“بسطة ساحل كرباباد”... “قعدتهم ما تنمل”

١٢ شهر فى البلاد

جلسة مختلفة عن جميع الجلسات، جلسة عنوانها العفوية والبساطة والابتسامة والروح الطيبة المحبة للخير لغيرها قبل نفسها، جالت عدسة “البلاد” في ساحل كرباباد والتقت عددًا من البحارة الذين أخذوا “بسطة البحر” مكانًا لهم وذلك لتعلقهم الكبير بالبحر. وأشار البحارة في حديثهم إلى أنهم تعلّقوا بالبحر منذ نعومة أظفارهم ويوميًّا يحرصون على الجلوس في هذه “البسطة” حيث يقضون وقتًا ممتعًا.

عامل الوراثة 
 وأكد إبراهيم المولاني أن عامل الوراثة لعب دورًا كبيرًا في ارتباطه بالبحر، حيث إن جده وأباه لهما خبرة طويلة في الصيد وفي عالم البحر. 
وقال المولاني “المثل الشعبي يقول القوت ما يموت وأحيانًا ندخل للبحر للصيد، إلا أننا لا نخرج بشيء وبالتالي تكون رحلتنا ترفيهية ونحن سواء ربحنا أم خسرنا سنظل متعلقين بالبحر”.
وحثّ المولاني كل شخص شغوف بالصيد ومحب للبحر وخصوصًا الشباب بعدم الدخول إلى البحر بمفردهم والاستعانة ولو بمرافق واحد؛ وذلك حفاظًا على السلامة وتفاديًا لأي حادث لا قدّر الله، حيث إن وجود المرافق له أهمية كبيرة.
  أما عن سبب تعلقه بـ “بسطة البحر” ذكر أن القعدة مع الإخوة البحارة تشرح النفس وتسر الخاطر، وأنا وإن كنت متعبًا أحرص على الجلوس معهم وبالتالي أشعر بتحسن ولا يوجد ما هو أجمل من أجواء البحر.
وفي ردِّه على سؤال عما إذا واجه موقفًا معينًا في البحر وما زال عالقًا في ذاكرته، قال المولاني “بيت عمي راشد لديهم بانوش وأنا لدي طرّاد صغير، وفي يوم من الأيام كان الجو باردًا، وبالتالي جعلت أحد أبناء عمي يقوم بربط الطراد بالبانوش ومن ثم جلست بداخل البانوش لأشعر بالدفء، وبعد ذلك بدقائق لاحظت أن الطراد تحرّك حول نصف كيلو والبانوش كان “لاحم” أي لا يوجد ماء تحته فمن كرم الله علق الطراد في حضرة من الحضور وتمكنا من الوصول له، فهذا موقف من عدة مواقف عالقة بذاكرتي.

“قعدتهم ما تنمل”
 من جهته، قال محمد صالح إنه ومنذ زمن تعلق بالبحر كهواية وليس مصدر رزق وذلك لشعوره بالراحة والسعادة وخصوصًا عند الجلوس في “بسطة البحر”.
وفيما يتعلق بالصيد، لفت إلى أن في بعض الأحيان يتمكن من صيد كميات كبيرة من الأسماك وأحيانًا أخرى لا يتمكن من ذلك، لافتًا إلى أن وضع الصيد في تغير دائم.
أما عن تعلقه بالقدوم إلى “البسطة”، أشار إلى أنه لا يوجد سر وراء ذلك سوى أنه يشعر بالراحة والسعادة من خلال الحديث مع أصحابه ورؤيتهم، مردفًا أن “قعدتهم ما تنمل” ورؤيتهم تسر الخاطر.
ولفت إلى أنهم منذ الصباح لغاية المغرب تقريبًا يتواجدون في “البسطة” ولا شيء يمنعهم من التجمع وإن ارتفعت درجة حرارة الجو. 

عمر صغير 
وأكد البحار يوسف أحمد أنه ارتبط بالبحر بعمر صغير، حيث كان يقطن في منطقة النعيم والبحر كان قريبًا منهم وبالتالي كان يذهب للبحر بشكل مستمر.
وأشار إلى أن الأجواء البحرية دائمًا مميزة والبحر يعد المتنفس الأكبر لمعظم البحرينيين، وبذلك إقبال الأفراد والشباب والعوائل على السواحل يكثر صيفًا.
 أما عن سر تعلقه بحضور “البسطة”، فأكد أحمد أن السوالف الجميلة ورؤية الأحباب من مختلف المناطق وهي كرباباد والسنابس والنعيم ورأس رمان هي السبب الرئيس إلى جانب حبه للبحر.

حياتي البحر
وذكر البحار حسن الجسر أن ارتباطه بالبحر كان منذ نعومة أظفاره، حيث كان والده يدخل البحر باستمرار وبالتالي عشق الأجواء البحرية، ومازال هذا العشق ساكنًا به.
وأضاف أنه “مثلما يموت السمك في حال أخرج من البحر، فأنا كذلك أعد البحر حياتي”.
أما عن سبب جلوسه في بسطة البحر، فذكر أنه يجلس مع الأصحاب ليغير مزاجه ونفسيته وأنه يسعد بالجلوس معهم يوميًّا حيث الأجواء البحرية الجميلة وأخبارهم التي تشرح الخاطر.
 وعما إذا كان قد حصل له موقف في البحر وما زال عالقًا في ذاكرته، قال “قررنا أن ندخل البحر وأخبرت صاحبي أن الجو كما هو واضح لا يصلح لدخول البحر فأخبرني مازحًا (طالما أن النمل يهاجم في دورة المياه فهذا يعني أن الجو طيب)، وبالتالي دخلنا البحر ودار الهواء ونحن في طراد صغير “14 فوت“ وجاءوا لنا خفر السواحل وحثونا أن نأخذ احتياطنا لأن تيارا هوائيا قويا قادما وفعلًا دار هواء 27 عقدة والحمد لله أن وصلنا سالمين ولما عدنا قلت لصاحبي ساخرًا “خل النمل ينفعك”.
وأكد أهمية الاستناد على إدارة الأرصاد الجوية بوزارة المواصلات والاتصالات قبل دخول البحر وأخذ ولو مرافق واحد عند دخول البحر.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على