رهانات “قمة الناتو” تشعل وعيد موسكو وغضب كييف

١١ شهر فى البلاد

وجه بعض قادة الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) خلال القمة التي تستضيفها العاصمة الليتوانية فيلنيوس أمس الثلاثاء واليوم الأربعاء، رسائل دعم إلى أوكرانيا التي تواصل هجوماً مضاداً صعباً ضد موسكو، وتنتظر التزامات في شأن عضوية مستقبلية في التحالف، فيما أكدت موسكو أنها ستتخذ الإجراءات المناسبة رداً على توسع الحلف وتزويد أوكرانيا بعتاد حربي جديد.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس، في اليوم الأول من قمة الناتو، أن فرنسا ستسلم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى طراز “سكالب”.
وقال ماكرون “قررنا أن نسلم أوكرانيا صواريخ جديدة تتيح تنفيذ ضربات في العمق”، مضيفاً “أعتقد أن ما هو مهم اليوم بالنسبة إلينا هو توجيه رسالة دعم لأوكرانيا، وأن حلف شمال الأطلسي موحد”.
وأشار إلى أن توفير هذه الصواريخ هدفه تمكين أوكرانيا من ضرب القوات الروسية “في العمق” خلال الهجوم المضاد الذي تشنه كييف؛ لاستعادة أراض تسيطر عليها موسكو.
لكن ماكرون ألمح إلى أن أوكرانيا تعهدت عدم استخدام الصواريخ الفرنسية ضد أهداف في داخل روسيا، مؤكداً أنه سيتم تزويد كييف بهذه الصواريخ “بما يتلاءم مع عقيدتنا، أي السماح لأوكرانيا بالدفاع عن أراضيها”.
في المقابل قال الكرملين أمس إن إعلان الرئيس الفرنسي تسليم أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى يشكل “خطأ”، سيجبر موسكو على اتخاذ “إجراءات مضادة” في نزاع أوكرانيا.
وصرح المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين “من وجهة نظرنا أنه قرار يشوبه خطأ وعواقبه وخيمة على الجانب الأوكراني؛ لأنه سيجبرنا بطبيعة الحال على اتخاذ إجراءات مضادة”.
وتعهدت ألمانيا أمس تقديم مساعدات عسكرية إضافية إلى أوكرانيا بقيمة تناهز 700 مليون يورو (770.28 مليون دولار)، وألمانيا هي ثاني مساهم على صعيد المساعدات العسكرية لكييف بعد الولايات المتحدة، وسبق أن أعلنت في الـ 13 من مايو الماضي، عشية زيارة قام بها الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى برلين، تسليم شحنات أسلحة بقيمة 2,7 مليار يورو (2.97 مليار دولار).
من جانبه، ندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس، بـ “تردد وضعف الحلف على صعيد انضمام كييف إليه”، معتبراً أن هذا الأمر يشجع “الإرهاب الروسي”.
وكتب زيلينسكي على “تويتر”، “يبدو أن ليس هناك أية نية لمنح أوكرانيا دعوة إلى حلف شمال الأطلسي ولا لجعلها عضواً في الحلف”، مضيفاً أن من العبث ألا تحصل بلاده على جدول زمني للانضمام، ومؤكداً أن هذا يشجع موسكو “على مواصلة إرهابها” في أوكرانيا، وقال أيضاً “التردد هو ضعف”.
وكان الرئيس زيلينسكي طالب بالحصول على “إشارة واضحة” في شأن انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي عشية قمة الـ “ناتو”، وقال في رسالته اليومية بالفيديو عبر “تيليغرام”، “أوكرانيا تستحق أن تكون عضواً في التحالف. ليس الآن لأننا في حال حرب، لكننا في حاجة إلى إشارة واضحة، وهذه الإشارة ضرورية الآن”.
وأعلن البيت الأبيض أمس أن حلف شمال الأطلسي سيعرض مساراً يتيح في نهاية المطاف انضمام أوكرانيا إلى صفوفه، لكن من دون تحديد “جدول زمني” لذلك.
واستبعد مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان أي انضمام فوري لأوكرانيا بسبب صراعها المستمر مع روسيا، قائلاً إن ذلك “سيجر الناتو إلى حرب مع روسيا”، وأشار إلى أن هناك “كثيراً من حسن النية” لدى الحلفاء المجتمعين في قمة فيلنيوس.
في المقابل أعلن الكرملين أمس أن انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي ستكون له “تداعيات سلبية” على أمن روسيا، بعد موافقة تركيا على دخول الدولة الإسكندينافية إلى الحلف.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس، إن بلاده ستتخذ الإجراءات المناسبة في الوقت المناسب رداً على احتمال انضمام السويد وأوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على