الإمارات ومجموعة «بريكس»

٨ أشهر فى الإتحاد

انضمت دولة الإمارات رسمياً إلى مجموعة «بريكس»، بعد أن صادقت الدول الخمس المؤسِّسة للمجموعة (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على انضمامها للمجموعة، خلال اجتماع القمة الـ15 لزعماء الدول الخمس في جوهانسبرغ بين يومي 22 و24 أغسطس المنصرم.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في تعليقه على انضمام دولة الإمارات إلى مجموعة «بريكس»، في تغريدة على منصة «إكس»: «نقدر موافقةَ قادة مجموعة (بريكس) على ضم دولة الإمارات العربية المتحدة إلى هذه المجموعة المهمة.
ونتطلع إلى العمل معاً من أجل رخاء ومنفعة جميع دول وشعوب العالم». ويعكس انضمام دولة الإمارات إلى «بريكس» حرصَ الدولة على التعاون متعدِّد الأطراف من خلال توسيع شراكاتها الدولية لتحقيق التنمية والازدهار. ويطمح تكتل «بريكس»، الذي يضم الدول ذات الاقتصادات الصاعدة، إلى إعادة تشكيل النظام العالمي الذي تسيطر عليه القوى الاقتصادية الغربية الكبرى، عبر إيجاد نظام اقتصادي موازٍ.
وتمثل دول بريكس ثقلاً اقتصادياً كبيراً على مستوى العالم، إذ بلغ حجم اقتصاداتها في نهاية عام 2022 نحو 44 تريليون دولار، وهي تسيطر على 17 بالمائة من التجارة العالمية، وتساهم بما نسبته 31.5 بالمائة في الاقتصاد العالمي، مقابل 30.7 بالمائة لمجموعة السبع («G7»). هذا وتمثل بريكس 42 بالمائة من إجمالي سكان العالم بنحو 3.2 مليار نسمة، كما تضم ثلاث قوى نووية هي روسيا والصين والهند.
واكتسبت المجموعة زخماً إعلامياً من خلال المبادرات الناجحة التي تبنتها والمشاريع التي أعلنها أعضاؤها، إذ أطلقت في عام 2014 بنك التنمية الجديد (NDB) برأس مال أولي قدره 50 مليار دولار كبديل للبنك وصندوق النقد الدوليين، وهو بنك يوفر التمويل لمشاريع البنى التحتية ومشروعات الطاقة المستدامة. كما أنشأت آلية للطوارئ (CRA) مصمَّمَة لدعم الدول الأعضاء التي تواجه صعوبات في الدفع.. وهي مبادرات توفر بديلاً للمؤسسات المالية العالمية القائمة.
ومن مشاريع الأعضاء برزت مبادرة الحزام والطريق الصينية الهادفة إلى إنشاء شبكات بنية تحتية واسعة النطاق تربط آسيا وأوروبا وأفريقيا. والمبادرة الهندية لتطوير 100 مدينة ذكية مرتبطة بقطارات سريعة. كما بدأت دول بريكس بخطوات لإدخال بدائل لنظام التجارة القائم على الدولار.
وأعلنت «بريكس» عن توسعها بضم 6 دول جديدة، هي السعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا والأرجنتين ومصر. وكانت 40 دولة قد أعربت عن رغبتها في الانضمام للمجموعة، تقدمت منها 20 دولة بطلبات انضمام رسمي. وأعلن رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، خلال القمة، عن الموافقة على انضمام الدول الست، قائلاً إن مجموعة بريكس «تبدأ فصلاً جديداً في جهودها لبناء عالم عادل، وأكثر شمولية وازدهاراً».
ويتوقع المراقبون أن يساهم دخول دول جديدة إلى المجموعة في تغيير التوازنات الجيوسياسية. وتتطلع دولة الإمارات لتحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية، السياسية والاقتصادية والأمنية، وللإسهام في نظام عالمي يتجه نحو عصر التعددية القطبية الناشئة، وتسعى للتوازن بين علاقاتها ومصالحها الاستراتيجية، حيث علَّق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية على انضمام الإمارات إلى «بريكس» بالقول: «يشكّل هذا التطور جزءاً من أولويات دولة الإمارات في تعزيز الحوار البنّاء من خلال منصات فاعلة تمثل اقتصاديات الدول النامية والناشئة».
*كاتبة إماراتية

شارك الخبر على