سرحان مكتبتي تضم ٤٣٠٠ كتاب و٨٤%؜ منها لمؤلفين بحرينيين

٩ أشهر فى البلاد

لقد ارتبط اسم منصور سرحان بالمكتبات العامة والكتاب في مملكة البحرين منذ السبعينات ولغاية اليوم، ويعد سرحان أحد أهم رواد علم المكتبات في المنطقة وفارسها في ميدان الفكر والأدب والتوثيق.

تواصل وتفاعل مع معظم أدباء ومفكري البحرين، وعاصر الحركة الأدبية الحديثة وشهد ازدهارها وقوتها وعنفوانها، وشكل باجتهاده ووطنيته عصب الحياة الثقافية في ميدان الإنتاج.

"البلاد" أول صحيفة محلية تزور المكتبة المنزلية لمنصور سرحان وتتعرف على كنوزها ونوادرها عبر هذا اللقاء:

كيف بدأت علاقتك بالمكتبات؟

علاقتي بالمكتبات لها تاريخ طويل، وتبدأ تحديدا منذ الطفولة، حيث كان شقيقي الكبير مثقفا ومتعلما، ودرس في بريطانيا، وكان في تلك الفترة أي في الخمسينات مشتركا في معظم الصحف التي تصدر في البحرين، علاوة على مجلات "المصور" و "آخر ساعة" وغيرها، وفي المرحلة الابتدائية سنة 1954 افتتحت المدرسة مكتبة، وكانت عبارة عن خزانة خشبية، وأوكلت إليَّ مهمة فتحها لأعير الكتب للطلاب في الفسحة، وتسجيل الأسماء.

وفي هذه الفترة كانت تصلنا مجلة من بيروت اسمها "الأخبار" تصدر باللغتين العربية والإنجليزية، وبدأت مراسلتها عن طريق حل الكلمات المتقاطعة، ومن ثم طلبوا مني إرسال صورة لنشرها في المجلة، ولا تتخيل مدى سعادتي بهذا الحدث.

وتوالت الأيام والسنون، وبعدها أصبحت مدرسا للغة الإنجليزية عام 1963 للمرحلة الابتدائية، ثم أمين مكتبة المنامة العامة، وبمجرد نقلي إلى المكتبة تم ابتعاثي في دورة مركزة بمكتبة "يافت" بالجامعة الأميركية في بيروت لمدة شهرين كاملين، اطلعت خلالها على أعمال الفهرسة والتصنيف باللغتين العربية والانجليزية، وحصلت على ليسانس مكتبات عام 1980، ثم الماجستير في علم المكتبات عام 1983، وفي عام 1989 صدر قرار تعييني مديرا لإدارة المكتبات العامة، وبعدها الدكتوراه من جامعة لندن عام 2003

كيف تصف المكتبات العامة في الماضي؟

في سنة 1973 تم نقلي إلى المكتبات العامة، وعينت رئيسا للمكتبة العامة بالمنامة وكانت الأكبر في البحرين آنذاك، ولا يمكنني وصف عدد الناس الذين يترددون على المكتبة، فقد كنا نفتح على فترتين صباحا ومساء، وفي كلتا الفترتين كانت المكتبة تغص بالناس، هذا يأتي للقراءة، وآخر لكتابة البحوث، بل وكانت مقرا للأدباء والكتاب، ومن بين هؤلاء الأديب والصحافي الراحل محمد الماجد الذي كان يتردد كثيرا على المكتبة، وعمل في المكتبة أيضا الشاعر قاسم حداد والقاص خلف أحمد خلف.

كانت المكتبة هي المتنفس الوحيد للناس في ذلك الوقت، إذ لم تكن هناك مراكز ثقافية، ولا وسائل أخرى غير مكتبة المنامة العامة.

 

كم عدد الكتب التي تضمها مكتبتك؟

تضم نحو 4300 كتاب، من بينها 3600 كتاب لمؤلفين بحرينيين، وهذا العدد يعتبر كبيرا جدا بالنسبة لمكتبة منزلية خاصة. ومن بين 3600 كتاب هناك، 200 كتاب باللغة الإنجليزية لمؤلفين بحرينيين. وتغطي الكتب جميع المواضيع، من فلسفة وتاريخ وجغرافيا وعلوم ورياضيات طب وغيرها.

وبالنسبة إلى أهمية مكتبتي، فإنها تضم بين رفوفها بعض الكتب النادرة، فمثلا كانت أول مطبعة جلبت للبحرين اسمها مطبعة "البحرين" جلبها شخص يدعى علي ميرزا جواهري، وشخص آخر لا أتذكر اسمه في العام 1913، وبعد مرور عشر سنوات بدأت المطبعة في عملية طباعة الكتب، وأول كتاب تمت طباعته كان اسمه "مجاري الهداية" لراشد بن فاضل البنعلي عام 1923 وكان عبارة عن دليل بحري تم الاستفادة منه من قبل ربابنة السفن الشراعية التي تجوب موانئ وجزر الخليج العربي، وأرسل نسخة من هذا الكتاب إلى جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، وبعد ان أتم الملك قراءة الكتاب بعث رسالة شكر إلى البنعلي يشيد بالمعلومات التي يحتويها، مع تسجيل بعض الملاحظات التي تتعلق بركاكة الجمل وحتى العنوان، وقال لو أسميته الدليل البحري لكان أفضل.

وفي عام 1932 أصدر الشاعر إبراهيم العريض أول كتاب له، وكان عبارة عن ديوان شعر اسمه "الذكرى" وتمت طباعته في مطبعة الأعظمية في بغداد، وعندي كتاب آخر لسلطان المناعي عن أوزان اللؤلؤ الذي ألفه أواخر القرن التاسع عشر، نسخة طبق الأصل من الكتاب الذي أعاد طباعته محمد عبدالله المناعي.

شارك الخبر على