الإمارات تدير علاقاتها بنجاح

ما يقرب من سنتين فى الإتحاد

يبدو أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، لا يستوعب حاجة بقية دول العالم لتنويع مجالات التعاون والعلاقات مع قوى أخرى، بحثاً عن المصالح ودعماً لجهود التنمية والنهوض. وقد أشرتُ في مقال الأسبوع الماضي إلى توجه دول أفريقيا نحو التقارب مع روسيا؛ بغية تقليل الاعتماد على وعود أوروبا وفي مقدمتها فرنسا.
ومما يؤكد اهتمام الإعلام الأميركي وتركيزه المستمر على النشاط الدبلوماسي الإماراتي الحيوي، ما نطالعه بين فترة وأخرى من تقارير تسلط الضوءَ على سعي دولة الإمارات لتنويع علاقاتها ومصالحها مع دول أخرى، إلى جانب ما يجمعها من مصالح مستمرة مع أميركا، ولا جديد في هذه التقارير إلا تأكيدها أهميةَ الدور الذي تقوم به الإمارات لضمان مصالحها.
ولِما تشهده الإمارات من نهوض وانفتاح وديناميكية على مختلف الصعُد، فقد أصبحت قدوةً على مستوى المنطقة، إذ نجحت في إدارة مواردها وفي تنمية علاقات قوية ومتنوعة مع الآخرين في مختلف أنحاء العالم، بفضل قيادتها الحكيمة التي تعمل على تنمية وتطوير علاقات التعاون مع سائر دول العالم بشكل متوازن، دون الاعتماد على طرف دولي واحد.
وما تقوم به الإمارات وفق نهج مدروس واستراتيجي يستهدف تعزيزَ علاقاتها من خلال اتفاقيات ومشاريع مشتركة مع دول آسيوية متقدمة ومستمرة في صعودها ونهوضها، وعلى رأسها العملاق الصيني.
وبالتالي فالسؤال المنطقي هنا ليس: لماذا تعزز الإماراتُ علاقاتِها مع دول أخرى إلى جانب أميركا؟ بل هو: ما الذي يمنعها أو يحد من انطلاقها في تطوير علاقات واسعة ومتنوعة، بما يتناسب مع حجم اقتصادها وقدرتها على جذب الاستثمارات الأجنبية، ومع حاجتها لتنويع الاستثمارات والمصالح الخارجية؟ وانطلاقاً من هذه الرؤية حققت الإماراتُ حضوراً إقليمياً وعالمياً، وأصبح الحصول على جائزة منها مبعثَ فخر واعتزاز للجميع.
وقبل أيام كان الفائزون بجوائز «تحدي القراءة العربي» يحتفلون بفوزهم بفخر، لأن كل جائزة من الإمارات لها بعدها العالمي المشرِّف، وهو ما يدل على السمعة الرفيعة والثقة العالية التي تحظى بها الإمارات عربياً وعالمياً. وفي إحصائية لافتة، أثبت استطلاع رأي حديث أن أغلبية الشباب العرب وضعوا دولةَ الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً بين الدول التي يرغبون بالإقامة فيها للعيش والعمل والإبداع.
ولهذا المؤشر لدى الأجيال الشابة دلالته التي تؤكد أن الإمارات تدير مواردَها باقتدار ونجاح، وسط محيط عربي لا تنقصه الموارد، لكنه لم يستفد منها كثيراً لتحقيق التطور والازدهار. وبالعودة إلى الإعلام الأميركي وبعض تقاريره التي تستغرب تَوجهَ الإمارات نحو تنويع مصادر اقتصادها وعلاقاتها الخارجية، يمكن الاتفاق مع ما ورد في أحد تلك التقارير عندما وصف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بأنه «زعيم الشرق الأوسط»، وهذا فخر لشعب الإمارات وبيان لمستوى حضور قائدهم وبلدهم على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
وفي النهاية فإن العلاقات الدولية في عصر التنويع والتوازن، وفي عالم متغير ومتعدد الأقطاب، تتضمن ما يحفز الدولَ الناجحة على المزيد من النجاحات من خلال تنويع علاقاتِها ومصالحها مع مختلف القوى الدولية.
*كاتب إماراتي     

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على