جهود إماراتية لتحسين الأمن الغذائي العالمي في COP٢٨

٩ أشهر فى الإتحاد

شعبان بلال (القاهرة) 
تواصل دولة الإمارات جهودها من أجل تحسين الأمن الغذائي العالمي، الذي يشكل تحدياً تواجهه العديد من الدول بسبب آثار التغير المناخي، عبر وضع حلول فعّالة خلال استضافة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) في نوفمبر المقبل. وتعتبر التغيرات المناخية من أكبر التحديات التي تواجه العالم في الوقت الحالي وخصوصاً تأثيرها على قطاعي المياه والزراعة، حيث تشير الدراسات المعنية إلى أن التغيرات المناخية تهدد الأمن الغذائي العالمي لنحو 40 في المئة من إجمالي المحاصيل. وأوضح خبير المناخ والتنمية المستدامة الدكتور محمد داود أن تغير المناخ يشكل تهديداً رئيساً للأمن الغذائي بسبب موجات الحر والجفاف والعواصف والفيضانات المدمرة وشح الموارد المائية وقلة معدلات الأمطار، وزيادة وتيرة الكوارث الطبيعية في كل قارات العالم. وقال داود لـ«الاتحاد»، إن ذلك يجعل التطلعات نحو حلول حقيقية لتحسين وضع أمن الغذائي العالمي خلال مؤتمر الأطراف في دورتة الثامنة والعشرين (COP28) في دولة الإمارات، أكبر من أي وقت مضى، وتعتبر أكبر وأهم قمة على مستوى العالم، لمناقشة مصير كوكب الأرض تحت تأثير التغيرات المناخية، وهو ما يعكس دور الإمارات الرائد والتاريخي في تنظيم مؤتمر يعول عليه العالم كثيراً في إنقاذ البشرية من هذه المستجدات على الطقس الضار لكل جوانب الحياة.وبيّن أن التغيرات المناخية تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الغذائي والتنمية المستدامة ومكافحة الفقر والجوع في العالم، وتؤثر بشكل مباشر على أسعار الغذاء عالمياً، وتؤدي إلى ارتفاعها بشكل كبير وربما غير مسبوق، بما ينعكس على عدم قدرة الفئات الفقيرة على تحمل هذه الأسعار.وأشار إلى أنه من المتوقع بحلول عام 2050 أن يزداد عدد سكان العالم بنسبة 30 في المئة تقريباً معظمهم في البلدان النامية والفقيرة والتي تعاني أساساً من شح الموارد الطبيعية ونقض الغذاء. وإذا ما استمرت الاتجاهات الحالية في نمو الدخل والاستهلاك للغذاء، فإن منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «الفاو» ترى أنه يجب زيادة الإنتاج الزراعي والغذاء في العالم بحوالي 60 في المئة لتلبية الطلب المتزايد على الأغذية والمحاصيل الزراعية، وتوفير أساسيات النمو الاقتصادي والحد من الفقر. من جانبها، ذكرت الخبيرة التونسية المتخصصة في الموارد المائية والتأقلم مع التغيرات المناخية، روضة القفراج، أن الأمن الغذائي مرتبط بصورة كبيرة بتغير المناخ الذي يؤثر على المياه في العالم، حيث إن دورة المياه تختل وتتأثر وتضطرب بشكل كبير، وهو ما يتسبب في اضطراب كبير أيضاً في مردود الزراعة المروية والمطرية والمياه لأن الجفاف واضطراب الأمطار مشكلة في كل بلدان العالم وبدرجات مختلفة. ولفتت القفراج إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار تأثير ارتفاع درجة الحرارة على الغلاف الجوي الذي يؤثر على التبخر، وزيادة نسق الجفاف، ومن هنا تأتي ضرورة التفكير في اتفاقية جديدة مكملة لاتفاقية باريس تخص الدورة المائية لكل الأرض. وتابعت خبيرة الموارد المائية التونسية، أن دولة الإمارات تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على سلام كوكب الأرض من خلال الدور الذي تلعبه سواء من خلال استضافة COP28، بالتوصل لاتفاقيات تحد من تأثيرات تغير المناخ على إنتاج الغذاء العالمي، أو من خلال جهودها المستمرة المنصبة على هذا الاتجاه بالتواصل مع كل الدول والأطراف المعنية والمنظمات الدولية.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على