طموح يطاول عنان الفضاء

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

 إنجاز جديد ينضاف إلى إنجازات الإمارات في مجال الفضاء، فطموح دولتنا لا يتوقف عند حد، بل هدفنا ترسيخ مكانة الدولة في محيطها الإقليمي وفي العالم في مجال صناعة الفضاء والمجالات الأخرى.
وهبوط رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي بعد مهمة دامت 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية، ضمن بعثة علمية تضمنت أبحاثاً وتجاربَ هدفُها إثراء البشر بخبرات ونتائج جديدة في مختلف العلوم، يخدم قطاع الفضاء نفسه والقطاعات الأخرى، ويفتح آفاقاً جديدة للعالم. سلطان حقق لدولة الإمارات إنجازاً جديداً لتكون أول دولة في تاريخ العالم العربي كله تنجز أطول مهمة تتعلق بالفضاء، وليكمل رائد الفضاء الإماراتي 4000 ساعة عمل في الفضاء وينجز 200 تجربة علمية مختلفة، منها على المستوى الطبي وعلى مستوى البحوث المشتركة مع جامعات مرموقة، ومنها ما يتعلق بعلوم الفضاء وتطويرها.
كما أن النيادي أول رائد فضاء ينفذ مهمةً خارج محطة الفضاء الدولية، بما يسمى «السير في الفضاء» لمدة 7 ساعات، بهدف تنفيذ مهام تتعلق بصيانة وتطوير محطة الفضاء. كل ذلك كان جزءاً من مهمة النيادي الفضائية، والتي تكللت بالنجاح وحققت نقلة نوعية بالنسبة لرواد الفضاء الإماراتيين ودور دولتنا في هذا المجال.
ما حققه سلطان ليس صدفةً، فهو إنجاز جماعي ضمن إرادة إماراتية، حيث يعمل مركز محمد بن راشد للفضاء ضمن برنامج طموح بهدف وضع اسم الإمارات بقوة على خريطة هذه الصناعة المهمة عالمياً، وهذا الإنجاز ليس فقط بهدف تحقيق أرقام جديدة في هذا المجال، بل هناك خطة إماراتية طموحة للعمل على أكثر من صعيد بهدف تطوير خبراتنا، ودعم الشباب الإماراتي، وخلق كوادر جديدة متميزة تدعم جهود دولتنا في مجال الفضاء، حيث نتذكر رائد الفضاء هزاع المنصوري الذي أصبح أول رائد فضاء عربي يصل للمحطة الدولية للفضاء في عام 2019، كما سبق للإمارات أن أطلقت مسبار «الأمل» في عام 2020 بعد 6 سنوات من التحضيرات المكثفة بوساطة خبرات إماراتية لا تعرف المستحيل عملت على مواكبة المسبار إلى كوكب المريخ ليقدم معلومات وبيانات مهمة للبشرية حول هذا الكوكب، ويكون هذا المسبار بمثابة أول مهمة عربية تَنفذ إلى عمق الفضاء وتَرصد المريخ، وحالياً أحد قمريه «ديموس».  
  إن ما وصلت له الإمارات هو ثمرة طموح قادتها نحو آفاق وسعها الفضاء، وإيمانهم بالعلم والعمل، وهنا أنقل ما قاله صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي قال عبر منصة «إكس» مباركاً للنيادي: «صنعتَ مع فرق العمل الوطنية إنجازاً إماراتياً تاريخياً وساهمتم في خدمة العلم والبشرية. بكم جميعاً طموحاتنا في مجال الفضاء كبيرة ومتواصلة، العلم سلاحنا، وجهد أبنائنا ذخرنا، والتوفيق من الله».
ما قدمته الدولة في مجال الفضاء جاء وفق خطة ممنهجة على كافة الأصعدة، وعبر مشاريع متكاملة مثل مشروع اكتشاف القمر، ومهمة اكتشاف كوكب الزهرة 2028، والبرنامج الوطني للفضاء، وكل ذلك تحت سقف وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء الذي أسهم في مجالات رحلات الفضاء، وإطلاق الأقمار الاصطناعية التي حققت الإمارات فيها ريادة عربية.
وكان إطلاق برنامج رواد الفضاء، في عام 2017، بداية المشوار، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: «أطلقنا برنامج الإمارات لرواد الفضاء في 2017، وفي أقل من 6 سنوات احتفلنا بنجاح رحلتين حملتا اسم الإمارات إلى الفضاء، ثقتنا كبيرة في شبابنا لتكون دولتنا دائماً في المقدمة تلهم الأجيال وترفع سقف الطموحات».
*كاتب إماراتي 

شارك الخبر على