شالوم.. يهودي قضى «وعد بلفور» على نجوميته في السينما المصرية
ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير
ظل اليهود جزءا أصيلا من نسيج المجتمع المصري حتى عام 1917، حين صدر وعد "بلفور" بأحقية اليهود في إقامة دولة على أرض فلسطين، والذي كان بداية العد التناولي لوجودهم في مصر، إلى أن تم تهجير عدد كبير منهم في عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، بينما تمسك آخرون من اليهود المصريين بحقهم في البقاء رغم المضايقات والملاحقات الأمنية، ونفور المجتمع منهم، وقد انطبق ذلك على الفنانين الذين كانوا يشاركون في الأعمال الفنية المصرية، والأفلام السينمائية، حتى إن منهم من وصل لأدوار البطولة المطلقة، مثل الفنان "شالوم"، الذي فقد نجوميته في مصر بسبب وعد "بلفور".
ولد "شالوم" في 8 نوفمبر 1900، بمدينة الإسكندرية، وعمل في بعض شركات القطاع الخاص بوظيفة كاتب، وخلال تلك الفترة بدأ نشاطه الفني ببعض الفرق المسرحية الجوالة في القاهرة والمحافظات المصرية المختلفة، منها فرقة نجيب الريحاني، وعزيز عيد، وفاطمة رشدي، وغيرها، إلى أن تعرف على المخرج اليهودي "توجو مزراحي"، والذي قدمه للجمهور في فيلم "الهاوية" أو "الكوكايين"، إذ تم تغيير اسمه بعد العرض في القاهرة، بجانب العديد من الأفلام الكوميدية التي نالت إعجاب الجمهور في تلك الفترة.
وما لا يعرفه كثيرون أن "شالوم" هو أول فنان مصري من الرجال يتم إنتاج فيلم سينمائي باسمه، حتى قبل الفنان إسماعيل يس، ومن بين تلك الأفلام: "شالوم الرياضي، شالوم الترجمان"، بالإضافة إلى أفلام سينمائية أخرى من بطولته مثل: "العز بهدلة، المندوبان، 5001".
لم ينعم طويلا بعز النجومية الذي وصل إليه في سن صغير، إذ بدأت أوضاعه تتدهور بظهور الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، رغم معارضته لذلك، الأمر الذي ترتب عليه ابتعاد كثيرين عنه، وعزوف المنتجين عن المغامرة بأموالهم لإنتاج فيلم له، وذلك في ظل وتيرة الكره المتصاعدة ضد الصهيونية في ذلك الوقت، خاصة أن الفرق بين اليهودية كديانة، والصهيونية كحركة، لم يكن واضحا لدى الناس.
11 عاما لم تطأ فيها قدماه أرضية "بلاتوه" التصوير، الأمر الذي عجَل برحيله في إيطاليا متأثرا بالحالة التي وصل إليها، ليغادر الدنيا في يوم 13 مايو 1948 ويدفن بمصر، أي قبل يوم واحد فقط من نجاح الكيان الصهيوني في إقامة دول على أرض فلسطين.