«قم بعملك كويس وشد واربط جامد».. آخر كلمات ٥ مشاهير قبل إعدامهم

ما يقرب من ٨ سنوات فى التحرير

لحظات ما قبل الموت ربما تكون الأصدق في حياة الإنسان، والكلمات التي ينطق بها قبل إعدامه تحديدا، الأكثر صدقا، فبعضها يحمل فى مضمونه توسلا وطلب للرحمة والتوبة، وبعضها يرسخ فكرته قبل الموت، حتى تحيا، "التحرير" ترصد آخر كلمات نطق بها عدد من المشاهير الذين تم إعدامهم.

صدام حسين: أنا ستعدمني أمريكا.. أما أنتم فستعدمكم شعوبكم

تناقل عدد من وسائل الإعلام الأمريكية رسالة كان قد بعث بها جندي أمريكي لزوجته يصف فيها اللحظات الأخيرة في حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، كما يصف فيها -بكل تعجب- اللحظة التي سبقت تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس صدام، إذ يؤكد هذا الجندي الأمريكي أن صدام كان متماسكا بدرجة أقرب إلى المعجزة، وكان "مبتسما من على منصة الموت".

وقال "صدام وقف وكأنه يشاهد شيئا ما بعث السرور في قلبه، ولذلك ردد لفظ الشهادة أكثر من مرة حتى فارق الحياة".

وأوضح أنه قبل موته بلحظات طلب من الضابط شيئا غريبا، فقال له أعطنى معطفي فاستغرب الضابط وقال له لماذا تريد معطفك الآن فقال له لأنه سيتم إعدامي فجرا والجو سيكون باردا ولا أريد أن يقول شعبي إنى أرتجف خوفا من الموت، ثم أطلق مقولته الشهيرة للحكام العرب: "أنا ستعدمني أمريكا.. أما أنتم فستعدمكم شعوبكم".

عمر المختار: عمري سيكون أطول من عمر شانقي

في يوم 16 من سبتمبر من صباح يوم الأربعاء من سنة 1931م عند الساعة التاسعة صباحًا نفذ الطليان في سلوق، جنوب مدينة بنغازي حكم الإعدام شنقًا في شيخ الجهاد وأسد الجبل الأخضر بعد جهاد طويل ومرير، وأرغموا أعيان بنغازي، وعددًا كبيرًا من الأهالي من مختلف الجهات على حضور عملية التنفيذ فحضر ما لا يقل عن عشرين ألف نسمة، وقد ظل المختار يردد الشهادتين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله، قبل إعدامه وبمجرد وصوله إلى موقع المشنقة أخذت الطائرات تحلق في الفضاء فوق ساحة الإعدام على انخفاض، وبصوت مدو لمنع الأهالي من الاستماع إلى عمر المختار إذ ربما يتحدث إليهم أو يقول كلامًا يسمعونه وصعد إلى حبل المشنقة في ثبات وهدوء، وكانت آخر كلماته: "نحن لا نستسلم.. ننتصر أو نموت.. وهذه ليست النهاية.. بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه.. أمَّا أنا فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي".

