الراعي يستنكر سحب الرئيس العراقي المرسوم الجمهوري من البطريرك روفائيل الاول هويّة لبنان ورسالته مهدّدتان بالتشويه بسبب عدم التزام الدستور

١١ شهر فى ن ن أ

وطنية - ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في الصرح البطريركي في الديمان،عاونه المطرانان انطوان عوكر وبولس صياح والاب فادي تابت، القيم البطريركي الاب طوني الآغا، امين سر البطريرك الاب هادي ضو، في حضور عدد غفير من المؤمنين.

nbsp;

وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة بعنوان: quot;روح الربّ عليّ: مسحني وأرسلنيquot;nbsp;(لو 4: 18)quot;، قال فيها: quot;نبوءة أشعياnbsp;التي كتبها عن يسوع، إبن الله المتجسّد، ستماية سنة قبل ميلاده، تمّت عندما دخل يسوع هيكل الناصرة ذات سبت كعادته، وقرأها:nbsp;quot;روح الربّ عليّ: مسحني وأرسلنيquot;nbsp;(لو 4: 18).nbsp;بهذا الإعلان إنكشفتnbsp;هويّةnbsp;يسوعnbsp;المسيح،nbsp;ورسالته.هويّتهnbsp;هي مسحة الروح القدسnbsp;الذي ملأ بشريّته. هذه المسحةجعلته بحسب مفهوم الكتب المقدّسة،nbsp;نبيًّا وكاهنًا وملكًا؛nbsp;أمّاnbsp;رسالتهnbsp;فهي:nbsp;

-nbsp;نبويّة:nbsp;quot;أرسلني لأبشّر منكسري القلوب، وأعيد البصر للعميانquot;(لو 4: 18).

-nbsp;وكهنوتيّة: quot;أرسلني لأشفي منكسري القلوبnbsp;التائبين، وأحرّر المأسورينquot;nbsp;(المرجع نفسه).nbsp;

-nbsp;وملوكيّة: أرسلني لأعلن زمنًا مرضيًّا للربّ(لو 4: 19).

لقدnbsp;أشركنا المسيح الربّ بهويّته ورسالته،nbsp;فأصبحتا هويّة كلّ مسيحي ورسالته.nbsp;نصلّي لكي نكون مخلصين لهما، وملتزمين بهماquot;.

وتابع: quot;يسعدنا أن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهيّة، وإذ أرحبّ بكم جميعًا، أودّ توجيه تحيّة خاصّة إلىnbsp;عائلةnbsp;المرحوم شفيق نعمةالله افرامnbsp;الذي ودّعناه الثلاثاء الماضي مع زوجتهnbsp;السيّدةnbsp;ميراي توفيق طويليnbsp;وابنيه، ومنهما الأخ ماريانو في الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة، مع ابنتيه وشقيقيه وعائلة شقيقه المرحوم الوزيرnbsp;جورج افرام وشقيقاته وأهالي حارةnbsp;صخر والكثيرين من الأصدقاء والمعارفnbsp;في لبنان والخارج. نصلّي في هذه الذبيحة المقدّسة لراحة نفسه، ولعزاء اسرته.

ونرحّبnbsp;بالهيئة التنفيذيّة لرابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانيّةnbsp;الذين يحملون همَّ الجامعة وتقدّمها وتطوّرها، وهمّ طلّابها السبعين ألفًا، والإعتناء بمستواهم العلميّ الظاهر في الداخل اللبنانيّ وفي الخارج، على الرغم من رواتبهم الهزيلة، وفقدان تغطيتهم بضمانهم الصحيّnbsp;والإستشفائي، ورزوحهم تحت عبء أقساط أولادهم في المدارس والجامعات. وقد رفعوا إلينا سبعة ملفّات سنسعى مع المعنيّينnbsp;إلى تلبيتها وهي:nbsp;

1. دعم موازنة الجامعة التي تدنّت بشكل خطير.

2. دعم صندوق التعاضد وتمويله.

3.nbsp;دخول الأساتذة المتفرّغين إلى الملاك.nbsp;

4. إعادة النظر في الرتب والرواتب.

5. ملفّ التفرّغ.

6. تحصيل أموال فحوص كورونا (PCR) العائدة لإدارة الجامعة.

