السفيرة الإيطالية لـ “البلاد” ٦٠٠ إيطالي يعيشون في البحرين أغلبهم مهندسون

١٢ شهر فى البلاد


زيارة البابا للبحرين لحظة محورية في تاريخ الحوار بين الأديان


استيراد سلع من المملكة بمقدار 468.1 مليون يورو


إيطاليا الشريك الأوروبي الأول للبحرين في التجارة الثنائية


“بابكو إنرجيز” توقّع اتفاقية تمويل مع “SACE” ب 300 مليون دولار


العلاقة الثقافية بين البلدين صلبة ومثمرة


وكالة التجارة الإيطالية “ITA” داعم للشراكات الاقتصادية


التزام البحرينيين بالتسامح الديني نلمسه في الحياة اليومية


زيادة استيراد الألمنيوم من المملكة بنسبة 92 %


زيادة التبادل التجاري بين البلدين إلى 881 مليون يورو في 2022

 

قالت سفيرة جمهورية إيطاليا لدى مملكة البحرين بوولا امادي إن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين إيطاليا والبحرين قوية وتنمو باطراد على مرّ السنين.
 وأشارت السفيرة أمادي إلى أن حجم التجارة الثنائية بين البلدين بلغ في العام 2020، نحو 585 مليونًا، وفي العام 2021 بلغ 622 مليونًا، بينما وصل في العام 2022 إلى 881 مليون يورو.
وأشارت في لقاء مطوّل مع “البلاد” إلى أن غالبية الصادرات الإيطالية تتكون من الآلات والمنتجات شبه المصنعة والسلع المرتبطة بالموضة والأثاث، والمركبات والمنتجات الغذائية. 
وفيما يلي نص اللقاء:

التبادل التجاري
هناك نمو واضح في حجم التبادل التجاري بين مملكة البحرين والجمهورية الإيطالية، كم يبلغ حجمه وما هو معدل نموه؟ وما هي أهم البضائع التي تصدرها إيطاليا إلى البحرين؟ وما أهم البضائع التي تستوردها إيطاليا من البحرين؟
المنتجات الإيطالية معروفة في جميع أنحاء العالم من شعار “صنع في إيطاليا”، فالخبرة الإيطالية تتجلى في التكنولوجيا العالية والابتكار بالإضافة إلى تصنيعها غير العادي، وجمال وجودة منتجاتها، والتي تحظى بتقدير كبير هنا في البحرين وجميع أنحاء العالم، تعد إيطاليا واحدة من أكبر الشركاء التجاريين للبحرين في أوروبا، وقد شاركت إلى حد كبير في مشاريع رئيسية في البحرين، ولا سيما في قطاعات الطاقة، والنفط، والغاز، والتصنيع. 
وفي عام 2022، على سبيل المثال، كانت إيطاليا الشريك الأوروبي الأول لمملكة البحرين من حيث التجارة الثنائية والثامن على المستوى العالمي. وتتكون الصادرات الإيطالية بشكل أساسي من المعدات الميكانيكية ومنتجات الأزياء ومنتجات غذائية وزراعية، وقد سجلت هذه القطاعات الثلاثة معدلات نمو كبيرة في العام الماضي بلغت 14.1 % و48.8 % و59.4 % على التوالي.
 ومن ناحية أخرى، تستورد إيطاليا سلعًا من البحرين تقدّر بحوالي 468.1 مليون يورو، ومن أهم السلع التي تستوردها الألمنيوم بنسبة 92 %، بزيادة سنوية قدرها 141.6 %، ومواد بلاستيكية ومنتجات لصناعة السيارات.
فالتبادل التجاري بين إيطاليا والبحرين هو حقًّا مكسب للطرفين، فلقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين في العام 2020، حوالي 585 مليونًا، وفي العام 2021 بلغ 622 مليونًا، بينما وصل في العام 2022 إلى 881 مليون يورو.

