في اليوم الوطني السعودي.. رؤية ٢٠٣٠ حلمٌ وطني اقترب من الحقيقة

٧ أشهر فى البلاد

تحتفل المملكة العربية السعودية اليوم، بالذكرى الثالثة والتسعين لليوم الوطني، والشعب السعودي الشقيق ينعم بالرخاء والاستقرار والأمان في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية، والجهود والرؤى الطموحة التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.

وتتزامن احتفالات هذا العام مع إطلاق هيئة الترفيه السعودية الهوية الجديدة لاحتفالات اليوم الوطني السعودي 2023 تحت شعار "نحلم ونُحقق" مستلهمة تفاصيلها وفعالياتها من طموحات السعوديين قيادة وشعباً والتي شارفت على الوصول لتحقيقها في كل مناحي الحياة، وانعكست بوضوح على ما راهنت عليه القيادة في المملكة العربية السعودية عبر رؤيتها المستقبلية 2030، وهو ما مكنّها من ترسيخ قوتها ومكانتها وثقلها الاستراتيجي، مواصلة تقديم دورها المهم والمحوري على جميع الأصعدة إقليمياً ودولياً، في إطار مساعيها لتحويل الحلم إلى حقيقة.

ومع الاحتفالات بذكرى اليوم الوطني، تواصل المملكة العربية السعودية مسيرة البناء والتنمية والعمل المخلص لرفاه الشعب السعودي وإعلاء قيم الدولة والولاء والانتماء والشعور بالفخر الوطني، اقتفاءً لنهج الملك المؤسس وأبنائه نسل الملوك الكرام، حيث شهدت المملكة العربية السعودية طفرة نوعية فارقة على أكثر من صعيد اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً وأمنياً واجتماعياً، وبدأت تشق طريقها بخطى حثيثة، وتتبلور أبعادها وآثارها الإيجابية في تحقيق التنمية الشاملة وفق رؤية المملكة الاستراتيجية للمستقبل (2030)، التي جعلتها محط أنظار العالم إعجابًا وتقديرًا، ورسخت موقعها في مصاف الدول الصناعية الكبرى المؤثرة في صنع القرار العالمي بعضويتها في مجموعة العشرين (G20).

- تطابق رؤى المستقبل بين البحرين والسعودية

 تلتقي الرؤية السعودية 2030 مع رؤية مملكة البحرين الاقتصادية 2030 في سعي كلتا الرؤيتين إلى تحقيق الأهداف الإنمائية الـ17 التي حددها إعلان الألفية للأمم المتحدة عام 2000م، ملبية تطلعات قيادة المملكتين الشقيقتين الطموحة لتحقيق الاستقرار والاستمرار في مسارات التنمية والنهضة والريادة.

وتعتبر مملكة البحرين من أوائل الدول التي بادرت بإطلاق رؤيتها 2030 استجابة لإعلان الألفية بعد مصادقة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه على الرؤية في أكتوبر 2008، ، حيث بدأ رسم ملامح واضحة للتطوير والنمو الاقتصادي بما يعكس جهود المملكة وحرصها على بناء حياةٍ أفضل لكافة مواطنيها قوامها التنمية والاستدامة، عبر تبني تنفيذ العديد من البرامج والمبادرات الاقتصادية بالتنسيق والتعاون بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني.

كما تُمثل الرؤية السعودية 2030، التي أُطلقت عام 2016 بدعم ورعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، رؤيةً خاصة بسمو الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، لتحقيق مستقبل واعد للدولة السعودية عبر استثمار مكامن القوة التي حبا الله بها بلاده من موقع استراتيجي متميز، وقوة استثمارية رائدة، وعمق عربيّ وإسلاميّ فريد.

