"السيد والعبد" للرويعي تشغل المسرحيين والصحافة العربية

٩ أشهر فى البلاد

اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الثلاثين، حيث شاركت مملكة البحرين ممثلة في مسرح الصواري بمسرحية "السيد والعبد" للمخرج خالد الرويعي، حيث رشحت المسرحية للفوز بجائزة أفضل نص وجائزة التمثيل للفنان أحمد سعيد.
وقد أشاد حضور المسرحية بالعرض الذي ترشح للجائزتين، وكان محط جدل واسع أثارته الصحافة العربية، فجريدة الشرق الأوسط ذكرت بأن "مسرح البالون تحول إلى قاعة، وتحولت الجدلية التاريخية إلى عمل فني معاصر، أما الجمهور، فبات مشاركاً أساسياً في الحدث، هكذا كان العرض البحريني "السيد والعبد".

أما الناقد أشرف فؤاد، فكتب في مجلة "التجريبي" أن تمثيل كل من صالح الدرازي وأحمد سعيد في دور السيد والعبد جاء على الترتيب على هيئة الفعل ورد الفعل، فنجح كلاهما إلى حد كبير في التعبير عما يجول بداخلهم من مشاعر في شكل لغة جسد معبرة مما كان له الأثر المطلوب في وصول ووضوح أفكارهم لجمهور المتلقى، كما استطاع الرويعى ابتكار الحركات الجسدية المعبرة عن تبعية العبد لسيده، من خلال التطابق الجسدي وتوحد الإشارات والإيماءات بينهم في كثير من اللوحات، وكذا نجح أيضا في تجسيد الكثير من الأفكار والمشاعر والقوى الروحية الخارقة حركيا وجسديا، وأخيرا عبر عن الموت وما يترتب عليه من عزلة وفراق من خلال تقنية مسرحية جديدة عبارة عن عزل كل منهما بكيس بلاستيكى منفردا يمطر من فوقهم بحفنة ألوان من المشاعر والذكريات البائدة".
أما وكالة أنباء العالم العربي، فقد ذكرت بأن العرض "نال تقدير المتابعين للمهرجان الذي جذب جمهورا كبيرا خلال عرضه لليلتين على مسرح البالون، وحظي بطلا العرض أحمد سعيد وصالح الدرازي والمخرج الرويعي بتصفيق متواصل استمر لعدة دقائق، ويضفي المخرج أجواء أسطورية على العرض قبل دخول الجمهور إلى المسرح، إذ يصل الجمهور إلى الخشبة وليس إلى المقاعد المعتادة، وانحاز المخرج إلى تقديم العرض فوق الخشبة، وجلس الجمهور أمام منصة مستطيلة تم وضعها لتمثل الفضاء البصري للعرض.
وعند دخول الجمهور، يجد الممثلين في حال عناق، وكأنهما من خلية وحيدة أو وجهين لعملة واحدة، وتعطي حال العناق شعورا بالتجانس أو الالتصاق أو التكامل، وتعزز هذا الانطباع كونهما يرتديان لونا رماديا محايدا، كما تنساب موسيقى روحية مستمدة من مسارات متنوعة ما بين تراث الموسيقى الصوفية والترانيم المسيحية وملحمة نينوى، مما يعزز التصور الذي يتبناه الجمهور عن صلة العرض بلحظة الخلق الأولى.
أما المخرجة المصرية عبير علي، فقالت إن العرض يمثل إضافة كبيرة تحسب للمخرج في تأهيل الممثلين وبناء تصور سينوغرافي متميز. في حين ذكر ورحب الناقد المصري محمود الحلواني بالرؤية التي تبناها العرض وطريقة المعالجة التي اختارها الرويعي. وقال "النص له طبيعة ذهنية مغلقة، لكن المخرج قدم حلولا حركية بالاشتغال الذكي على الممثل والصورة البصرية".
وفي تصريح سابق لبوابة الأهرام قال مخرج العرض الفنان خالد الرويعي بأن "العمل يرتكز على تساؤلات عدة في هل نحن أحرار؟ كبشر؟ كنظام اجتماعي؟ هذه الجدلية هي موضوع مسرحية السيد والعبد، هي التساؤلات الأبدية على مر العصور، حيث العبودية في دائرة وهم الحرية، والسيادة في وهم العبودية".
ويدور العرض حول رغبة السيد في التغيير والترفيه عن النفس بأساليب مختلفة، وبتردد مختلف. وما حيلة العبد سوى تحقيق الرغبات وتبريرها للسيد. إنها العلاقة الجدلية القديمة بين السيد والعبد على مر العصور.
يشاركه في هذا العمل من حيث التمثيل صالح الدرازي وأحمد سعيد، وفي فريق الإخراج والسينوغرافيا كل من باسل حسين وسعاد عوض الله، وهو من إنتاج مسرح الصواري.

شارك الخبر على