شو الوضع؟ المجتمع اللبناني يصعّد اعتراضه ضد المشروع الخطير ل"تصفية" الودائع... وأسئلة عن الفوضى المتنقلة!
حوالي سنتان فى تيار
في الوقت الضائع داخلياً وإقليمياً ومحلياً، تتنامى المخاوف من تمدد الفراغ وما يرافقه ذلك من انحلال على مستوى المجتمع والسياسة وإدارة الدولة المنخورة والمتحللة شيئاً فشيئاً.
ومع تراجع الإهتمام بإنجاز الإستحقاق الرئاسي، يتصدر المشهد والإهتمام المشروع الأخير الذي أعدته المنظومة السياسية واختارت قاضٍ لتقديمه، والذي من شأنه الإجهاز على ما تبقى من الودائع ورهن مستقبل اللبنانيين وأولادهم لأجيالٍ مقبلة، والسطو على أملاكهم العامة وثروتهم الغازية. ذلك أن هذا الإقتراح الذي بات بعهدة رئيس مجلس النواب نبيه بري، أثار ردود فعل غاضبة في المجتمع اللبناني من المهتمين والمتابعين للمف المالي والمصرفي، ولارتكابات المنظومة المصرفية – السياسية. وقد تناولت هذه الردود بالتفصيل والتي ينشرها tayyar.org وأعدَّ تقريراً خاصاً بشأنها، التلاعب بالودائع ورمي كل الخسائر على الدولة، من دون أي إشارة لمسؤولية المصارف ومصرف لبنان مع ما حققه من أرباح برعاية رياض سلامة وإدارته.وبالتالي يبقى هذا الملف الشغل الشاغل وأولوية الأولويات، ولو أن الإعلام السائد في لبنان يركّز على شعارات السياحة و"تفويل المطاعم" لإخفاء الواقع المزري وعمق الأزمة في المجتمع ومحاولة رسم أوهام والإستمرار في الجريمة حتى آخر فلس للبنانيين...إلى ذلك، أتى موقف نواب رياض سلامة بالأمس ليضع الكرة في الملعب السياسي ومجلس النواب، في التعاطي مع ما تبقى من احتياطي في "المركزي". إلا أن القضية الأهم في هذا الإطار، تبقى مدى قدرة هؤلاء النواب في مرحلة ما بعد سلامة، على التعاطي مع "وكر الدبابير" الذي يتركه سلامة ويملك مفاتيحه، من شبكة يتحكم بها من صيارفة ومسؤوليين قضائيين وإداريين وغيرهم، والذين يملك قرارهم بالتحكم بالسوق بإشارة من يده...
على خط مواز، بات بالإمكان مراقبة الفوضى المتنقلة والمتصاعدة رويداً رويداً. ومع أنَّ المجتمع اللبناني والقوى السياسية تختزن كل العوامل لتحول الأزمة إلى فوضى، إلا أن تتابعها ومن بينها اقتحام المصارف في شكلٍ ممنهج، وتصادفها مع إشكالات متنوعة ومن بينها ما حصل أمس في الإعلام المعزّز للتوتر في شكلٍ دائم، من شأنه طرح الأسئلة عن مدى الإستثمار بخلق الفوضى وتصعيدها، وصولاً لتحقيق أهداف سياسية تدفع الولايات المتحدة ووغيرها من القوى التي تدور في فلكها إلى الإهتمام بالرئاسة وتحول اللامبالاة الحالية إلى تحرك عملي ونَشِط...