الإمارات لا حل عسكرياً للأزمة في أوكرانيا
about 2 years in الإتحاد
نيويورك (الاتحاد)
جددت دولة الإمارات العربية المتحدة دعم جميع الجهود الهادفة للوصول إلى حل سلمي لأزمة أوكرانيا، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، لافتة إلى أنه طالما استمرت الأزمة ستكون الخسائر ثقيلة، والطريق إلى إعادة الإعمار سيكون طويلاً وشاقاً. وقالت الإمارات، أمس، في بيان ألقاه السفير محمد أبو شهاب، نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «طوال أكثر من 500 يوم منذ اندلاع الأزمة في أوكرانيا، استمعت هذه القاعة إلى مناقشات حول إعاقة وصول المساعدات الإنسانية، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، وواقع هذا النزاع على المدنيين والمجتمعات».وأكد أبو شهاب أن التعصب أحد أكثر الجوانب غير الملموسة لهذه الأزمة، يتسرب إلى النسيج الاجتماعي للحياة اليومية، ويؤجج الصراع، مجدداً إدانة الدولة لجميع أشكال التعصب.وتابع: في منطقتنا، شهدنا العواقب الوخيمة لتسييس الدين والتحريض غير المنضبط على العنف، مؤكداً أن مجلس الأمن أقر قبل أسابيع قليلة بالدور المهم الذي يلعبه التسامح والتعايش السلمي عندما يتعلق الأمر بالسلام والأمن عندما تبنى بالإجماع القرار 2686.وقال أبو شهاب: «أدركنا أن عدم التسامح يمكن أن يسهم في دفع اندلاع الصراع وتصعيده وتكراره، وفي الوقت نفسه، أدركنا أهمية الحوار بين الأديان ودور الزعماء الدينيين في تعزيز التعايش السلمي الذي يدعم جهود بناء السلام»، مشيراً إلى أن التراث الثقافي والمواقع الدينية هي المظهر المادي للاعتقاد، وغالباً ما تتعرض للخطر عند انتشار التعصب والكراهية والتطرف.وتابع: «منذ بداية الأزمة، تحققت «اليونسكو» من الأضرار التي لحقت بـ 270 موقعاً ثقافياً في أوكرانيا، بما في ذلك 116 موقعاً دينياً، حيث أكد القرار رقم 2347 أن توجيه هجمات غير قانونية ضد مواقع التراث الثقافي يشكل، في ظروف معينة، جريمة حرب»، مشدداً على «ضرورة ضمان حماية التراث الثقافي كواجب قانوني وأخلاقي، لا سيما وكما رأينا في سياقات أخرى، يمكن لأماكن العبادة، كنقاط محورية للمجتمعات الدينية، أن تكون بمثابة منصات مهمة للشفاء بعد الحروب وبناء السلام». وجدد أبو شهاب، خلال البيان، دعم جميع الجهود الهادفة للوصول إلى حل سلمي وعادل ودائم، بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة، مؤكداً أنه لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة، وأن كل عمل من أعمال التعصب الديني أو تدمير المواقع لا يؤدي إلا إلى تصعيد هذا الصراع وإطالة أمده.كما أكد ضرورة أن تتحمل جميع الأطراف مسؤولياتها بموجب القانون الدولي، وتجنب ارتكاب أي أعمال عدائية موجهة ضد الأعيان الثقافية وأماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي أو الروحي للشعوب، لافتاً إلى أن حماية التراث الثقافي أثناء النزاع تعد جزءاً أساسياً من صنع السلام والحفاظ عليه بعد الصراع.