السطر الأخير في كتاب "الزعيم الصامت".. أندريا بيرلو!

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

شاهدنا –اليوم- أندريا بيرلو للمرة الأخيرة كلاعب كرة قدم محترف، حين شارك كبديل في الدقيقة 90 مع فريقه الحالي نيويورك سيتي الأمريكي..  
 
ودون الخوض في تفاصيل كثيرة، سأتركم معه شخصيا لقراءة بعض من تفاصيل حياته.
 
"لا أشعر أبدا بالضغط، استيقظت يوم 9 يوليو 2006 فلعبت بلاستيشن ثم مساء فزت بكأس العالم"!
 
الفتى أندريا بيرلو ابن الـ16 ربيعا وفترته الأولى في بيريشيا:
 
"كنت ألعب ضد 21 لاعبا.. 10 من فريقي و11 من الخصم.. لا أحد يرغب في تمرير الكرة لي.. بعد أن تيقنت أنهم يتعمدون تجاهلي بدافع الحسد بكيت أمام الكل"
 
"بيرلو، أنت لست مثلهم.. أنت أفضل من الجميع هل تريد أن تكون لاعب كرة، حسنا.. اذهب وانتزع الكرة منهم، هؤلاء الحاسدون لا يستحقونها.. سارقو الأحلام.. هيا انطلق يا بيرلو".
 
 وحينها قررت أن أرد بطريقتي.. إذا كان 10 لاعبين لا يستطيعون التسجيل فسأفعلها لوحدي.. أخذت الكرة والدموع تغطي عيني.. أتجاوز الكل.. رفاقي قبل الخصوم.. لم أكن أحاول أن أكون مارادونا.. فقط كنت أرد الاعتبار لكرامتي".
 
هل هم أطفال سيئون؟ لا.. إنهم خائفون من أحلامهم، كنت أنا الرجل الذي يرونهم يحطم مستقبلهم، وليس ذنبي لقد حاولت مساعدتهم، لكنهم رفضوا فتركتهم ورائي.
 
"هل تعرفون، حتى اليوم لا زلت أعتقد أنني لست لاعبا فريدا، أنا فقط أملك نظرة بانورامية أوسع، البعض يقول إنني أشبه ريفيرا، حسنا أنا لم أشاهده قط لكني أعتقد أن لدي طريقتي الخاصة"
 
بيرلو وحلم الانضمام إلى ريال مدريد أو برشلونة
 
في 2006 وحين بدأت الصحافة تتحدث عن إمكانية تهبيط ميلان إلى الدرجة الثانية كان علي أن أفكر، حينها تلقيت اتصالا من فابيو كابيلو، مدرب ريال مدريد حينها يغريني باللعب في سانتياغو برنابيو.. حسنا لقد احتجت إلى أقل من دقيقة لأوافق على العرض!
 
لكن غالياني كان له رأي آخر، بعد أن بقيت لأيام أحلم بإسبانيا، وبهبوط طائرتي إلى مدريد، استدعاني، "اندريا.. لن تذهب إلى أي مكان.. ستوقع على هذا العقد لمدة 5 سنوات.. واكتب الرقم الذي تريده".. اتبعت غريزتي ووقعت.. في نهاية الموسم فزت بدوري الأبطال!
غير الريال، وقبل انتقالي إلى يوفنتوس حاول معي روما، كان عرضا مهما من بالديني لكني لم أثق في المالك الأمريكي الجديد، أما حلمي الآخر فقد كان برشلونة!
 
الفريق الذي اختاره غالبا في "بلايستشين" حين أتحدى أليساندرو نيستا كل يوم.
 
25 أغسطس 2010.. "كامب نو" ميلان يواجه برشلونة والأنظار كلها نحو إبراهيموفيتش، حين تلقيت دعوة قبل خروجي من الملعب من بيب غوارديولا.
 
بلغة إيطالية متقنة (قضى بيب فترة من مسيرته كلاعب في صفوف روما)، وجه لي حديثه: "أرغب في أن نكون سويا، بيرلو نحن أقوياء فعلا، لكنك ستكون حبة الكرز.. أنت بطل".
 
ظللت منصتا لنصف ساعة، وبيب لا يتوقف: "لقد تحدثت مع إدارة ميلان لكنهم رفضوا أنا لن أتوقف فقط أحتاج إلى دعمك، تعرف أن برشلونة لا يشتري النجوم فلدينا اللامسيا.. فقط أنت الاستنثاء".
 
 
 
ركلة ترجيح امام إنكلترا.. يورو 2012
 
ليس كما فعل توتي في 2000 أمام هولندا حين أخبر دي باجيو بأنه سينفذ "الملعقة"، بل كانت لحظة ارتجال في مواجهة جو هارت.. فكرت "إما أن تكون توتي أو تكون غبيا".. سجلت ببرود وزرعت الشك في هارت.. لكني سمعت السؤال من زملائي: بيرلو هل أنت غبي؟!
 
عملت مع مدربين كثر، أكثر من فاجأني هو أنطونيو كونتي، بكلماته الأولى البسيطة سيطر عليَّ وعلى كل لاعبي يوفنتوس، شعرت أنني أمام شيطان.. إن كان شعره مزيفا فالشيطان بداخله حقيقي تماما بلهجة عجيبة يتحدث "كل شيء هنا خاطئ، لنعود يوفنتوس الحقيقي يجب أن نعمل، وهذا ليس طلبا بل هو أمر".
 
تاريخ لن ننساه أبدًا
 
اليوم نودِّع أندريا بيرلو، أسطورة كرة القدم الإيطالية، نجم يوفنتوس وميلان.. الفائز بكأس العالم ودوري الأبطال مرتين، بالإضافة إلى الدوري الإيطالي وكأس إيطالي والسوبر الإيطالي وكأس العالم للأندية.
 
هل كان بيرلو أفضل لاعب في العالم في أي وقت من مسيرته.. قد تكون الإجابة لا.. لكن الأكيد أنه لاعب الوسط الأهم من بين لاعبي جيله.
 
كرة القدم تفقد أساطيرها واحدا تلو الآخر، بعد اعتزال توتي نهاية الموسم الماضي، ها هو بيرلو على خطاه.. وسيكون يوما حزينا أخيرا حين يعتزل جانلويجي بوفون.. حينها سيغلق آخر فصل في كتاب عمالقة كرة القدم الطليان.

شارك الخبر على