الفلسطينيون وفرص السلام

١١ شهر فى الإتحاد

 النظرة الواقعية إلى الحالة الفلسطينية تُبين أنها تعاني من أزمة داخلية تنظيمية وسياسية مزمنة، بسبب غياب الحوار الفلسطيني الفلسطيني، والعلاقة المتأزمة مع حكومة نتنياهو المتشددة في تعاملها مع محمود عباس والسلطة الوطنية الفلسطينية.نشرت مجلة «فورين أفيرز» الأميركية مقالاً للباحث الإسرائيلي ناتان ساكس، وهو مدير مركز سياسات الشرق الأوسط في معهد بروكينغز، وقد رأى في مقاله أن الصراع حول مستقبل «الديمقراطية» الإسرائيلية دخل مرحلة جديدة. وحول شرق أوسط مستقر، أشار المقال إلى أن هناك مصلحة أميركية في صون كرامة الفلسطينيين ومنحهم الحرية الحقيقية، وهو ما يتطلب ممارسةَ ضغوط على الإسرائيليين وإقامة تعاون مع الفلسطينيين، لمنع اندلاع أعمال عنف على نطاق واسع، وأن من مصلحة الولايات المتحدة الترويج لشرق أوسط مستقر ومندمج، الأمر الذي يستدعي تعاوناً بين إسرائيل والدول العربية. كما أن وجود سلطة تنفيذية غير خاضعة للرقابة في إسرائيل -حسب تعبير المقال- من شأنه مفاقمة المخاطر المحدقة، لا سيما إذا ما اقترن ذلك بالطموحات اليمينية للحكومة الإسرائيلية. وكما يلاحظ الكاتب، فإنه كثيراً ما حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي، و«بطريقته الخاصة»، درء الغضب الأميركي من التوسع الاستيطاني، بينما يسعى في الوقت نفسه لاسترضاء شركائه في الائتلاف الحاكم، عبر الإذن بشن اقتحامات في الضفة الغربية والحرم القدسي.على صعيد آخر، تدّعي إسرائيل أنها دولة «علمانية» وفي الوقت ذاته تستوحي بعض أحزابها  موقفها السياسي من تفسيرات توراتية، فبقيت كما هي دون أن تتوافق مع التطور المدني.وعلى الجانب الفلسطيني، نقول إن ارتباط بعض الفصائل الفلسطينية بقوى خارجية جعلها مجرد مليشيا خادمة لنفوذ تلك القوى، وهو ما يطرح السؤال المشروع: هل قدمت تلك القوى شيئاً للفلسطينيين أم اكتفت بالتترس وراءهم!؟ على الفلسطينيين أن يحسّنوا علاقاتهم مع أشقائهم العرب، وألا يكسروا عصا القياس في العلاقات العربية العربية، خدمةً للقضية الفلسطينية نفسها. وعلى الجانب الإسرائيلي أن يدرك بأن فتح علاقات دبلوماسية معه من قبل بعض الدول العربية، يهدف إلى كسر الحواجز السياسية والنفسية وإلى طمأنة إسرائيل نفسها وتشجيعها على قبول مبادرة السلام العربية التي يجمع عليها العرب كخيار استراتيجي للسلام. وعلى إسرائيل ألا تفوّت فرصَ السلام المتاحة وألا تركن إلى قوة لا يضمنها الزمن.
*سفير سابق

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على