وحيد حامد لا أريد تجسيد عمل عن السيسي.. والسادات أسهم في ظهور الإرهاب (حوار)

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

** لم أصل إلى ما حققته بـ«السحر أو الشعوذة».. وأتوقع أن أتعرض لهجوم كبير في «الجماعة 3»
** المجتمع أصيب بـ«لوثة» من التأسلم الكاذب.. والسيسي قادر يشيل البلد أربع سنوات أخرى
** يوسف السباعي أعاد حقي بعد تعرضي للضرب واحتجازي في قسم السيدة زينب
** موقف الأزهر من الإرهاب هش.. ولا أعشق الدخول في معارك
** اندهشت من موقف الشيخ خالد الجندي فى أزمة «التمثال العاري».. والداعية يعمل لصالحه
** أتمنى تقديم عمل فني عن الحاكم بأمر الله.. والسلطان هو البعيد عن السلطة

 

فى أحد الفنادق المطلة على النيل، يجلس الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد كعادته فى صومعته، مفضلاً الانعزال عمن حوله، منشغلاً بعمل درامي يكتبه أو كتاب يقرأه أو فيلم يجهزه، يتأمل ويبدع ويكتب أهم أفلام السينما المصرية، وفى يديه شنطة لا تفارق يديه، يوجد بداخلها قصاصات ورق ومراجع تاريخية وعدد من الأعمال الفنية المعروضة عليه.

تشعر وأنت تحاوره، أنك فى حضرة موسوعة فى الأدب، وقارئ جيد للتاريخ، وخبير فى السياسة، وكاتب استثنائي، فالحوار معه لا يمكن أن يتوقف عند محطة بعينها، إنما يتأرجح بين محطات مختلفة، وأعماله السينمائية والدرامية لا تزال محفورة فى الأذهان، وباتت بمثابة أيقونات خالدة، مثل «الإرهاب والكباب» و«اللعب مع الكبار» و«اضحك الصورة تطلع حلوة»، و«البرىء»، و«كشف المستور»، وغيرها.

معاركه مع التيارات المتشددة والجماعات التكفيرية لا تتوقف، آراؤه الجريئة والصادمة فى بعض الأوقات تجعله مثيرًا للجدل، انتقاداته للمؤسسات الدينية تأبى أن تنتهى.. وإلى نص الحوار.

قبل الخوض معك في أمور الفن والسياسة والأدب.. نود معرفة ما تختزنه الذاكرة عن نشأة الكاتب الكبير وحيد حامد وبداياته.. وهل أسهمت في إبداعاتك الفنية؟

أبلغ من العمر حاليا 74 عامًا، ومشواري كان طويلا جدا، والأساس فيه حب الأدب، فأنا من الجيل القديم، بدأت حياتي كقارئ ثم عاشق للأدب، ثم كاتب للقصة القصيرة، ولم أكن من المتميزين، لأنه كان هناك من هم أفضل مني، وانتقلت للدراما وحققت فيها تميزًا حقيقيًّا، ووجدت أن هذا بيتي، فكتبت للمسرح والإذاعة وأخيرا استقررت على السينما والتليفزيون، وأريد هنا أن أشير إلى أن المناخ الذى تربيت فيه وأحداث الثورة المصرية ساعدت بشكل كبير فى نشأتي، فكان هناك تقدير حقيقي للثقافة، وكانت المطابع الأميرية تُصدر كتاباً كل 6 ساعات فى مختلف المجالات، فكان هناك ثقافة حقيقية، وأعتقد أن تلك الثقافة كان لها دور واضح فى بناء جيلنا والأجيال المقبلة، فكان هناك قامات كبيرة فى عالم الأدب والفن تدفعك لأن تتمنى أن تجاورها وتقترب منها.