الاتفاقيات والمساهمات
هناك عدة اتفاقيات تعاون بين إيطاليا والبحرين، حدّثينا عن التعاون السياسي والعلمي والتكنولوجي والثقافي بين البلدين؟ وما هي مساهمات إيطاليا في هذه الجوانب؟
إيطاليا والبحرين تتمتّعان بعلاقات ثنائية ممتازة طويلة الأمد، حيث إن البحرين شريك مهم لإيطاليا، وتقوم العلاقات الثنائية على الحوار السياسي والتعاون في العديد من القطاعات. 
وافتتحت سفارة إيطاليا في المنامة بالعام 2002 ومنذ ذلك الحين يلتزم البلدان بالعلاقات الثنائية لتسهيل وتعزيز الفرص بهدف تطوير شراكة استراتيجية مثمرة لكلا الطرفين. وفي العام الماضي تم الاحتفال بالذكرى الخمسين للعلاقات الدبلوماسية بين إيطاليا والبحرين (1972-2022)، وكانت ذكرى مهمة تميزت بالنجاحات الثنائية المستمرة، حيث شهدت العلاقات تقدمًا كبيرًا على مر السنين، فقد تطورت وتعزّزت العلاقات بين البلدين في المجال السياسي والاقتصادي والثقافي. 
وفي فبراير 2020 زار ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إيطاليا، حيث التقى رئيس الوزراء الإيطالي، وكانت الزيارة مثمرة وشهدت أيضًا افتتاح سفارة مملكة البحرين في روما، وبهذه المناسبة وقَّع وزيرا الخارجية سلسلة من اتفاقيات التعاون الثنائية في مجالات الثقافة والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والمعلومات، واتفاقية بشأن الخدمات الجوية، واتفاقية أخرى بشأن الإعفاء من التأشيرة للإقامات القصيرة لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية والخدمية، كما تم توقيع مذكرة تفاهم في مجال العلوم الصحية والطبية. 
وخلال الزيارة، رافق ولي العهد رئيس مجلس الوزراء وفدٌ من كبار ممثلي الدولة للقطاعات السياسية والاقتصادية، واختتمت الزيارة بتوقيع مذكرة تفاهم بين مجلس التنمية الاقتصادية البحرينية ووكالة التجارة الإيطالية، كما تم التوقيع على العديد من الصفقات التجارية الأخرى.
وفي نوفمبر 2021، تم إنشاء لجنة مشتركة إيطالية بحرينية تعزّز وتعمّق التعاون الثنائي في العديد من القطاعات الهامة. 
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافي، والعلاقة مع هيئة البحرين للثقافة والآثار (BACA) فإنها علاقة صلبة ومثمرة، ودعمها رائع ونشعر بسعادة غامرة للعمل معهم. ولدى إيطاليا الكثير لتقدمه، لا سيما في المجال الثقافي وحقيقة التبادل مع البحرين غني جدًّا. 
في نوفمبر 2021، أحضرنا معرضًا جميلًا من إيطاليا في المتحف الوطني، كان عبارة عن مجموعة تاريخية من المجوهرات الإيطالية من “La Dolce Vita” إلى أيامنا هذه. ومنذ ديسمبر من العام 2021 حتى اليوم، قمنا بتنظيم 7 حفلات موسيقية مع السوبرانو والموسيقيين من إيطاليا حيث حققت نجاحًا لا يصدق وفي كل مرة تكون القاعات محجوزة بالكامل، وأقيمت الحفلة الموسيقية الأخيرة يوم 11 مايو الماضي في مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث وحصل على جائزة كبيرة التقدير من قبل الجمهور البحريني.
علاوة على ذلك، تروّج السفارة لتعليم اللغة الإيطالية، وكذلك التعاون الأكاديمي من خلال برامج التبادل الدراسي والتعاون بين الجامعات. هذا يظهر أن لدى القطاع إمكانات واعدة للغاية، ويسعدني أن أواصل في تعزيز هذا النوع من التعاون في المستقبل.