7. تعيين عمداء أصيلين.nbsp;

ونرحّبnbsp;أيضًاnbsp;بمجلس إدارةnbsp;إرساليّة القدّيسة رفقا للرجاء والرحمة،nbsp;مقدّرين ما تقوم به من مبادرات وأعمال المحبّة الإجتماعيّة لدى الأفراد والجماعات. كافأهم الله بفيض من نعمه وبركاتهquot;.

وتابع: quot;nbsp;لقد آلمنا القرار الذي اتّخذه رئيس جمهوريّة العراق السيّد عبداللطيف رشيد،nbsp;بسحب المرسوم الجمهوريّ منnbsp;غبطة البطريرك الكردينالnbsp;مارnbsp;لويسnbsp;روفائيل الأوّلnbsp;ساكو، ظلمًا واتّهامًا. وهذا انتهاك لكرامته ولكرامة الكنيسة والمسيحيّينnbsp;في العراق. ومعلومٌ أنّ من واجب الدولة احترام أنظمة الكنيسة وقوانينها التي تحصر بقداسة البابا حقّ النظر في أيّ قضيّة جزائيّة تختصّ بالبطاركة والكرادلة والأساقفة، إذا ما وُجدت. فإنّا نضمّ صوتنا إلى جميع المطالبين من فخامة رئيس الجمهوريّةnbsp;العراقيةnbsp;الرجوع عن قراره، من أجل عيش مشترك سليم في دولة العراق العزيزة، حيث المسيحيّون جزء لا يتجزّأ من مكوّناتها التاريخيّةnbsp;ولهمnbsp;الفضلnbsp;التاريخيnbsp;الكبير في ثقافتها وحضارتها.nbsp;إنّ تاريخ بطاركتهم خير شاهد على نضالهم من أجل وطنهم وعزّته وكرامته. إنّ قرار رئيس الجمهوريّة العراقيnbsp;بالنتيجة لا يخدم أمّته العراقيةquot;.

nbsp;

وقال: quot;بالعودة إلى إنجيل اليوم، نتذكّر أنnbsp;بالمعموديّة والميرونnbsp;أشرك الربّ يسوع المسيحيّين بهويّته ورسالته. فكونه الرأس أشرك أعضاء جسده بذات الهويّة والرسالة، ولهذا السبب نصبح مسيحيّين بالمعموديّة والميرون.nbsp;

أ-nbsp;يشارك المسيحيّون فيnbsp;رسالةnbsp;المسيح النبويّةnbsp;بقبول كلمة الإنجيل، والعيش بمقتضاها، وإعلانها بالكلمة والأعمال شاهدين لأولويّة الله في حياتهم، وللحقيقة وكرامة الإنسان، ولقدسيّة الحياة البشريّة. وبهذه الصفة يعملnbsp;المسيحيّونnbsp;على بناء ملكوت الله، بحيث تُبنى مدينة الأرض بقيم السماء، ويندّدون بالشرّ بجرأة، أيًّا يكن نوع هذا الشرّ. وهم مدعوّون بحكم هذه المشاركة، لتجسيد جدّة الإنجيل في حياتهم العائليّة والإجتماعيّة وفي الثقافةnbsp;والشأن السياسي العام.nbsp;وهكذاnbsp;يصمدون، برجاء وطيد، بوجه المشقّات والمحن والمصائب.nbsp;

ب-nbsp;ويشارك المسيحيّون فيnbsp;رسالةnbsp;المسيح الكهنوتيّةnbsp;بصفتهم أعضاء في جسده السرّي.nbsp;تقتضي منهم هذه المشاركة أن يتّحدوا بذبيحة المسيح الخلاصيّةnbsp;عندما يتعبونnbsp;ويبذلون الجهود من أجل القيام بالواجب في العائلة والكنيسة كماnbsp;وفي المجتمع والدولة،nbsp;وعندما يتألّمونnbsp;من المرض أو الفقر أو الفشل أو أي صعوبة. وقد إعتدنا أن نقول في هذه الحالة، وبهذه النيّة: quot;مع آلامك يا يسوعquot;. وبهذه المشاركة الكهنوتيّةnbsp;يضمّون إلى قربان يسوع المسيحnbsp;في ذبيحة القدّاسnbsp;قرابين أعمالهم الصالحةnbsp;ومبادراتهم الخيّرة، وآلامهم الجسديّة والنفسيّة، والجهود التي يبذلونها في سبيل الحقيقة والخير والعدل والسلام والتفاهم بين الناس. إنّ قرابينهم الروحيّة هذه يرفعونها إلى الله الآب مع قربان إبنه الوحيد، بكلّ تقوى.nbsp;