وكنت أعتقد طوال الوقت أن أدباءنا الكبار يعيشون فى أبراج عاجية، ولكن حينما جئت إلى القاهرة والتقيت بهم وجدتهم أناسًا فى منتهى التواضع، فأنا تعلمت التواضع من الأساتذة الكبار عبد الرحمن الشرقاوي ونجيب محفوظ ويوسف إدريس، بعد أن تعرفت عليهم ووجدتهم فى قمة البساطة والتواضع، ولقيت الواحد بيقول لنفسه "لازم أختشي من نفسي"، وللأسف نعيش حاليا زمن من يحظى بنجاح ولو صغير لا يستطيع أن يحدثه أحد، ويصاب بانتفاخ.

وكثيرون أقابلهم يسألونني: "إنت وصلت للمكانة ديه إزاي؟"، وأقول بكل صراحة الأمر مثلما يقال بالطريقة العامية "لا سحر ولا شعوذة"، فكل ما أمتلكه أنني عشقت ما كتبت وأحببت العمل فيه، وأخلصت إليه، فمن يعشق مهنته ويمنحها كل ما يملك سيتميز عن غيره، وأنا فعلت ذلك منذ البداية.

 

كنت قريبًا من الأديب الراحل نجيب محفوظ ووصفك البعض بأنك أحد تلاميذه ومن المقربين إليه.. متى بدأت العلاقة بينكما؟

أقولها بصدق أنا أرى نجيب محفوظ هو الأب لكل هذا الجيل من الكتاب فى مجالات الكتابة المختلفة، فكان نهرًا وافر العطاء، وكان إنسانًا بسيطًا وشديد التواضع والأدب ومجاملًا لأقصى درجة، وأشعر أنه يعيش معي حتى هذه اللحظة وأنه موجود بجواري، لأنه أحد الأدباء الذين لا بد أن يعيد الجيل الحالي قراءتهم، منذ يومين كنت أقرأ فى كتاب "حكايات حارتنا"، فكلما أردت أن أشحن نفسي من جديد أذهب إلى أدب نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس.

وعن علاقتي الشخصية به، أتذكر أن نجيب محفوظ كان يلتف حوله جمال الغيطاني والنائب البرلماني الحالي يوسف القعيد، وكان آخر موقف جمعني معه كنت فى زيارة له أنا والكاتب محمد سلماوي أثناء مرضه للاطمئنان عليه، وكنت بصدد شراء "أولاد حارتنا" لكي أقوم بإعدادها كفيلم، وأبدى موافقته بالفعل، ولكن حينما عرف أن مروان نجلي هو من سيقوم بإخراجه قال لي: "بلاش مروان أنا خايف عليه"، دون معرفة السبب وراء هذا الخوف، ولكن استشعرت أن يكون بسبب موقف نجيب محفوظ من الأزهر، وللأسف البعض يتاجر فى بعض الأحيان بشكل رخيص بعلاقته بنجيب محفوظ.

ما أكثر المواقف الصعبة التي تعرضت لها في بداياتك؟

من أكثر المواقف الصعبة التى قابلتها فى حياتي، أننى كنت أذهب إلى قهوة الفيشاوي التى يجلس عليها نجيب محفوظ لكي أراه، وفى يوم من الأيام كنت عائدًا إلى منزلي وقتها فى شارع "درب الجماميز"، وكان يشتهر بالمكتبات التى تبيع الكتب القديمة، ويومها قابلني أحد أصحاب المكتبات وقال لي "معايا بيعة جديدة ولو لاقيت كتاب يعجبك خده، وجابلي كرسي وقعدت أفرز الكتب"، ثم مر علينا شاويش الدورية وقال لصاحب المكتبة: "إنت إيه اللي قعدك لحد دلوقتي؟"، فقلت له وأنا جالس أضع قدمًا على قدم، وكان عمري آنذاك 21 عاما: "ده مش قهوة ده مكتبة"، فقال لي: "إنت إزاي تكلمني وانت قاعد كده؟"، فرديت عليه: إنت ليك عندي إيه؟"، فضربني واقتادني إلى قسم شرطة السيدة زينب، وفى القسم وجدت دهشوري حرب وكان نقيبًا وقتها، قال لي: "اعتذر للشاويش يا إما هانزلك الحجز، رغم أني مظلوم"، وبمجرد خروجي ذهبت إلى يوسف السباعي وكانت تربطني به علاقة جيدة، وكان شقيقه محمد السباعي مدير أمن القاهرة وقتها، وحينما حكيت له الواقعة، تحدث مع شقيقه، وأتى لي بحقي، وأود هنا أن أقول إن جيلنا تعب فعلاً، وهناك أشخاص مميزون لم يستطيعوا استكمال الطريق، وتركوا المجال برمته.