وكالة التجارة الإيطالية
لقد مر عامان على افتتاح وكالة التجارة الإيطالية في السفارة لدى مملكة البحرين، فما هو الدور الرئيسي لهذه الوكالة؟ وما هي أهم الإنجازات التي تحققت خلال هذه الفترة؟
وكالة التجارة الإيطالية (ITA) هي منظمة حكومية مسؤولة عن الترويج ودعم تدويل الشركات الإيطالية، ومنذ افتتاحها في البحرين حققت الوكالة العديد من الإنجازات المهمة، مثل تعزيز الشراكات التجارية، حيث تعود بالفائدة على الشركات الإيطالية والبحرينية، وتدعم الشركات الإيطالية وتروج للمنتجات الإيطالية. 
وأوفدت الوكالة وفودًا تجارية من البحرين إلى إيطاليا في العامين الماضيين، حيث تمكن أكثر من 50 مشغلًا من مختلف القطاعات في البحرين من المشاركة في المعارض التجارية والمعارض في إيطاليا بفضل دعم مكتب ITA في المنامة، مثل Salone del Mobile، Cibus، VicenzaOro. كما قدمت الوكالة المساعدة إلى الشركات الإيطالية التي تسعى لدخول السوق البحريني، وهذا يشمل أبحاث السوق، التوجيه التنظيمي، وخدمات التوثيق، ومنذ العام 2020، بدأت الشركات الإيطالية عملياتها في البحرين.
علاوة على ذلك، نظّمت ITA العديد من الفعاليات للترويج للمنتجات الإيطالية في البحرين، فعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، شاركت ITA في “أسبوع المطبخ الإيطالي في العالم” الذي تم الاحتفال به في البحرين، بالتعاون مع سفارة إيطاليا حيث عرضت المنتجات الغذائية الإيطالية كما نظمت ورش عمل للطبخ تتناول المطاعم الإيطالية المحلية، وأيضًا فإن قطاع الغذاء هو امتياز إيطالي، إذ إن منتجاتنا الغذائية معترف بها ومقدَّرة لها الجودة والذوق في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك البحرين، حيث يتم تصدير المواد الغذائية الزراعية المدموغة بشعار “صنع في إيطاليا” وقد شهدت المنتجات الإيطالية نموًّا كبيرًا.

زيارة قداسة البابا فرنسيس للبحرين
تعد زيارة قداسة البابا فرنسيس للبحرين علامة فارقة على مستوى دعم البحرين من أجل السلم الأهلي والتعايش وحرية الأديان. كيف تقرأين دعم المملكة للتعايش والسلام في المنطقة؟ وهل شعرتِ بذلك خلال وجودك في البحرين؟ وما هي أبرز انطباعاتكِ عن الناس هنا؟ وماذا قال الإيطاليون عن زيارة البابا للبحرين؟
تبرز البحرين كبلدٍ معزِّز للتسامح الديني والاحترام المتبادل بين البشر، حيث إنها تمتلك الوسائل الأساسية لتحقيق السلام، فالتعايش السلمي والحوار أمران حاسمان للمجتمعات في كفاحهم ضد العنف والتمييز والكراهية.
 وشكلت زيارة البابا فرنسيس للبحرين عام 2022 لحظة محورية في تاريخ الحوار بين الأديان، وحظيت الزيارة بتغطية إعلامية كبيرة في إيطاليا، وكانت فرصة للجمهور الإيطالي للتعرف على دور البحرين النشط في الشأن السلمي التعايشي وحرية الدين والمعتقد. كما أن الجالية الإيطالية هنا في البحرين تأثرت هي أيضًا بشدة بحضور قداسته وكانوا سعداء بحضور زيارته.
تتميز العلاقة بين إيطاليا والبحرين حول حوار الأديان بالفاعلية والجدية على المستوى العالمي، وتستضيف إيطاليا كرسي الملك حمد لحوار الأديان والتعايش السلمي، والذي تم إطلاقه في جامعة سابينزا في عام 2018، وفي عام 2021، البحرين شاركت في منتدى G20 بين الأديان الذي عقد في بولونيا، وفي عام 2022 استضافت البحرين ملتقى “الشرق والغرب من أجل حوار التعايش الإنساني”، الذي شهد مشاركة البابا فرنسيس، وفي يناير أطلق مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي “بيان البحرين” في روما. وفي الآونة الأخيرة، في أبريل 2023، شارك المبعوث الإيطالي الخاص لحرية الدين أو المعتقد، المستشار أندريا بينزو، في حوار الأديان “توسيع الخيمة: حرية الدين والمعتقد”، وكان من تنظيم البحرين بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في المنامة.
إن التزام البحرينيين بالتسامح الديني ملموس أيضًا في الحياة اليومية. وخلال خدمتي في البحرين، في الواقع، كان من دواعي سروري أن أكتشف الناس الطيبين، الذي يتسمون بالانفتاح والاحترام والاهتمام حقيقي بالثقافات والأديان المختلفة. نحن نتطلع بشدة إلى تعزيز المزيد من شراكتنا مع مملكة البحرين للتقريب بين الأديان والثقافات المتنوعة.