- رؤية السعودية حلم اقترب من الحقيقة

تعتمد الرؤية السعودية 2030 على مكامن قوة محورية تتلخص في كون المملكة أرض الحرمين الشريفين قبلة أكثر من مليار مسلم، وقدرتها على تطويع قوتها الاستثمارية لخلق اقتصاد أكثر تنوعاً واستدامة، وتمتعها بموقع استراتيجي يعزز مكانتها كمحرك رئيس للتجارة الدولية وربط القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا.

وقد تُرجمت مكامن القوة تلك إلى مجموعة من الأهداف الاستراتيجية لتمكين التنفيذ الفعال لبنودها من خلال (برنامج التحول الوطني)، وهو عبارة عن منظومة برامج مترابطة تمثل خطة السير لتحقيق الرؤية من خلال عدة برامج إما تم إعادة هيكلتها، أو استحداثها سُميت بـ "برامج تحقيق الرؤية".

وتقوم الرؤية السعودية 2030 بشكل أساسي على ثلاثة محاور استراتيجية رئيسية هي، مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، هذه المحاور بدورها تنقسم إلى 96 هدفاً فرعيا وتفصيلياً، يتم العمل على تنفيذها من خلال 11 برنامجاً من برامج تحقيق الرؤية.

وخلال السنوات الثماني الماضية، بدأت السعودية العمل بوتيرة متسارعة لتسخير وإبراز مكامن قوة الدولة وقدراتها الفريدة، حيث نجحت خلال وقت وجيز في تحقيق نتائج ومنجزات استثنائية، وعبر مُمكّنات التحوّل في تحقيق أهداف مرحلية استهدفت عامي 2020 و2021 توزعت على أهداف محاور الرؤية الاستراتيجية الرئيسية الثلاثة.

ففي محور مجتمع حيوي، حققت تقدماً في تبني أنماط حياة صحية ورفع مستوى جودة الحياة للمواطنين السعوديين، وتحسين الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن في مواسم الحج والعمرة بالإضافة إلى الاهتمام بالمواقع الأثرية وتضمينها لدى منظمة اليونسكو العالمية، وإنجاز مبادرات تعليمية وصحية وإسكانية متكاملة إضافة إلى استهداف وضع المملكة على خارطة الترفيه والسياحة عالمياً عبر حزمة من الفعاليات والمواسم والبرامج الترفيهية والمشاريع السياحية المتميزة.

وفي محور اقتصاد مزدهر، حققت المملكة عدة أهداف تفصيلية للإصلاح الاقتصادي الشامل حيث تقدمت السعودية في مؤشرات التنافسية العالمية محققة المركز الأول عالمياً على صعيد الإصلاحات للمرأة العاملة، وفي إصلاحات بيئة الأعمال، كما حققت ارتفاعاً في نسبة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاع الإيرادات غير النفطية بشكل ملحوظ في عام 2020، ونمو أصول صندوق الاستثمارات العامة بشكل كبير، واستحداث قطاعات اقتصادية حديثة، وخلق فرص للنمو والاستثمار في القطاعات غير النفطية والمالية والرقمية.

وعلى صعيد محور وطن طموح، فقد تحقق تقدمٌ كبير في ركيزتيّ "الحكومة الفاعلة" و"المواطنة المسؤولة"، حيث ارتفعت كفاءة الخدمات الحكومية وآلية استجابتها من خلال الاستثمار في التحول الرقمي الحكومي، وتوفير فرص ومبادرات أكبر للتنمية المستدامة والحفاظ على البيئة، والانفتاح على العالم وإرساء أسس النجاح للمستقبل، والاعتماد على الكوادر السعودية المؤهلة عبر إطلاق مبادرة توطين المهن.

- مشاريع المستقبل العملاقة سعودية بطابع عالمي

تستهدف المملكة العربية السعودية من خلال الرؤية 2030 وعبر صندوقها السيادي "صندوق الاستثمارات العامة"، تنفيذ حزمة من المشاريع الوطنية العملاقة يفوق عددها 80 مشروعاً من المؤمل أن تؤدي إلى فتح مجالات جديدة ومتنوعة للنشاط الاقتصادي، وخلق فرص عمل هائلة، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية عبر مصادر غير نفطية، وتسليط الضوء على التنوع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والسياحي والبيئي والحضاري للمملكة وهو ما يمثل جوهر وصميم رؤية 2030م.