 

 

ناقشت الكثير من القضايا الشائكة في أعمالك التليفزيونية والسينمائية سواء فيما يتعلق بالإرهاب أو محاربة القوى الظلامية ودخلت في معارك عديدة مع تيار الإسلام السياسى.. هل تعشق خوض المعارك؟

على الإطلاق، أنا شخص لا أحب المعارك، ولست مريضًا نفسيًّا، لأن المعارك تأخذ جهدًا عصبيًّا مني، ولكنني صادق مع نفسي وغيري، فأنا مهتم بقضايا اجتماعية بالدرجة الأولى، بدايتي فى التليفزيون كانت فى "أحلام الفتى الطائر"، ومسلسل "البشاير" و"أوان الورد"، الذى ناقش مشكلات طائفية، و"آخر الرجال المحترمين"، و"اضحك الصورة تطلع حلوة"، وغيرها من الأعمال، فأنا أحمل قضايا الناس، ولن نستورد مشكلات من الخارج، ولن أحصل على فيلم أجنبي لكي أعيد كتابته، فهذا عيب، ولكنني أركز طوال الوقت على قضية تشغل المجتمع وأطرحها بكل تفاصيلها.

وللأسف فى اللحظة التى نتحدث فيها حاليا، جميع محطات التليفزيون تذيع أعمالاً تناهض الإرهاب، ولكن فى نفس الوقت جميع مساجد السلفيين تبث الفكر الظلامي الإرهابي، وأتساءل: "ليه أنا عندي الإسلام أنواع، أنا عايز دين واحد، لكن إحنا عايشين فى فوضى دينية، وهناك موقف هش للأزهر من الإرهاب وتصنيف القتلة، ولا توجد إدانة صريحة من الأزهر للإرهابيين".

هل صدمك وأفزعك حادث اشتباكات صحراء الواحات؟

صدمني للغاية، ولكن الحادث يكتنفه الغموض حتى الآن، ولن نكذب على بعض، فما زال الإرهاب قويا ويحقق نجاحات، فحادث اشتباكات الواحات وما قبله كان بمثابة نجاحات للإرهاب، فالدولة لا يجب أن تكون هى المدافع، ولا تنتظر حتى يضربها الإرهاب، فيجب أن تكون هى السباقة، مثل المثل الذي يقول: "اتغدى بيه قبل ما يتعشى بيك"، يجب أن نبحث عن العدو فى مكمنه قبل أن يهاجمنا.

نسمع طوال الوقت من الدولة عن قضية تجديد الخطاب الديني ولكن لم يتحقق شيء على أرض الواقع حتى الآن.. ما المشكلة من وجهة نظرك؟

تجديد الخطاب الديني قضية صعبة فى الوقت الراهن، ففى البداية علينا أن نتخلص من رجال الدين المُتشددين الذين انتشروا على مدار سنوات طويلة وأتلفوا المجتمع وحولوه لكيان ظلامي، لذلك علينا أن نتخلص من هؤلاء، لأنهم علموا المواطنين التشدد طوال فترة وجودهم، فنحن بحاجة إلى عقول وأفكار جديدة، وهذا لن يأتي من خلال النماذج التى تسيطر على المؤسسات الدينية، فلا بد من تغيير العقول والاستعانة بالشباب، وهى مسألة ستأخذ وقتًا، وأريد هنا أن أذكر واقعة، لا أذهب لمكتب مسئول من المسئولين إلا وأجده يفتح التليفزيون على إذاعة القرآن الكريم، ويضعه صامتًا، سواء أكانوا فى الشرطة أو القضاء أو أي مكان، فما أعنيه هنا أن المجتمع أصابته لوثه من التأسلم الكاذب، ولو كان هناك تأسلم حقيقي "ماكنش ده بقى حالنا".

