من سرديات قصة أبوظبي

١٠ أشهر فى الإتحاد

كانت تلك أول مرة أزور فيها بلدة «ستراتفورد ابون ايفون» الواقعة جنوب مقاطعة وريكشاير بإنجلترا، والتي اقترن اسم «ايفون» النهر الجميل الذي يمر بها تمييزاً عن بلدة أخرى تحمل اسماً شبيهاً، وقد أضاف لها شهرة إلى جانب شهرتها باعتبارها مسقط رأس أديب بريطانيا الأول وليام شكسبير. في تلك البلدة، رغم صغر مساحتها، عشرات المعالم المرتبطة باسم الرجل وتفاصيل حياته لدرجة الملل والمبالغة التي يشعر بها بعض السياح والزوار.الشيء نفسه عندما يزور المرء مدينة سالزبورج النمساوية ويشعر بأن المدينة وتاريخها قد جُيّرا من أجل تخليد ذكرى وحياة موسيقار النمسا الشهير ولفغانغ أماديوس موزارت، عبقري الموسيقى الذي ولد وعاش فيها، وتعده البلاد بطلاً قومياً.مدن وبلدات صغيرة تكبر بتعظيم قاماتها المبدعة وإبراز معالمها، القديمة منها والحديثة، ومن هنا ننظر بكثير من الاعتزاز إلى الخطوة الجميلة لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بتحديد مواقع تروي التاريخ الحديث للإمارة لحمايتها والحفاظ عليها وصيانتها، ومن قبل كانت لها مبادرة جميلة أخرى وهي «كنوز المدينة».المبادرة الجديدة تأتي في إطار حرص الدائرة على الحفاظ على التراث الثقافي الحديث، وتماشياً مع قانون التراث الثقافي لإمارة أبوظبي الصادر عام 2016، والذي يعطي التراث الثقافي الحديث القدر ذاته من الأهمية المعطاة للمواقع الأثرية والمباني التاريخية، وذلك ليس لأهميتها وقيمتها «في الذاكرة الجماعية لسكان الإمارة فحسب، بل لأنه أيضاً شهادة تاريخية حية تحمل في طياتها سرد قصة أبوظبي من خلال هويتها المعمارية والحضرية».وأعلنت الدائرة المجموعة الأولى من أسماء المواقع المحمية و«تضم 64 موقعاً تراثياً حديثاً، وتتطلب حماية فورية وغير مشروطة. وأنها لن تقبل أي طلبات هدم لهذه المواقع، بل ستعطى الأولوية لصيانتها وإعادة تأهيلها وفقاً لدرجة تصنيفها» باعتبارها «تقف شاهدة على تاريخ الإمارة ونموها وتطورها على مدى العقود الماضية».  تضم قائمة المواقع أنواعاً مختلفة من المباني، ويشمل ذلك، مستشفى ومسرحاً ومدرسة ومساجد وحدائق عامة وفنادق وأسواقاً ومباني تجارية وغيرها الكثير. إذ كان قصر المنهل، مثلاً، أول قصر رئاسي شُيد لهذا الغرض، وهو المكان الذي رُفع علم الدولة فوقه بعد انضمام دولة الإمارات إلى الأمم المتحدة في عام 1971. ويُعد مبنى الإبراهيمي الحائز جوائز عدة تحفة معمارية في العاصمة، وكذلك مشروع مدينة زايد الرياضية وغيرها من المعالم والشواهد المهمة لإثراء التاريخ وذاكرة الأجيال والوطن.

شارك الخبر على