عون بعد سنته الرئاسية الاولى عقل استرتيجي ورؤية ثابتة

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

- حسن سلامة -
 
مع انقضاء السنة الاولى على عهد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بدا واضحا ان ما يحمله العهد الجديد من طموحات، وما اثبته خلال السنة الاولى من عمره، لم يتمكن اي عهد منذ الاستقلال حتى اليوم من تحقيقه باستثناء عهد الرئيس السابق العماد اميل لحود، مع الاختلاف في طبيعة الظروف الداخلية والخارجية التي رافقت عهد الرئيس لحود وتلك التي تترافق مع عهد الرئيس عون.
فالرئيس عون، بادر لاول مرة الى تقديم جردة حساب لما تحقق في السنة الاولى ولما يطمح اليه خلال السنوات الخمس المقبلة، الا ان الموقف الاكثر اهمية في ما قاله رئيس الجمهورية في اللقاء الحواري المباشر قبل ايام، هو الثبات في كل مواقفه الوطنية والاستراتيجية رغم كل الضغوط التي تعرض لها العهد من جهات دولية واقليمية، كما ان الرئيس عون لم يغفل التعقيدات التي تحيط بلبنان ودون تناسي ما تواجهه البلاد من مشكلات نتيجة الاخطاء التي تراكمت منذ السنوات العشرين السابقة على اقل تقدير.
هذا التقييم لما تضمنته المقابلة مع الرئيس عون بحسب مصادر سياسية بارزة جاء منسجما مع روحية النهج الذي حمله رئيس الجمهوريه قبل وصوله الى بعبدا، ولذا تتوقف المصادر عند ابرز ما اعلنه الرئيس عون بعد انقضاء العام الاول على انتخابه، بحيث ان ما اكده من امور حول سياسة الدولة ومعها طريقة ادارة البلاد يمكن ان يشكل خارطة طريق للمرحلة المقبلة وفق الاتي:
1 _ ان الرئيس عون اثبت مرة جديدة ان عقله وتفكيرة ينطلقان من بعد استراتيجي ابعد من الصغائر والمماحكات لبعض القوى الداخلية، بل انه تحدث بثقة كبيرة بالنفس، وكان يعرف ما يريد، على رغم لجوء بعض المحاورين الى طرح اسئلة استفزازية او اسئلة يراد منها دفع رئيس الجمهورية لتغيير ثوابته.
2 _ لقد كان رئيس الجمهورية واضحا وصريحا وموضوعيا في مقاربته للتحالفات والخيارات الاستراتيجية وعلاقات لبنان بالخارج، سواء علاقات لبنان العربية او علاقاته مع المحيط الاقليمي.
3 _ اكد مجددا رفضه المطلق لمحاولات البعض داخليا وخارجيا استدراج لبنان الى توجهات تتناقض مع المصالح الوطنية ومنها على سبيل المثال تمسك لبنان بميثاق الجامعة العربية بعيدا عن سعي بعض الدول العربية بدءا من السعودية الى ادخال لبنان في المحور المعادي وبما يتنافى مع ميثاق الجامعة العربية.
4 _ اكد الحاجة لبقاء سلاح المقاومة، مع الحرص على استمرار العلاقة الايجابية مع الاطراف اللبنانية التي ترفع لواء العداء لهذه المقاومة حرصا على الوحدة الوطنية، وبالتالي رفض كل ما يساق عن اكاذيب ضد المقاومة وحزب الله او ما يقال حول مسببات الازمة في سوريا حيث اعاد الامور الى حقيقتها بتأكيده ان هذه الازمة سببها وجود 83 دولة هناك.
5 _ بدا متأكدا ان كيان العدو الاسرائيلي لا يستطيع القيام بحرب او عدوان ضد لبنان لان المقاومة ستهزمه مرة جديدة، ما يعني ان المقاومة حاجة وطنية.
6 _ لقد بدا ان الهم الاساسي للرئيس عون حماية لبنان والحفاظ على الوحدة الوطنية وبناء الدولة الحديثة بعيدا عن كل اشكال الفساد والمحسوبيات وما الى ذلك، مع معرفته المسبقة انه ليس بالامكان تغيير الواقع المهترىء "بكبسة زر"، بل ان الامر يحتاج الى تعاضد وتعاون الجميع .
7 _ لقد اطلق سلسلة من التأكيدات والمواقف حول الاصرار على استكمال معالجة ما تواجهه البلاد من ازمات ومشاكل بدءا من المشاكل المالية الى الاقتصادية والامنية والاجتماعية، كما تحدث بشكل واضح عن رؤيته الاصلاحية التي من دونها لا يمكن الخلاص من الوضع المهترىء وما بلغته البلاد من ازمات على كل المستويات.
8 _ اعاد التأكيد على ضرورة ايجاد حل لمسألة النزوح السوري نظرا لما يتحمله لبنان من اعباء اكبر بكثير من قدرته على تحملها، رغم اشارته الى وجود وجهتي نظر داخل الحكومة بما يتعلق بالحوار مع سوريا لانجاز هذه العودة وكذلك تأكيده ان المجتمع الدولي لا يريد عودة النازحين قبل الوصول الى الحل السياسي في سوريا.
في الخلاصة تقول المصادر ان رئيس الجمهورية اظهر ما زال على رؤيته ومواقفه التي كان يحملها ويعبر عنها قبل وصوله الى بعبدا والتي اكدها في خطاب القسم، وبالتالي ان لا احد في الخارج يقرر عن اللبنانين في اي مسألة داخلية او لها علاقة بسياسة لبنان الخارجية.
 

شارك الخبر على