الأزمة المالية تضرب وزارة الآثار.. وتأثيرات خطيرة على المتاحف والمشروعات

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

شهدت بعض المشروعات الأثرية التي كانت لها أولوية التنفيذ بوزارة الآثار تعطيلا وتوقفا بفعل الأزمة المالية التي تضرب الوزارة بدءا من عام 2011.

وبعد أن كانت الآثار توفر احتياجاتها بنفسها دون الحصول على تمويل من الدولة، فإن الحال اختلف خلال الستة أعوام الأخيرة، حيث إنها بدأت تقترض من وزارة المالية لدفع رواتب الموظفين، فقد وفرت الدولة لوزارة الآثار 4,5 مليار جنيه منذ أحداث يناير حتى الآن، وذلك بعد أن تراجعت إيرادات الوزارة من 1.273 مليار جنيه عام 2010 إلى 230 مليون جنيه في الوقت الحالي.   

ودفعت الأزمة المالية مسؤولي الوزارة إلى غض البصر عن المشروعات التي كان من المفترض إنجازها وفق برنامج تطوير تم إعداده في عهد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق.

وبحسب اعتراف الدكتور خالد عناني، وزير الآثار، فإن وزارة الآثار كانت تعتمد فى السنوات السابقة بشكل أساسى على إيرادات التذاكر من السائحين، وأنه كان هناك تحد يتمثل في قيام الوزارة قبل عام 2011 فى البدء فى عدد كبير من المشاريع فى نفس الوقت، خاصة المتاحف، وأنه كان هناك مخطط بإنشاء متاحف فى جميع محافظات مصر، وكانت الوزارة لديها فائض فى الميزانية، مما أتاح القدرة على إقامة تلك المشاريع وتمويلها، مشيرًا إلى أن هذه المشروعات أصبحت متوقفة، بالإضافة إلى مشاريع أخرى حالتها تسوء وتحتاج إلى تطوير.

وتتعرض الوزارة إلى مديونيات قطاع الآثار الإسلامية بقيمة 400 مليون جنيه، وقطاع الآثار المصرية بقيمة 160 مليون جنيه، وقطاع المشروعات عليه مديونيات بأكثر من 800 مليون جنيه، فى صورة مشروعات متوقفة، والوزارة بحاجة إلى 3.5 مليار جنيه من أجل استكمال المشروعات المتوقفة.

متاحف مغلقة

يوجد 29 متحفا مغلقا فى مصر ولم يتم الانتهاء منهم، وتركز الوزارة على متاحف المدن الساحلية خاصة الغردقة وشرم الشيخ وبورسعيد، فهي من وجهة نظرها من الممكن استغلالها سياحيا بشكل كبير، كما ستدر دخلا على الوزارة، في الوقت الذي تركز فيه وزارة الآثار على 4 مشروعات كبيرة متمثلة في المتحف الكبير، ومتحف الحضارة، ومشروع تطوير منطقة الأهرامات، ومشروع القاهرة التاريخية.

مشروعات متوقفة

هناك العديد من المشروعات المتوقفة خصوصًا في محافظة الإسكندرية، والتي تحتاج إلى مليارات لترميمها وتطويرها، فهناك 3 متاحف هي اليوناني والروماني، والموزاييك، والمتحف البحرى، بحاجة إلى تكاليف كبيرة من أجل إظهارها بشكل يليق بقيمتها التاريخية.

وتم إغلاق المتحف اليونانى الرومانى منذ عام ٢٠٠٥، ويعانى من التكدس فى قاعات العرض، بالإضافة إلى سوء حالة المخازن، وهو يضم ١٥٠ ألف قطعة عملة، ويعد العدد الأكبر بالنسبة لمتاحف العالم، لكن المعروض منه ١٥ قطعة فقط، وهو أكبر متحف متخصص في عرض آثار العصر البطلمي والعصر اليوناني الروماني، ويعرض تشكيلة واسعة من الآثار التي عثر عليها في الإسكندرية وما حولها، وتحديدا منذ نشأة الإسكندرية من القرن الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد.

موظفون في انتظار رواتبهم

"بنستلف 81 مليون جنيه عشان ندفع رواتب الموظفين" تصريح صادم جاء على لسان وزير الآثار، مؤكدًا أن ما تتحصل عليه الوزارة لا يكفي رواتب العاملين، وهو ما يجعلها تمد يدها إلى وزارة المالية.. وتقول مروة عبد الحفيظ، المتحدث باسم اتحاد العاملين بالآثار -تحت التأسيس- إن المشكلات التي تمر بها الوزارة انعكست علينا، ونحن لا نحصل على علاوات، ويتم معاملتنا بشكل لا يليق بكوننا أثريين.

"عبد الحفيظ" أوضحت لـ"التحرير"، أن هناك معاناة يتعرض لها موظفو الآثار، وأنه لا يتم توفير متطلباتهم الأساسية، على الرغم من المخاطر التي يتعرضون لها، ولا يجدون من يسمعهم من المسؤولين.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على