بايدن يريد أصوات النشطاء البيئيين

١٢ شهر فى الإتحاد

خلال جولة في كاليفورنيا، الأسبوع الماضي، سعى الرئيس جو بايدن إلى الترويج لإنجازاته في مجال البيئة وتقديم تأكيدات بأن مشاريع القوانين التي وقّعها خلال العامين الأولين من رئاسته ستساعد المجتمعات على حماية نفسها من الكوارث الطبيعية لعقود قادمة. قال بايدن خلال زيارته لمركز لوسي إيفانز بايلاندز للمحافظة على الطبيعة: «التأثيرات التي نراها بسبب تغير المناخ ستزداد تواتراً وشراسةً وتكلفة»، ليضيف القول بأن جهودَه لتعزيز القدرة على التكيف من شأنها أن تحول «الخطر إلى فرصة».
وأعلن بايدن عن تخصيص أكثر من 600 مليون دولار لمشاريع التكيف مع المناخ، وذلك خلال زيارته منطقةَ خليج سان فرانسيسكو. خدمت الرحلةُ الرسميةُ غرضاً مزدوجاً يتمثل في السماح لبايدن بعرض سجله التشريعي حول البيئة مع تعزيز موقعه السياسي مع دائرة انتخابية رئيسية قبل محاولة إعادة انتخابه. في الأسابيع الأخيرة، اتخذ بايدن خطوات مماثلة لتسليط الضوء على سجله في مجموعة من القضايا، بما في ذلك السيطرة على الأسلحة والمساواة العرقية.
وبينما لم يذكر بايدن أياً من منافسيه «الجمهوريين» بالاسم، اتهم الجمهوريين المؤيدين لشعار «اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى» (ماجا) بمحاولة تقويض التقدم الذي أحرزه «الديمقراطيون» في مجال البيئة. وتباهى الرئيس بأنه بينما سعى الجمهوريون إلى عكس العديد من سياساته المناخية خلال المفاوضات حول سقف الديون، فإنه قاوم جهودهم. كما التقى بايدن مع حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم (ديمقراطي)، الذي انتقد القادة الجمهوريين في الأسابيع الأخيرة ووضع نفسَه كصوت ديمقراطي رائد في القضايا الوطنية.
ومن ناحيتهم، انتقد الجمهوريون ولاية كاليفورنيا لتبنيها العديد من السياسات الليبرالية التي يدعمها بايدن، قائلين إن السكان يفرون من الولاية. وقال نيوسوم بعد اجتماعه مع بايدن: «ببساطة لا يوجد رئيس في التاريخ الأميركي الحديث فعل أكثر من هذا للوفاء بوعده بمعالجة قضية تغير المناخ بشكل مباشر».
وعلى الجانب الآخر، أعلن البيت الأبيض أنه في إطار زيارة بايدن، من المقرر أن تتلقى كاليفورنيا أكثر من 67.4 مليون دولار بموجب قانون البنية التحتية، لتعزيز شبكة الكهرباء في الأيام المقبلة. كما خططت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي لإطلاق التحدي الإقليمي لمرونة المناخ، والذي تبلغ تكلفته 575 مليون دولار هذا الأسبوع لمساعدة المجتمعات الساحلية على بناء قدرتها على التكيف مع الطقس القاسي.
ويتم إطلاق البرنامج، الممول بموجب قانون الحد من التضخم الذي صدر العام الماضي، في وقت مناسب بشكل خاص، حيث تعرض أكثر من 50 مليون أميركي لتهديد شديد بالعواصف الأسبوع الماضي في معظم الجنوب الشرقي الذي شهد بالفعل أعاصير قاتلة وهبوب رياح وأمطاراً غزيرة.
ورغم أن بايدن جعل من إبطاء تغير المناخ وتقليل الانبعاثات أحد دعائم رئاسته، فقد خصصت الإدارة أيضاً تمويلاً كبيراً لجعل المجتمعات مجهزة بشكل أفضل للتعامل مع ارتفاع منسوب البحار والعواصف الشديدة وحرائق الغابات المتفاقمة والعواقب الأخرى لارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية.
وخصص قانون البنية التحتية للحزبين لعام 2021 ما يقرب من 7 مليارات دولار لدعم برامج القدرة على التكيف والتخفيف الخاصة بإدارة الطوارئ الفيدرالية. «من الأعاصير في الشرق، إلى حرائق الغابات في الغرب، إلى الأعاصير التي تمزق قلب أميركا، يواجه كل مجتمع مستوى معيناً من مخاطر الكوارث. وتثبت هذه الأحداث المتكررة والمكثفة التي يغذيها تغير المناخ أن تمويل إجراءات التخفيف لا يزال يخدم كأحد أكثر الأدوات قوةً للحد من التأثيرات التي نراها»، كما قالت ديان كريسويل، مديرة الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ.
ويقول العلماء إن مثل هذه التأثيرات ستزداد مع ارتفاع درجة حرارة الكوكب. وتشير مجموعة قوية ومتنامية من الأبحاث إلى حقيقة مقلقة، وهي أن بصمة تغير المناخ واضحة في العدد المتزايد لكوارث الطقس المتطرفة في جميع أنحاء العالم، والتي تحصد الأرواح كل عام وتقلب سبل العيش في جميع أنحاء العالم. ووجد تقرير فيدرالي صدر أواخر العام الماضي أن تغير المناخ يطلق العنان لكوارث «متفاقمة وبعيدة المدى» في كل منطقة من مناطق البلاد، وأن الخسائر الاقتصادية والبشرية ستزداد ما لم يتحرك البشر بشكل أسرع لإبطاء ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.
وقال البيت الأبيض إن توقيت زيارة الرئيس يسلط الضوء على المخاطر المتزايدة. ويركز بايدن على سجله البيئي في الوقت الذي يستعد فيه لمحاولة إعادة انتخابه، حيث يصبو للحصول على دعم التحالف الواسع الذي حمله إلى الفوز في عام 2020، والذي يضم الناخبين الشباب والديمقراطيين الذين يمثل تغير المناخ مصدر قلق كبير لهم.
وفي الأسبوع الماضي، تلقى بايدن دعماً مشتركاً غير مسبوق من أربع مجموعات بيئية رائدة في البلاد، والتي أشارت إلى أنه من خلال تشريعات، مثل قانون البنية التحتية للحزبين وقانون خفض التضخم، قدم بايدن وعوداً كبيرة لمكافحة تغير المناخ وتراجع عن بعض الإجراءات التي اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب. ومع ذلك، فقد حجب بعض النشطاء البيئيين دعمهم، مستشهدين بموافقات الإدارة الأخيرة على البنية التحتية للوقود الأحفوري مثل خط أنابيب ماونتن فالي ومشروع ويلو للحفر. وتتزامن زيارة بايدن إلى كاليفورنيا مع العديد من حملات جمع التبرعات التي خطط لها الرئيس في منطقة خليج سان فرانسيسكو، والتي استضافها أصحاب المشاريع الخاصة الأثرياء والمستثمرون في مجالات التكنولوجيا والمناخ.
 
تولوز أولورونيبا*
*مدير مكتب «واشنطن بوست» في البيت الأبيض
برادي دينيس**
**مراسل الشؤون المحلية في«واشنطن بوست»
ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسينج آند سينديكيشن»

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على