات. ورغم الطبيعة المناخية للمنطقة، فإن الإمارات تستقبل على مدار العام أفواجاً لا نهاية لها من السائحين والزائرين، فتكتظ فنادقها الفاخرة وتعج شوارعها الآمنة وساحاتها الجميلة وأسواقها العامرة ومعالمها العامة الراقية والأصيلة.. بالمواطنين والمقيمين والقادمين.. إنها بلد الاطمئنان والتسامح والخير والسلام، والذي ما فتئ نموذجاً يحتذى به في كل مجال.
* كاتب سعودي

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على