إنجاز خطوة مهمّة في انتخاباتنا البرلمانية

حوالي سنتان فى الإتحاد

تزامن تأسيس المجلس الوطني الاتحادي مع انطلاق اتحاد دولة الإمارات على أيدي الآباء المؤسسين الذين أسهموا في تأسيس علاقة متميزة ومتكاملة بين مختلف السلطات الاتحادية، وحظيَ المجلس بدعم لا محدود من قِبَل مؤسس الدولة المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لتعزيز دوره في تمثيل شعب الاتحاد، وتجسيد نهج الشورى في صُنع القرار.وبالعودة إلى تطور مسيرة انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، فإن خطاب التمكين للمغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، عام 2005، شكل نقطة تحول رئيسيةً في هذه المسيرة، حيث أرسى القواعد المنهجية لعملية تمكين المجلس وتعزيز دوره، وزيادة صلاحياته للقيام بالواجبات المنوطة به على أكمل وجه.وواصل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، نهج الآباء المؤسسين في ترسيخ نهج الشورى، وتعزيز مشاركة المواطنين في عملية صنع القرار وتمكين المجلس الوطني الاتحادي من ممارسة اختصاصاته الدستورية، من خلال تأكيده أهمية تعزيز دور المجلس في تبنّي مختلف القضايا التي تهمّ أبناء الوطن، وتَطوُّر الدولة وتقدّمها باتجاه تحقيق طموحاتها الكبرى.بدأت دولة الإمارات هذه الأيام التحضير للاستحقاق الانتخابي الجديد، وذلك من خلال فتح باب عملية الترشيح، التي ستنتهي اليوم، لتكون العملية الانتخابية قد أَنجزت مرحلة مهمة في سبيل إتمامها، ويشرف على الترشح لجنةٌ وطنية للانتخابات، تتوزع فروعها على الإمارات السبع، في إطار الاستعدادات لتنظيم الدورة الخامسة للانتخابات.وأهم ما يجب تأكيده في هذا السياق أنه ووفقًا لعملية تمكين المجلس الوطني الاتحادي، شهِدت عملية انتخاب أعضائه تطورًا ملحوظًا، حيث تم توسيع قاعدة المشاركة لتشمل عددًا أكبر من المواطنين، ممّا يزيد من شمولية العملية الانتخابية، كما تم تحسين آليات الاقتراع وتوفير نظام التصويت عن بُعد وهو نظام تصويت ذكي يُتيح للناخب الإدلاء بصوته من أي مكان يتواجد فيه، سواء داخل الدولة أو خارجها.وفي الواقع، فإن الدورة الانتخابية الجديدة للمجلس ستكون إضافة مهمة لمسيرته، وهو ما يتبدى من خلال الإقبال الملحوظ على عملية الترشح، حيث بلغ عدد المرشحين خلال اليومين الأولين بعد فتح باب الترشح 214، منهم 162في اليوم الأول و52 في اليوم الثاني، حتى الساعة الثالثة عصرًا بتوقيت الإمارات.وممّا لا شك فيه أن حرص القيادة الرشيدة على توسيع القاعدة الانتخابية وفق مراحل انتخابية مدروسة، ونتيجة للخبرات المتراكمة لهذه التجربة المتميزة، هو ما يسهم في تقديم نموذج انتخابي وطني رائد يعزز نهج الشورى، ويتيح الفرصة أمام المواطنين للمشاركة بشكل مكثف في اختيار ممثّليهم في المجلس الوطني الاتحادي، والمساهمة معهم يدًا بيد في رسم ملامح مستقبل الدولة في مختلف المجالات، وهو ما يضمَن ترسيخ التعاون المطلوب بين البرلمان والمواطنين في التصدّي للتحدّيات، وتحقيق الطموحات والإنجازات التي تتطلع إليها دولة الإمارات في نصف القرن الثاني من تأسيسها.
عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
 

شارك الخبر على