وأقولها بكل صراحة: "إحنا غرقانين بين المبالغة والتفاهة والبعد عن الحقيقة، وهذا شيء سيئ للغاية"، فالمفترض أن الإعلام يبني الناس بشكل جديد ويقدم منتجا حقيقيا ومتعة وثقافة حقيقية، ولكن للأسف كل ده غائب، ووصلنا فى بعض الأوقات لحالة من الفجاجة والذوق الرخيص، وللأسف الإعلام سعيد بهذا الأمر فقررت الابتعاد ومقاطعة الظهور على شاشات التليفزيون لمدة عام كامل، فلست مقتنعًا بكل ما يحدث وأرى أنه ضد قناعاتي".

هل الإعلام وحده يتحمل مسئولية ما نشهده في تلك الأيام؟

بالطبع، الإعلام فقط المسئول عن ذلك، فالناس على دين ملوكهم، لأنه الوسيلة التى نخاطب الناس بها، حينما يقدم الخير يكون المردود خيرًا، وحينما يقدم الشر يكون المردود شرا، والإعلام له دور مؤثر للغاية فى نشر المبادئ والقيم وحب الوطن، ولكن للأسف تركنا الساحة مطلقة للمفاهيم الدينية المتشددة أغلبها للسلفيين والوهابيين.

 

أثير مؤخرًا عدد من القضايا في وسائل الإعلام بعضها يتعلق بالتاريخ والآخر بالفن.. من بينها أزمة يوسف زيدان، وقضية «التمثال العاري» بين الكاتب خالد منتصر والشيخ خالد الجندي، كيف تنظر إليهما؟

يوسف زيدان "صح" في ما يقوله، فحينما كتبت الأستاذة الفاضلة سناء البيسي منذ عام، مقالة عن أحمد عرابي، وأوضحت أوجه القصور فيه، لماذا لم يغضب منها أحد، فالحقائق ثابتة ويجب أن نتعامل مع البشر بشكل واضح، بمعنى أنهم يخطئون ويصيبون، لذلك ليس معنى أنى أحب جمال عبد الناصر على سبيل المثال، أن نتعامل معه على أنه منزه بلا أخطاء أو صغائر، وأرجو قبل الاندفاع فى الهجوم أن نبحث ونعرف ونتحقق وهذا لا يحدث على الإطلاق، وللأسف البعض إذا لم يجد الحديث على هواه تجد "عش الدبابير" يفتح عليه، ومثال آخر حينما قال إن صلاح الدين كان مفتريا، هو "صح"، إحنا اتعلمنا فى المدارس غير كده، وحينما كبرنا واتسعت مداركنا عرفنا أن الرجل كان مصيبة سوداء.

وعن مأساة التمثال العاري، تعجبت كثيرًا من موقف الشيخ خالد الجندي، لأنني كنت أعتبره من المستنيرين، لكن يبدو أن خالد كان يعمل لمصلحة نفسه أكثر ما يعمل لصالح الدين، وأتساءل: "هل المحامي سمير صبري لا يجد قضايا تشغله ليقوم بتقديم بلاغات طوال الوقت للنائب العام؟"، ألا يوجد محام يتقدم ببلاغ ضده بتهمة سوء استخدام العدالة، فما أريد أن أقوله إن "الغربان" ظهروا علينا يحرمون كل شيء، وهم يرتكبون أبغض المعاصي، فالهجمة التتارية للأفاقين ومن يسمون أنفسهم الدعاة الجدد أتلفت حياتنا، لدرجة أن المجتمع بأكمله يعيش حاليا حالة من الدروشة.

نظمت مصر مؤخرًا منتدى شباب العالم، كيف تراه؟ وهل ترى أن مصر تسير على الطريق الصحيح؟

الإعلام صنع حالة وردية أتمنى أن أصدقها.