ج- - ويشارك المسيحيّون فيnbsp;رسالةnbsp;المسيح الملوكيّة،nbsp;بانتصارهمnbsp;على الضعف والإنحراف والإستعباد،nbsp;وبصراعهمالروحيّ من أجل تدمير سلطان الخطيئة والشرّ.nbsp;ويكرّسون حياتهم من أجل خدمة المحبّة وإحلال العدالة ونشر السلام. ويعملونجاهدين من أجل الوحدة في العائلة والكنيسة والمجتمعnbsp;والدولة، ومن أجل المصالحة بين المتخاصمين. ويعتنون عنايةً خاصّة بالفقراء والضعفاء والمعوزين، ماديًّا وروحيًّا ومعنويًّاquot;.

nbsp;

واردف: quot;لا يوجد إنسان أو مجموعة منظّمة أوnbsp;شعب اوnbsp;دولة من دونnbsp;هويّةnbsp;ورسالة. لبنانnbsp;بحكم نظامه السياسيّ ودستوره وميثاقه الوطني وموقعه الجغرافي معروقnbsp;بهويّتهnbsp;وهي: الإنتماء إليه بالمواطنة لا بالدين، والوحدة في التعدّدية الثقافيّة والدينيّة، والإنتماء الكامل إلى منظّمة الأمم المتّحدة وإلى جامعة الدول العربيّة، والإقرار بشرعة حقوق الإنسان وجميع الحريّات العامّة وفي مقّدمتها حريّة المعتقد، وهو جمهوريّة ديمقراطيّة برلمانيّة.nbsp;أمّاnbsp;رسالتهnbsp;فهي العيش معًاnbsp;بالتساويnbsp;والأحترام المتبادلnbsp;بين المسيحيين والمسلمين،nbsp;وجعله وطن التلاقي والحوار وقبول الآخر المختلف والإغتناء المتبادل من ثقافته الخاصّة.nbsp;ورسالتهnbsp;كدولة حياديّة أن يكون له دور رائدnbsp;في كلّ ما يختصّ بالعدالة والمصالحة والعيش بسلام وتعزيز حقوق الإنسان في إطار الإجماع العربيّ.nbsp; لكنّnbsp;هويّة لبنان ورسالتهnbsp;مهدّدتان بالتشويهnbsp;والإنهيار بسبب عدم التزام مضمون الدستور، وعدم تطبيق اتفاق الطائف (وثيقة الوفاق الوطني) نصًّا وروحًا، وقرارات الشرعيّة الدوليّة؛nbsp;وبسبب تعمّد عرقلة انتخاب رئيس للجمهوريّة، وبالتالي جعل المؤسّسات الدستوريّة تتساقط الواحدة تلو الأخرى لأهداف مشبوهةnbsp;من المعرقلين. مشكورة هي لجنة الدول الخمس على حملها همّ لبنان ومستقبله أكثر بكثير من السلطات اللبنانيّة الممعنة في الهدمnbsp;والتخريبquot;.

nbsp;

وختم الراعي: quot;إنّ مطالبتناnbsp;بعودة النازحين السوريّين إلى بلدهم،nbsp;فلكي يحافظواnbsp;هم علىnbsp;هويّتهم ورسالتهم من جهة، ولكي لا يكونوا سببًا آخر في تشويه هويّة لبنان ورسالته.nbsp;فلنصلِّ إلى الله كي نحافظ كمسيحيّين على هويّتنا ورسالتنا المسيحانيّتين،nbsp;وكلبنانيّين على هوّيتنا ورسالتنا الضروريّتين لبيئتنا العربيّة وللعالم. ومعًا نرفع المجد والشكر للآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمينquot;.

nbsp;

nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp;nbsp; ========== ل.خ

nbsp;

شارك الخبر على