صُناع المستقبل
حوالي سنتان فى الإتحاد
قبل أيام، وفي جلسة ودية التقيت بمجموعة من الشباب المتفوق في التكنولوجيا الرقمية وعلوم المستقبل، والذين لفتوا انتباهي لنتائج الاستطلاع السنوي الـ15 لمؤسسة أصداء بي سي دبليو. حيث كشف الاستطلاع عن تصدر الإمارات عدة مؤشرات.الاستطلاع الذي أجري بين 27 مارس – 12 أبريل 2023، تضمن 3600 مقابلة شخصية مع شبان وشابات من مختلف الدول العربية، تراوحت أعمارهم بين 18- 24 عاماً، وهي الفئة العمرية التي حددتها الأمم المتحدة بسن الشباب.والشباب الإماراتيون المشاركون في الاستطلاع أكدوا على ثقتهم بقدرة حكومتهم على تحقيق التفوق النوعي، وتوفير سبل العيش الكريم وحياة الرفاه لأبناء الإمارات، ومعالجة ارتفاع كلفة المعيشة، ومواجهة التغير المناخي. من خلال الاستطلاع أشاروا إلى أن حكومة الإمارات تسير في الاتجاه الصحيح، وهي تكرس ريادتها في الطاقة المتجددة على المستويين الإقليمي والدولي.نتائج الاستطلاع تتناغم مع ما صرح به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، قبل أيام، بمناسبة اليوم العالمي لمهارات الشباب. فقد أكد أن إعداد الشباب أولوية أساسية لدولة الإمارات التي خططت وتعمل لكي يعيشوا في بيئة صحية وآمنة، كما دعا شباب الإمارات إلى التسلح بمهارات المستقبل، لأنها طريقهم نحو المنافسة وإثبات الذات والمشاركة الفاعلة في النهضة خلال السنوات المقبلة.إن الإمارات تنظر إلى الشباب على أنهم ثروة حقيقية تسهم في بناء المستقبل، وعلى هذا الأساس تعطيهم دولتنا الأولوية القصوى لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم. وعلى هذا الأساس خصص مجلس الوزراء منصباً لوزير الدولة للشباب، وهو ما يؤكد ثقة الحكومة بشريحة الشباب الذين استطاعوا تحمل مسؤولياتهم في سبيل تحقيق رفاه المجتمع الإماراتي.ومن الأمثلة الموجودة على أرض الواقع، والتي تؤكد على دعم الحكومة للشباب، مجالس الإمارات للشباب، بالإضافة إلى إطلاق أول وقف مبتكر لمشاريع الشباب في العالم. بعد تبني الإمارات هذا المشروع، أصبحت الأولى عالمياً في اعتماد مفهوم «الوقف المبتكر» الذي يهدف إلى دعم مشاريع الشباب بخدمات متنوعة، فضلاً عن الحلقات الشبابية التي تعتبر بمثابة منصات لمناقشة تطلعاتهم وأحلامهم، وتعمل على فهم المشكلات والعقبات التي يمكن أن تعترض طريقهم، بالإضافة إلى مساعدتهم في تبني الحلول العملية والسياسات الفعالة والأفكار المبتكرة. وليس هذا فحسب، فالإمارات فتحت الباب أمام الشباب العربي، وقدمت الفرص للموهوبين والمبدعين في مختلف المجالات. كما لم تتوقف عن احتضان الشباب من كل دول العالم، خصوصاً وأنهم يشكلون 16% من نسبة سكان العالم، ومن المتوقع أن يرتفع عدد الشباب بنسبة 7 % بحلول عام 2030.إن قيادة الإمارات تثق بقدرات الشباب، وتؤمن بأنهم يشكلون قوة إيجابية لدفع عجلة التنمية، وهي تحرص على أن يكتسب الشباب التعليم والمهارات اللازمة وكل ما ينمي قدراتهم للوصول إلى سوق العمل والإسهام في صناعة اقتصاد منتج.وما أدركته القيادة مبكراً أن طاقاتهم الشباب تمثل وقوداً لاستمرار تطور المجتمعات التي يعيشون فيها، وبناء عليه قامت بعدة خطوات لتعزيز الهوية الوطنية للشباب، وتعميق روح الانتماء لديهم، كما اعتمد مجلس الوزراء إنشاء المؤسسة الاتحادية للشباب عام 2018، على أساس مبدأ مهم يتمثل في (مجهود الشباب، ومن أجل الشباب، وبمشاركة الشباب). ولا شك أن هذا المبدأ وسواه من الإنجازات التي تصب في صالح الشباب، مهّد الطريق لوضع استراتيجية لهم ليكونوا جزءاً لا يتجزأ من القطاعين العام والخاص، ولا يمكن الاستغناء عنه. لقد أُريد لهم أن يكونوا في مقدمة الصفوف لكونهم مبدعين وقادرين على تحمل مسؤولياتهم في صناعة المستقبل.