سيد قطب: مشكلتي في عقلي والحكومة تريد القضاء على الإسلام بقتلي

يقول اللواء فؤاد علام، في مذكراته «الإخوان وأنا»: "إن يوم إعدام سيد قطب لم يكن معلومًا لأحد"، مضيفًا: «وكنت أجلس في السيارة الأولى وبجوارى سيد قطب، وفي الثانية كان يجلس محمد يوسف هواش نائب سيد قطب في قيادة التنظيم، وفى الثالثة كان يجلس عبد الفتاح إسماعيل المسئول عن الاتصالات الخارجية لجماعة الإخوان، والثلاثة محكوم عليهم بالإعدام، وركب السيارات يتحرك بهم من السجن الحربي لسجن الاستئناف لتنفيذ الحكم فيهم». ويشير علام إلى أن سيد قطب "ارتدى بدلة داكنة اللون تحتها قميص أبيض، وكان يبدو بصحة جيدة، فهو لم يتم ضربه أو تعذيبه كما أشاع الإخوان، كما أنه لم يكن مجهدًا أو مرهقًا"، وكان قطب "يردد وهو في طريقه لمكان إعدامه: (مشكلتى في عقلي أنا مفكر وكاتب إسلامى كبير والحكومة تريد القضاء على الإسلام عبر قتلى)". يتابع اللواء: «فهم سيد قطب من الإجراءات داخل السجن، أنه سيتم إعدامه فازداد توتره حتى وصل لدرجة الانهيار وأخذ يردد: أنا مفكر إسلامى كبير والحكومة لم تجد سبيلًا للقضاء على أفكارى لذا تعدمنى»، ثم بدأت مراسم تنفيذ الحكم فلبس سيد قطب بدلة الإعدام الحمراء، و"سئل إن كان يريد شيئًا فطلب كوب ماء تجرعه ثم طلب أن يصلى الفجر ثم دخل غرفة الإعدام وتم تنفيذ الحكم".

ريا: "استودعتك الله يا بديعة".. وسكينة: "سامحونا يمكن عبنا فيكم"

ما إن دخلت الغرفة السوداء في المشهد الأخير من حياتها، حتى طلبت من منفذ الحكم أن يرفق بها قائلا "بالراحة أنا ولية"، ولم تنس أمر ابنتها بديعة فقالت "استودعتك الله يا بديعة" ثم نطقت الشهادتين ونفذ الحكم، وقد وثقت تقارير الطب الشرعي أن ريا صاحبة الخمسة والأربعين عاما ظلت معلقة لمدة نصف الساعة، وكانت مدة النبض في قلبها بعد الشنق دقيقتين.

وفي الثامنة من صباح اليوم ذاته بعد إعدام ريا، اقتيدت سكينة إلى نفس المصير، لكنها واجهت الموقف بجرأة، فما إن وقفت أمام غرفة الإعدام وتلا عليها المأمور حكم الإعدام ومشاركتها في قتل 17 امرأة ردت قائلة: "هو أنا قتلتهم بأيدي أيوة قتلت واستغفلت قسم اللبان واتحكم عليا بالإعدام وأنا عارفة إني رايحة أتشنق وأنا جدعة".

وقيل إنها حين وثق منفذ الحكم يدها قالت له "هو أنا راح أهرب أنا ولية جدعة"، وقالت مخاطبة الحضور "سامحونا يمكن عبنا فيكم"، ونطقت الشهادة ونفذ الحكم وكأختها ظلت معلقة لنحو نصف الساعة وظل النبض في عروقها بعد الشنق لمدة أربع دقائق حسبما ذكرت تقارير الطبيب عمن نفذ بحقهم الإعدام. 

حسب الله زوج ريا: لو بقيت طليقا سنة أخرى لكنت قتلت كل العاهرات

أما عن الزوجين فقد نفذ حكم الإعدام بحق حسب الله في اليوم ذاته، وذكر الباحث محمد عبد الوهاب، أن حسب الله كان متحمسًا بعد تلاوة حكم الإعدام، وقال للمأمور: "تقول إني قتلت 17 امرأة أنا أقولك بصراحة قتلت 15، ولو كنت عاوز أعدهم وأسميهم لك، ولو بقيت طليقا سنة أخرى لكنت قتلت كل العاهرات ومنعت كل واحدة منهن تمشي في شوارع المدينة.. العاهرات دول بيخونوا أجوازهم وبيبيعوا أعراضهم بربع ريال".

وقبل تنفيذ الحكم حاول حسب الله تبرئة عرابي وعبد الرازق قائلا إنهم "ماشتركوش في القتل وهما أبرياء أنا ومحمد عبد العال قتلنا".

وعن اللحظة الأخيرة في حياته، قال حسب الله لمنفذ الحكم "قم بعملك كويس وشد واربط جامد"، وأخذ يصيح بصوت عال حتى وقع الإعدام وذكر تقرير الطبيب أنه نطق الشهادة وظل النبض به لمدة ثلاث دقائق. 

شارك الخبر على