هدوء حذر في طرابلس بعد اشتباكات خلفت ٥٥ قتيلاً

١٠ أشهر فى الإتحاد

حسن الورفلي (بنغازي)
شهدت العاصمة الليبية طرابلس، أمس، هدوءاً حذراً بعد اشتباكات مسلحة بين فصيلين مسلحين، خلفت 55 قتيلاً وأكثر من 150 جريحاً.وعادت الحياة بشكل طبيعي، إلى مناطق «صلاح الدين، وعين زارة، وجزيرة الدوران»، مع انتشار دوريات ثابتة ومتحركة، تتبع لوزارة الداخلية وأخرى تابعة لجهاز دعم الاستقرار التابع للمجلس الرئاسي.جاء ذلك غداة إعلان متحدث حكومة الوحدة الوطنية، محمد حمودة، اتفاق رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة مع أعيان منطقة «سوق الجمعة» في طرابلس على وقف إطلاق النار بتسليم آمر «اللواء 444 قتال» إلى جهة محايدة.وكان وزير الداخلية بحكومة الوحدة الوطنية عماد الطرابلسي، أعلن عن تشكيل غرفة أمنية تعمل على فض الاشتباكات، ونشر عناصر أمنية من الشرطة لضمان الأمن، وإرساء خطط التأمين والحماية.وقعت الاشتباكات على خلفية اعتقال جهاز الردع لمكافحة الجريمة والإرهاب التابع للمجلس الرئاسي، لآمر «اللواء 444 قتال» محمود حمزة، بمطار معيتيقة الدولي في طرابلس.وقال المتحدث باسم مركز طب الطوارئ والدعم في ليبيا، إن عدد ضحايا الاشتباكات التي شهدتها العاصمة وصل إلى 55 قتيلاً ونحو 150 جريحاً.وأعلن أن فرق الإخلاء التابعة له قامت بإخلاء 23 عنصراً طبيّاً من الجالية الفلبينية في طرابلس، وذلك بعد ورود نداء من السفارة الفلبينية لدى ليبيا إلى المركز بشأن إخراج رعاياها العالقين ضمن خطوط الاشتباكات.وتفقد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بلدة «عين زارة»، أمس، للوقوف على حجم الأضرار.وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، إن الدبيبة «أصدر تعليماته لوزارة الحكم المحلي بتنظيف آثار الحرب، وضرورة حصر المتضررين لتعويضهم عن الخسائر التي لحقت بهم خلال أسبوع».وعادت حركة الطيران بشكل طبيعي في مطار معيتيقة الدولي، أمس، بعدما تأثرت خلال اليومين الماضيين.  وأعلنت الخطوط الجوية الليبية استئناف تشغيل رحلاتها من وإلى المطار، بعدما غيرت مسار الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي أمس الأول.وفي السياق، أعربت جامعة الدول العربية أمس، عن بالغ قلقها إزاء الاشتباكات شهدتها طرابلس. ودعت الجامعة في بيان إلى «الوقف الفوري لأعمال العنف التي عصفت بالاستقرار النسبي الذي كان يسود العاصمة طرابلس خلال الأشهر الماضية». وحث البيان السلطات الليبية على اتخاذ الإجراءات الكفيلة باستعادة الأمن، مشيراً إلى أن «وقوع هذه الاشتباكات يؤكد مجدداً أهمية الإسراع بتوحيد مؤسسات الدولة وإتمام العملية الانتقالية عبر إجراء الانتخابات في أقرب وقت».بدورها، أعربت تونس، عن قلقها وانشغالها تجاه المواجهات في طرابلس، داعية إلى تغليب لغة الحوار.وقالت الخارجية التونسية في بيان، «في الوقت الذي تتطلع فيه تونس مع أشقائها في ليبيا إلى التوصل إلى حل سياسي ليبي ليبي دون أي تدخل خارجي، تتسارع الأحداث وتتجدد الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية طرابلس». وأضافت أن «هذه التطورات تزيد في تعقيد الأوضاع، فضلاً عن سقوط ضحايا وغياب الأمن والاستقرار الذين تنشدهما تونس، كما ينشدهما الشعب الليبي الشقيق».وتابعت أن «تونس المتمسكة بضرورة إيجاد حل ليبي نابع من إرادة الشعب، تعرب عن عميق انشغالها بهذه التطورات المؤسفة وتدعو إلى تغليب لغة الحوار والتوصل إلى حل سلمي في أقرب الأوقات يسهم في تعزيز مقومات الأمن لا في ليبيا فحسب بل في المنطقة كلها».في غضون ذلك، قال المبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، إن ليبيا حققت تقدماً خلال الأشهر الماضية على أصعدة عدة، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن العنف الذي اندلع في طرابلس يمكن أن يعيق هذا التقدم. وقال نورلاند في تصريحات صحفية: «مستمرون في مراقبة مجريات الأمور على الأرض لنتأكد من وقف القتال». وطالب جميع الأطراف المتقاتلة إلى الكف عن زعزعة الاستقرار، منوهاً بأن «ليبيا حققت تقدماً كبيراً في الأشهر الماضية نحو توحيد البلاد وإجراء الانتخابات وليس من مصلحة أحد إعاقة هذا التقدم»، مشدداً على أن الولايات المتحدة تنوي الاستمرار في دعم القادة الليبيين للانخراط في حوار لتوحيد البلاد وإجراء الانتخابات.ولفت المبعوث الأميركي إلى أن العودة إلى القتال يمثل مبعث قلق دائماً، لكنه شدد على أن المهم حالياً احتواء العنف فوراً.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على