ويأتي على رأس تلك المشاريع والتي قطع معظمها شوطاً كبيراً من مراحل التنفيذ وفقاً للخطط المرحلية المستهدفة: مشاريع البحر الأحمر السياحية الكبرى، ومدينة "نيـوم" العالمية موطن السياحة والترفيه والأعمال الاستثنائي، ومدينة "ذا لاين" السياحية، ومشروع تطوير مدينة "العلُا" التاريخية، ومشروع تطوير بوابة مدينة "الدرعية" وتأهيلها لتصبح العاصمة الثقافية للسعودية، ومشروع "القدية" العاصمة المستقبلية للترفيه والرياضة والفنون، ومشروع مدينة الملك سلمان للطاقة، ومشروع محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، ومبادرة السعودية خضراء، ومشروع "الرياض- آرت" ضمن مبادرة جعل الرياض مدينة صديقة للبيئة ومستدامة، ومشروع مفاعل الأبحاث منخفض الطاقة، وبرنامج "الجينوم" السعودي للحد من الأمراض الوراثية وتأسيس قاعدة بيانات وراثية للمجتمع السعودي، ومشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية، وبرنامج صُنع في السعودية.

المملكة العربية السعودية ركزت في رؤيتها الطموحة للمستقبل على عدة مرتكزات هامة مثل استهداف التحرر من النفط بزيادة الاعتماد على الإيرادات غير النفطية والاستثمار في الطاقة البديلة المتجددة عبر التعاون مع شقيقاتها في دول مجلس التعاون الخليجي لتحقيق تلك الأهداف والإعلان عن تسريع الانتقال الطاقي النظيف وصولاً إلى (الحياد الكربوني الصفري) بحلول عام 2060م والتعامل بجدية ومسؤولية مع التحدّيات العصرية للطاقة والتغير المناخي والمشاركة في الجهود الدولية لبناء مستقبل قائم على التنمية المستدامة والمجتمعات الخضراء.

كما تستهدف الرؤية السعودية زيادة عدد المعتمرين سنويا ليصل إلى 30 مليونا بحلول عام 2030 وهو ما يستلزم توفير وتطوير البنى التحتية المحيطة بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة، والمدينة المنورة كمطار جدة الدولي الجديد ومطار الطائف إضافة إلى الاستمرار في أعمال التوسعة في محيط الحرم المكي.

ثلاثة وتسعون عاماً، لم تتوقف فيها مسيرة الخير والعطاء والنماء والبناء في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وإعلان توحيدها، وتسعةُ عقود ونيّف، تحقق فيها الكثير من الإنجازات والمكتسبات الوطنية في ظل قيادة واعية، حكيمة، ورؤية مستقبلية شابة وطموحة، وصلت بالدولة السعودية إلى مكانة مهمة وملهمة إقليمياً وعالمياً.

وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بمناسبة إطلاق رؤية السعودية 2030، حيث تعهد بأن تسخر المملكة كافة مواردها وطاقاتها للمشروعات التنموية الوطنية وأن تعمل القيادة مع الشعب لكي تكون السعودية نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة.

وجاءت رؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود مترجمة لطموحات خادم الحرمين الشريفين بأن باشر العمل على تحقيق رؤية الحاضر للمستقبل، وبناء دولة قوية مزدهرة متقدمة بالعلم والتدريب والشفافية وتكافؤ الفرص، تلبي طموحات أبنائها وتتسع للجميع، ويتشارك جميع المقيمين على أرضها في مسيرة البناء والتنمية وحصاد النجاح.

شارك الخبر على