نصحه بالتركيز في الكوميديا.. كيف كان ينظر «الساحر» إلى عادل إمام؟

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

جمعهما تاريخ من المنافسة الفنية، وصل إلى حد القطيعة على المستوى الشخصي، استمرت لفترة طويلة، ولم يوقفها سوى المرض الذي استحوذ على "الساحر" في أواخر أيامه، فاتصل "الزعيم" بابن الفنان الراحل الأكبر ليستعلم عن صحته، وطلب منه أن يحدد ميعادا لزيارته في المستشفى، إلا أن "محمد"، ابن الفنان الراحل اعتذر له، موضحا أن الزيارة ممنوعة عنه، وهكذا لم يتمكن "الزعيم" من إصلاح شرخ العلاقة بينه وبين صديقه اللدود، حتى وافته المنية في 12 نوفمبر 2016، فذهب "الزعيم" لحضور العزاء، لتلتف حوله كاميرات الإعلام، فيقف ويتحدث عن الفنان الراحل بتأثر قائلا: "إحنا فقدنا فنان كبير لن يعوض.. وهيفضل في وجداننا طول ما احنا عايشين".

محمود عبد العزيز، فنان برع في تقديم جميع الألوان بما فيها الكوميديا، وكذلك كان الفنان عادل إمام، الذي أثبت جدارة تقديم الأدوار التراجيدية أيضا، ومن هنا جاءت نقطة الخلاف، فحينما سُئل الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في لقاء تليفزيوني قديم، عن رأيه في أفلام عادل إمام التراجيدية أجاب قائلا: "ربنا منح الزميل عادل إمام موهبة الإضحاك حتى في جلساته الخاصة، وبالتالي في أفلامه الكوميدية كان بيمنح جرعة كبيرة من الضحك والابتسامة، وكان يجب عليه أن يستغل ذلك في أفلام أكثر جودة من ناحية الكوميديا"، لافتا إلى أنه اقتنع بأداء عادل إمام التراجيدي فقط في دوره بفيلم "حتى لا يطير الدخان".

"لاعبان في مركز واحد"، هكذا صوّر النقّاد الخلاف بين "محمود" و"عادل"، خاصة بعد اتجاه "عبد العزيز" لتقديم أفلام بها جرعة عالية من الكوميديا في فترة من الفترات مثل "الشقة  من حق الزوجة"، عام 1985، و"سيداتي آنساتي"، عام 1989، في حين سرق "عادل" أدوار محمود عبد العزيز، ونور الشريف، ومحمود ياسين، على حد قول أحد النقاد في ذلك الوقت، على اعتبار أنه توسع في أدواره، وخرج من دائرة الكوميديا الخالصة، ليقدم أدوارا تراجيدية في أفلام مثل: "حتى لا يطير الدخان"، عام 1984، و"حب في الزنزانة"، عام 1983، و"المشبوه"، عام 1981.

وقع الصدام المباشر بين الفنانين في مسلسل "رأفت الهجان"، حينما كان من المقرر إسناد دور البطولة للفنان عادل إمام، بعد نجاحه في تجربة مسلسل "دموع في عيون وقحة"، إلا أن خلافا وقع بين "عادل"، والكاتب صالح مرسي، وهو ما تسبب في إسناد الدور إلى محمود عبد العزيز، ويُقال إن ثورة عارمة اندلعت داخل "الزعيم"، بعد النجاح غير المتوقع الذي حققه مسلسل "رأفت الهجان"، بجميع أجزائه.

وأوضح الناقد الفني، طارق الشناوي"، في تصريحات صحفية سابقة لموقع "العربية نت"، أن عادل إمام رفض أكثر من فيلم للمخرج داود عبد السيد، حيث كان يرفض العمل مع جيل "داود"، وكان يرغب دائما في أن يكون نجما جماهيريا يحقق الإيرادات بعيدا عن هذه النوعية من الأعمال، ولكن المفارقة هي تحقيق فيلم "الكيت كات" لإيرادات مرتفعة للغاية، بعد إسناد بطولته للفنان محمود عبد العزيز.

استمرت الخلافات نحو 12 عامًا حتى تم الجمع بينهما في فرح ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الكبير الراحل حسن الصيفي، وتم تصفية الأجواء بينهما منذ هذا اليوم، ليعود الخلاف مجددا مع دخول فيلم "حسن ومرقص"، حيث كان من المقرر أن يتشارك "الزعيم" و"الساحر" في بطولته، لكن عادل إمام أصر على أن يكون مؤلف الفيلم هو "يوسف معاطي"، بينما تمسك "الساحر"، بوحيد حامد،  فقرر "الزعيم" الاستعانة بالفنان عمر الشريف بدلا من "عبد العزيز".

شارك الخبر على