دشنت حملة «علشان تبنيها» خلال الفترة الأخيرة لدعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.. كيف تنظر إلى تلك الحملة؟

الطبيعي والمألوف أن يترشح الرئيس السيسي لفترة رئاسية ثانية، وأتساءل: "ما فائدة الاستمارة؟، زي ما شال الاربع سنين اللي فاتوا هيقدر يشيل التانيين، وهو قادر يشيلها".

كيف تنظر إلى ما يحدث في السعودية من اعتقالات لوزراء وأمراء من الأسرة الحاكمة ومستثمرين سعوديين؟

أشاهد حاليا ما يحدث، وهناك أشياء يصعب الحكم عليها فى وقتها، ولا أعرف الوضع سيذهب إلى أين خلال الفترة المقبلة.

تعرضت لهجوم كبير من الناصريين بعد إذاعة مسلسل «الجماعة 2»، ما تعقيبك؟

"هما اللي طلعوا غلط"، حينما قلت إن جمال عبد الناصر انضم للإخوان، وجدتهم يهاجمونني مثل "عش الدبابير"، ولم أغير رأيي، وبعد عرض المسلسل عرفوا أنه كان إخوان، فأنا لست عضوًا فى حزب ولا مستفيدا من الدولة أو أي جماعة طوال عمري، ولكنني أجري وراء الحقيقة، ودائما أقول لمن يكذبني "روح ارفع علي قضية، أنا عندي دايما المستند والحقيقة اللي معتمد عليها"، والسلطان هو البعيد عن السلطة.

 

لكن قيل إنك اعتمدت على باحث إخواني فى كتابة المسلسل..

هذا الأمر خاطئ، لأن ما اعتمدت عليه باحث محترم وليس إخوانيا، وهو أستاذ جامعة، وليس من الطبيعي والمنطقي أن كل من نختلف معه نطلق عليه "إخوان"، للحد الذى طالتني أنا أيضا الشائعات بأنني إخواني، فدائما الحقيقة تغضب.

هل تتوقع أن ينال «الجماعة 3» نصيب كبير من الهجوم عليك في أثناء عرضك علاقة السادات مع الإخوان؟

هذا شيء متوقع للغاية، وأقولها حاليا بكل صراحة وعلى الملأ، "السادات" كان له دور كبير فى إحياء الجماعات الإرهايية، وكل أبطال الجزء الثالث حاليا أحياء، وشاهدون على كثير من الأمور، فنحن نقدر السادات باعتباره بطل الحرب والسلام، ولكن لا نستطيع أن نكذب حقيقة أن السادات هو من أخرج الإخوان من السجون وترك لهم الحبل على الغارب، ولا أخفيك سرا أن السادات انضم لجماعة الإخوان وأغلب أعضاء مجلس قيادة الثورة كانوا إخوانا، وسأستعين بمذكرات محمود جامع فى الجزء الثالث.

هل مسلسل «الجماعة 3» سيكون الأخير بالنسبة إليك؟

لا أعلم أين سيتوقف المسلسل وعند أي نقطة؟، لأنني لم أبدأ فى كتابته حتى الآن، ولكن هناك إصرارا ورغبة شديدة لدى القناة أن يعرض الجزء الثالث فى رمضان المقبل، وهذا أمر مستحيل، فقلت لهم إنني سأنتهي منه ليعرض فى رمضان بعد المقبل.

هل من الممكن أن تُجسد حياة الرئيس السيسي في عمل من أعمالك الفنية؟

لا، لن أجسد حياة السيسي أو مبارك فى أعمالي الفنية، والأجيال القادمة بعد مني هى من تستطيع أن تفعل ذلك.

هل سيعطل «الجماعة 3»  كتابة «قيس ونيللي»؟

كنت سأبدأ فى كتابته، فإذا بدأت فى كتابة الجزء الثالث من مسلسل الجماعة "3" سأرجئ كتابة "قيس ونيللي"، ولو أجلت كتابة الجزء الثالث سأبدأ على الفور فى كتابة "قيس ونيللي".

