أحمد العسم يكتب كريم العراقي
about 2 years in الإتحاد
الشمس شمسي، والعراق عراقيما غير الدخلاء أخلاقي.. (18 فبراير 1955 - 1 سبتمبر 2023) لا شاعر دون معاناة..لا يتكرر الشعر ولا الشاعر، رحل صديقي كريم العراقي الذي يحفظني كلما ضاقت بي الحياة والحيلة، كلما قرأ قرأت بعده في الأمسية وحيدين على بحر «معيريض» في رأس الخيمة ذات يوم في شتاء بارد.. ننصت للماء وفينا يقول البحر شعراً، من رئتيه نتنفس الهواء، البحر صديق الشعراء عند ساعة صفاء عالية وغزيرة المعنى والحروف. رحل صديقي بعدما أثرى عاطفة الحياة من دون معطفه الذي دفأ به الحب وكان دفء العالم والبرد، ووضع على جدار القلب والحياة صورة وامتداد تجسيد لمعاني الوفاء والتضحية في حب بلده العراق وبلاده العربية.. صديقي في ذمة الله وحفظه ولا شيء أكرم من الله العظيم الكريم، صديقي الكريم كريمٌ مع من عرفه واقترب من مشاعره، يستقبلك بأحاسيس شاعر ويودعك شعراً.. نفسها لا تتغير الصفات النبيلة التي هي إنسانيته وتشبهه في شعره، وأصاب في التعبير عن الجميع، جمعنا على المودة ولم يخلف موعداً، هو الحاضر الكبير فيه.في 5 سبتمبر 2023، حضرت مجلس عزاء وتأبين الشاعر كريم العراقي في فندق «إنتر كونتينتال دبي» مستمعاً، وفي ذهني أن أقفز إلى كل الأفكار التي طرحناها في رأس الخيمة، وأقول للمعزين هذا صديقي الذي فتح وجدانه للتفاصيل، كتب عنها وأعاد إلى جمودها العاطفي حركته حتى أصبحت كل الأماكن حبيبة له، وهو شاعرها الذي ينقل أحاسيسها. في عزاء الراحل قرأت من خبر الصمت حين علمت أنه رحل وأنه قرأ قصيدته الأخيرة، أسرعت إلى ذاكرتي وإلى مكتبتي أبحث عن الشعر في كتابه، فكم هو مؤلم رحيل الكرماء الذين لا يبخلون بأطيب كلام وأجمل صور تستمر إلى الأبد.. الأستاذ الطيب الإنسان، يستحق أن يخفف عنه، والتعبير عما بداخله لم يستطع قوله، نعم هو الظن الحسن، انتبه له الشاعر القدير، فقط هو الشاعر الذي له بابان القلب والعقل.صديقي.. أنت الشعر، الشاعر وعاطفته، بحر الشعر وأعماقه، الرسام الفنان، الأغنية السهلة والصعبة عميقة المفهوم، تمد القلوب بماء الحياة، السلام والابتسامة..في الطريق إلى رأس الخيمة، الطريق يكتب، الشعر لم يستطع تجفيف الأحزان وفتح قلبه، نقلّب في صفحات العمر، جمعنا بحر ومقهى قديم والتقينا بأصدقاء وهبتنا الحياة سرورهم، رددنا الشعر واستطعنا أيضاً أن نمنح الحب بياض القلب وإظهار ما بداخلنا من أشواق، وأن نقرأ الرسالة الأخيرة.. هنا مر شاعر كبير، ترك الكتاب نقرأ منه، له صورة كبيرة في الوجدان، وقارئ وكاتب الشعر.