شهادة تاريخية لطوني أوريان هكذا انتهت أحداث آب أيلول ٢٠٠١!

١٠ أشهر فى تيار

نشر المناضل طوني اوريان عبر صفحته الخاصة عبر تويتر التالي:
 
بعد حوالي اسبوعين، تم اطلاق سراح الأغلبية من الرفاق، وكملت مع مارون ناصيف ، وطوني الخوري حرب (الله يرحمو) مدة الحكم يلي صدرت بحقنا (شهر ونصف)، وحبيب يونس يلي كان بعدو عم يتحاكم.
كان الجو العام بالبلد احباط يأس وخوف. كتار من الشباب عم بفكرو بالهجرة، وكان في قرار من مجلس الأمن المركزي بمنع التجمعات والنشاطات السياسية وحالة طوارىء قمعية.
ولحتى نعاكس هالظروف ونكسر القرار وننفض اليأس والخوف خارج السجن، قررت مع رفاقي نواجه الموت بالحرية من قلب الحبس ونعلن اضراب عن الطعام تباعاً. لمّا اعلنت عن الإضراب برسالة تم تهريبها من الحبس (وما زالت بتحتفظ فيها رفيقتنا ديانا حداد)، فصلوني عن رفاقي ووضعوني عريان بزنزانة افرادية تم افراغ كمية من البراز بارضها كوسيلة للضغط النفسي لاتراجع عن قراري. ومن ضمن المحاولات لكسر قراري، تمّ تبليغي من العقيد مغبغب انو "امك عم بتموت بسببك، وقف اضرابك عن الطعام تتخلصها" كان الرد "منصير تلات شهدا بالعيلة، امي بتلحق خالي وانا بلحقهن" (ومع ضحكة ع وجي وهستيريا المغبغب 😁) وبعدين بعرف انو امي كانت معتصمة مع رفاقي ع باب الحبس وتعرضت للقمع من قبل مغبغب وفرقتو. بهالوقت كانت حالتي الصحية عم بتسوء وحالتي النفسية كل لحظة أقوى، نعمة من ربنا ما بنساها لليوم.
تاني يوم سمحوا لأبونا هادي العيّا (الله يرحمو) يزورني لدقايق تيعطيني الحلّة، وكان اول مين نقل المشهد للرفاق والاعلام.
بعد اسبوع من الانقطاع عن المي والطعام دخلت بمرحلة الخطر مما استدعى نقلي ع قسم السجن بمستشفى ضهر الباشق. تحولت المنطقة لسكنة عسكرية، وزيادة عن الحراسة المشددة كلبشوا ايد وإجر بالتخت. من بعد نتائج الفحوصات وصلت الأوامر بتغذيتي عبر المصل بالقوة، السلطة ما كانت بتحمل موتي بالسجن، فشلوا بسبب ضيق الشرايين وتفقيعن، فرحت فوق كل أوجاعي لأن كنت أكيد اني كنت عم بغلب غطرستن وشرّن.
ومن بعدما فقدوا الأمل بكسري وخطورة ردة الفعل الناجمة عن موتي، بلشت يفاوضوا مع احد المسؤولين بالتيار، وتم الاتفاق بزيارة لأمي بتم من خلالها اتصال مع الجنرال يطلب مني وقف الاضراب عن الطعام، وهيك صار، فاتت ليلى لعندي ومعها عالخط الجنرال، قلتلها "بقيت سنين حضرك لهالحظة واقنعك اذا لزم الأمر اتكامل مع شهادة خالي اميل ومني وحيدك خيي بكمل وبوفي" امي يلي عايشي ع رية وحدي كانت اقوى يوم بشوفها بحياتي، ردت عليي "الجنرال على الخط بدو يحكيك" هون ولأول مرة من عشر ايام بضعف وبينزلوا دموعي "الجنرال ولا مرة طلب منا شو نعمل او ما نعمل، هوي علمنا ودرّبنا وعندو ثقة بأي قرار مناخدو" حطت التلفون ع دينتي، بقلي المعلم "انا عارف شو عم تعمل ورسالتك وصلت وبلشت تعطي مفعولها، لبنان بحاجة بعد إلك ودربنا طويل ما بيخلص هون". بلحظتها ما استوعبت افتكرت انو الجنرال من خوفو وعاطفتو عليي عم يحكي، وبعدها بكم ساعة بتفاجىء بخينا المرحوم غازي عاد يلي طلب زيارتي تيبلغني بالمستجدات على الأرض "مش جايي اقنعك هيدا قرارك بتفطس او لأ، جايي اعلمك انو تحقق هدفك وانتصرنا، كسرنا قرار مجلس الأمن المركزي  ولشباب نفضوا الخوف واليأس من خلال الاعتصام يلي بلشناه بمار الياس انطلياس ويلي من خلالو العالم عم تجي تصوم ٢٤ ساعة مداورة لحين خروجكن من الحبس". وهيك صار، ختمنا جولة آب-ايلول ٢٠٠١، متل جولات كتيرة قبل وبعد، بانتصار الحرية، ومن قلب الزنزانة، على منظومة الموت. منظومة ديمومتها الوحيدة لليوم تخاذل وجهل "شبه شعب" بينتمي لـ ١٨ قبيلة بيدوروا بدوامة سيرك. ومقابيلن في كمشة وطنيين فديو عمرن، ما يئسوا يحاولوا يحرروهن … ومكملين!

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على