ماذا عن فيلم «تراب الماس»؟

ليس لي علاقة به على الإطلاق، ولا أعلم عنه شيئًا، فأنا لم أقرأ الرواية التى كتبها أحمد مراد، ولم أتابع فيلم "الأصليين" الذى أخرجه مروان حامد بسبب ظروف مرضي الشديد فى تلك الفترة، وليس لديَّ فكرة عن تراب الماس إلا أنه من إخراج مروان حامد.

لماذا يوجد هناك تناغم بينك وبين الفنان الكبير عادل إمام في كل أعمالكما؟

نحن نشيل نفس الهموم، ومن جيل واحد، وهمنا وحلمنا واحد، وهذا هو العامل المشترك بيننا فى جيلنا، فنحن جيل مترابط وفكر واحد، وهو ما يجعل هناك تناغما بيننا فى مختلف الأعمال التى قدمناها.

هل هناك أعمال فنية تتمنى تقديمها في المستقبل؟

هناك مشاريع فنية ولكن من الصعب تنفيذها، كنت أتمنى عمل فيلم عن الحاكم بأمر الله، لأنه من الأشخاص الذين ظلمهم التاريخ من وجهة نظري، وكان حاكما له وعليه، ولكن ظلم ومات مبكرًا، وأتمنى تناول هذه الشخصية.

ما الأعمال التي تريد أن تمسحها من ذاكرتك؟

قدمت طوال عملي بالفن، 4 أو 5 أعمال فنية غير راض عنها، وأتحمل مسئوليتها، ولن ألقيها على أحد، فكنت طرفًا فيها، منها "العربجي" و"التعلب والعنب"، فلست راض عن كل أعمالي، وأتذكر فى أحد اللقاءات كان معروضا فيلم "العربجي" فى ندوة فى مهرجان الإسكندرية، وكان اسمه فى البداية "ليلة حظ"، ووقفت أمام الجميع وقلت "لا يصلح هذا الفيلم للمشاركة فى المهرجان"، وحينها قال سامي السلاموني رحمة الله عليه جملته "كرسي فى الكلوب"، وأقولها صراحة الكاتب ليس مطالبا بأن تخرج كل أعماله جيدة وعلى مستوى واحد، فشكسبير نفسه ليست أعماله كلها على مسافة واحدة، فمسرحة "كينج لير" تجدها مختلفة تمامًا عن مسرحية "ليلة صيف"، فالمبدع إذا كانت أعماله كلها متشابهة يصبح ماكينة وليس إبداعا قائما من روح وتجربة وإنسانيات.

ما العمل الذى أعجبك خلال الفترة الماضية؟

أعجبني  مسلسل "يونس ولد فضة" للأستاذ عبد الرحيم كمال، كما شاهدت "هذا المساء" لتامر محسن وأعجبني للغاية.

حدثنا عن تفاصيل الوعكة الصحية الأخيرة التي أجبرتك على السفر للعلاج في الخارج؟

مشكلتي مثل أي مريض بالقلب، لدي مشكلة فى الشرايين وعضلة القلب ضعيفة، وسافرت للعلاج وسأعود لأستكمل العلاج مرة أخرى خلال الفترة المقبلة.

أخيرًا أعلنت إدارة مهرجان «دبي السينمائي» عن تكريمك في الدورة المقبلة، كيف تنظر إلى هذا التكريم؟

الحمد لله، أنا سعيد أن أعمالي وصل صداها إلى أشقائنا العرب مثلما أثرت فى مصر، وأريد هنا أن أشكر مصر أيضا، لأنه لا يوجد تكريم فى مصر إلا وحصلت عليه، بداية من مهرجان القاهرة السينمائي الذى أصدر عني كتابا ثم جوائز الدولة وآخرها النيل، وما أعنيه بذلك أن وطني لم ينسني وقدرني وهذا شيء طيب للغاية، كون أن الدولة التى عشت بها تقدرني فهذا أمر إيجابي، وسعيد حاليا بما وصلت إليه.

شارك الخبر على