إبداع الحمادي.. «جداريات» ناطقة

about 2 years in الإتحاد

لكبيرة التونسي (أبوظبي)بعدما حصلت إبداع الحمادي على شهادة الهندسة الإلكترونية، اكتشفت موهبتها في الرسم، حيث تفجر في داخلها ألق مزج الألوان ودقة التفاصيل، وبدأت تطور من فنها عبر التعلم الذاتي مع الممارسة، إلى أن باتت ترسم الجداريات الضخمة أمام الجمهور في الأماكن العامة وسط عرض حيّ تفاعلي، حتى انتزعت إعجاب الجمهور والاختصاصيين، وأصبحت أعمالها مطلوبة في معظم المعارض والمهرجانات.المهندسة والفنانة التشكيلية إبداع الحمادي تعشق رسم الخيول كرمز للقوة والشجاعة والشهامة، ورسم الجدات والأمهات كرمز للتضحية والعادات والتقاليد الأصيلة، فضلاً عن الصناعات التراثية التي تُعبِّر عن الأصالة والعراقة. وبذلك استطاعت بموهبتها، أن تقارع كبار الفنانين التشكيليين، على الرغم من أنه لم يسبق لها دراسة هذا الفن في أكاديمية أو معهد.

أحاسيسعن علاقتها بالفن وما تجسده من أعمال فنية وما تحمله من دلالات، قالت إبداع إن الأحاسيس هي جوهر أعمالها الفنية، حيث شاركت في معارض الخيول على مستوى الإمارات، مثل بطولة دبي الدولية للجواد العربي. وقد بدأت تراقب تحركات الخيول عن كثب، ولمست جمالها وتفاعلها مع أصحابها، وحركاتها وإحساسها ورشاقتها، وكانت تحرص على رصد كل التفاصيل، وكيف أن الخيل يتميز بصفات يتقاسمها مع الإنسان مثل الصبر والشجاعة والشموخ والذكاء والفطنة والوفاء. وهذه المعرفة التي اكتسبتها عن الخيل، انعكست على أعمالها الفنية.

عرض حيتمزج الحمادي في أعمالها بين الفنون المعاصرة وعناصر التراث الأصيلة في الثقافة المحلية، وهي تتميز بالرسم بالألوان الزيتية وقلم الرصاص والفحم والأكرليك، وتبدع في فن الجداريات، حيث تعتبر صاحبة أول جدارية تطوعية بمنطقة الظفرة في إحدى الحدائق العامة. وقد رسمتها في عرض حي أمام الجمهور الذي تفاعل معها، مشيرة إلى أن هذه الجدارية تميزت بالحجم الكبير حتى يمكن رؤية تفاصيلها عن بُعد.

«جدارية الحياة»ومن الجداريات الكبيرة التي رسمتها إبداع الحمادي، «جدارية الحياة» التي تعبر عن أصالة التراث الإماراتي، وتضمنت كلمات للشاعر حافظ إبراهيم «الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق»، موضحة أن اللوحة تتضمن سيدة تعمل على إنجاز إحدى الصناعات اليدوية، وهي ترتدي لباسها التقليدي الجميل «العباءة والبرقع»، بينما تمتد الكلمات في اتجاهها، وكأنها تتحول إلى حروف وخطوط لتصبح كتاباً تمسك به، وبالقرب من السيدة هناك «جرّة» ماء ونباتات خضراء بألوان مبهجة في رمزية إلى الحياة الخصبة.وقالت: «رسالتي من خلال هذا العمل هي أن الأم منبع ينقل القيم والأصالة والأخلاق إلى الأبناء، وامتداد لصون الموروث وحمايته من الاندثار ضمن مجتمع مترابط ومتحاب، كما أن هذه اللوحة تمثل تكريماً للأسر المنتجة التي تحافظ على الحِرف التي كانت وما زالت حتى اليوم تحقق حضوراً وإشعاعاً محلياً ودولياً».

«بورتريه»ذكرت إبداع الحمادي أنها تخصصت في رسم «البورتريه» بقلم الرصاص، وذات يوم رسمت إحدى الشخصيات الذي قرر صاحبها على الفور اقتناء اللوحة والاحتفاظ بها، ما جعلها تهتم بموهبتها وتعمل على تطويرها. وهكذا بدأت ترسم لوحات باستخدام الفحم والألوان الزيتية والأكريليك، حتى أنجزت عشرات الأعمال، وشاركت بها في مختلف المهرجانات المحلية. وتطمح الحمادي للوصول برسوماتها إلى الخارج، وعرضها في مختلف المتاحف العالمية، مؤكدة استعانتها بوسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت المتخصصة بالفن، لتطوير خبراتها، واكتساب المزيد من المهارة والحرفية، فضلاً عن متابعتها لفنانين عالميين ملهمين لها.شعور لا يوصفإبداع الحمادي تعشق رسم لوحات تجسد جماليات البحر وسحر شواطئه وأمواجه، ولوحات للمرأة الإماراتية والأسر المنتجة والحرف اليدوية والتقليدية بهدف توثيق هذه الحرف عبر الفن، بينها التّلي والبرقع والسّدو، والألعاب الشعبية. وذكرت أن شعورها وهي ترسم أمام الجمهور، لا يوصف، لاسيما أن الجمهور يتفاعل مع لوحاتها التي تضفي عليها لمسات من مشاعرها، لذلك تكاد تكون ناطقة، وتصل مباشرة إلى قلب المتلقي.

Mentioned in this news
Share it on