«لوفر أبوظبي» .. حروف من نور

almost 2 years in الإتحاد

على امتداد شارع أبوظبي - دبي، يشدو نسر عملاق، جناحاه معلقان في السماء، وعيناه على الأرض، حيث العاصمة أبوظبي، تسترخي على جملة من ثقافة إنسانية مبعثها منمنمات العقل الإماراتي، والذي ما دخر يوماً جهداً في ترسيخ العلاقة مع الآخر، بشفافية وثقة وثبات.فهذا النسر، هذا السبر، هذا النون والقلم، هذا السر، وهذا الخبر، هو ذلك المتألق عند ناصية الذاكرة الإماراتية، هو لوفر أبوظبي، حيث أصبح اليوم علامة بارزة في عقد التواصل مع العالم، والنوافذ تطل على المدى، تحاكي نجوم السماء، وتتحدث عن عاصمة، استطاعت خلال خمسين عاماً أن توسع من حدقات الرؤية باتجاه عالم أصبح اليوم يغزل خيوط القماشة الثقافية، بفكر مضاء بمصابيح الوعي بأهمية أن نكون معاً، لتخضر الأرض، وينبت الزرع، وتصير ضروع الحياة سقيا مطر، ولقيا بشر، وحلماً لا تتوقف بهجته، ولا تسجر بحاره ولا تمور جباله.متحف اللوفر أبوظبي، هو العلامة الفارقة في ثقافة الإمارات، ووعي العقل ليصبح في خدمة الذين عشقوا الكلمة، كما وضعوا للصورة حزاماً يحفظها من عوامل التعرية الثقافية، وضعوا للإنسان اعتبارات الجلال والجمال والكمال، حتى أصبح ابن الإمارات اليوم رسول سلام ومحبة، أصبح يقتدي بسيرة الباني المؤسس، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أصبح يحذو حذو القيادة الرشيدة التي أسست بناء التواصل على أرض خصيبة، وبروح طيبة.لذلك عندما نتمعن في متحف اللوفر، ونرى خلية النحل التي تعمل في داخله، نوقن أن هذه الجهود لم تأتِ من عبث، بل هي استمرار لرؤية واسعة الظلال، وأفكار لا ينضب لها معين، ولا يجف ريق.متحف اللوفر، هو الصورة المثالية لبلد آمن بأن الثقافة هي المحور، وهي المنطلق باتجاه العالم، الثقافة هي الروح التي تسكن مختلفالمجالات والصعد، الثقافة القلب الذي ينبض داخل كل مشروع، سواء كان اقتصادياً أو سياسياً أو تربوياً أو اجتماعياً، الثقافة هي السر في صمود حضارات، وخفوت أخرى، الثقافة هي الخبر على صفحات الوجدان الإنساني، وهي التبر يرصع مشاعر الذين تحرروا من العزلة الذاتية، وانفتحوا على العالم، بصورة تبعث على السعادة، وتزرع في القلب زهرة الفرح.وعرض المتحف أمس الأول، مجموعة من أقدم النصوص المقدسة في الأديان التوحيدية الثلاثة، ويستمر حتى 14 يناير من العام المقبل، وبالتعاون مع المكتبة الوطنية الفرنسية، ومؤسسة متاحف فرنسا.وهذا ما يعني أن الإمارات، ممثلة بالعاصمة أبوظبي، تقف اليوم عند منطقة خضراء في علاقتها مع الثقافات العالمية الكبرى، وتعتبر فرنسا أم الثقافات الإنسانية، حيث كان لثورتها الثقافية التي انبثقت عن مرحلة التنوير والتي انفجرت في عام 1789م، العلامة الفارقة في حياة أوروبا برمتها.وعلى الصعيد العربي، تقود الإمارات الوعي الرسمي والشعبي، قافلة التنوير بحله وحلله، وتعمل على تكريس مشاعر التسامح والتضامن بين شعوب العالم قاطبة.ويعتبر متحف اللوفر، الطائر العملاق الذي يحمل على عاتقه التحليق بسمعة الإمارات، وسماتها الوضاءة.

Share it on