المناقشات والاجتماعات
 لقد ساهمت في عقد العديد من اللقاءات والمناقشات بين الشركات الإيطالية من المهتمين بمجال الطاقة البديلة والمتجددة مع المسؤولين في البحرين، ما هي نتيجة هذه المناقشات والاجتماعات؟ وهل هناك أي مساهمات إيطالية بشأن تعزيز مجال الطاقة البديلة في البحرين؟
تلعب الشركات الإيطالية دورًا مهمًّا في قطاع الطاقة البديلة في البحرين، نظرًا لوجود خبرة كبيرة في المجال، ولقد تم أخيرًا توقيع اتفاقيات طاقة متجددة بين شركات إيطالية وبحرينية أكدت ثقة البحرينيين في الشركات الإيطالية وساهمت بتعزيز آفاق التعاون الثنائي بين البلدين.
هيئة الطاقة المستدامة البحرينية (SEA) والشركة الإيطالية “Technip Energies” وقعتا اتفاقية تعاون لدعم تنفيذ سلسلة من المبادرات والمشاريع في مجال الطاقة المتجددة، وذلك من خلال المشاريع التجريبية، والبحوث والدراسات الفنية المتعلقة بقطاع الطاقة في المملكة، كما أن هناك مشاريع مشتركة لمواجهة انبعاثات الكربون، وتحسين كفاءة الطاقة، وتطوير طاقة الرياح الساحلية والبحرية، وزيادة استخدام الهيدروجين الأخضر.
 مثال آخر بابكو إنرجيز وENI Rewind، وهي شركة إيطالية رائدة في مجال البيئة وقعتا اتفاقية تهدف إلى تحديد وتعزيز الفرص في إدارة وإعادة استخدام المياه والأراضي وموارد النفايات في البحرين، للمساهمة في تنفيذ أهداف الأمم المتحدة العالمية 2030 بشأن التنمية المستدامة.
علاوة على ذلك، فلقد وقعت بابكو إنرجيز اتفاقية تمويل بقيمة 300 مليون دولار مع وكالة ائتمان الصادرات الإيطالية (SACE)، وذلك لدعم مشاريع الطاقة الرئيسة في البحرين، على فترة سداد مدتها 10 سنوات.
وتهدف الصفقة التي تعد جزءًا من برنامج التمويل الذي تتبناه “SACE” لزيادة فرص أعمال المصدرين الإيطاليين، وتعزيز مكانة الوكالة ضمن منطقة استراتيجية لزيادة عدد الصادرات الإيطالية. 

الإيطاليون في البحرين
كم عدد الإيطاليين في البحرين؟ وما هي أبرز وظائفهم هنا؟
هناك حوالي 600 إيطالي يعيشون في البحرين، وأبرز القطاعات الرئيسة التي يعملون فيها تتعلق بالبنية التحتية “المهندسين” وهناك رجال أعمال واستشاريون وأكاديميون متخصصون في مختلف القطاعات بما في ذلك الطعام والضيافة.

شارك الخبر على