في البرازيل لاعبون دون مدربين
حوالي سنتان فى الإتحاد
عندما كان منتخب «السامبا» مسيطراً على مقادير كرة القدم العالمية، وفاز بكأس العالم خمس مرات، كان الفريق يملك مهارات فردية مذهلة، من بيليه وجارينشا وديدي وفافا وسقراط وزيكو ورونالدينيو ورونالدو، وكان المنتخب يعتمد على المهارة الفردية أولاً، فأين دور المدرب البرازيلي مع هؤلاء النجوم؟ وأين المدرب البرازيلي الآن؟يفتح هذا الملف موضوع كارلو أنشيلوتي، فمنذ فترة هناك مطالبات وتقارير في الصحف البرازيلية عن الاستعانة بالمدرب الإيطالي الشهير الذي يقود ريال مدريد لقيادة منتخب السامبا، وكان نيمار صرح قبل أيام لصحيفة «جلوبو» البرازيلية، بأن أنشيلوتي مدرب فائز بكل شيء، وأنه سيكون قادراً على تعليم المنتخب البرازيلي الكثير من الأشياء.وتفيد تقارير صحفية أن الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ينتظر قرار أنشيلوتي، الذي ينتهي تعاقده مع ريال مدريد العام المقبل. ويذكر أن الاتحاد البرازيلي قرر إقالة، تيتي، بعد الخروج غير المتوقع من كأس العالم 2022 أمام المنتخب الكرواتي.مواهب الكرة البرازيلية من اللاعبين في كل ملعب بالكوكب.. لكن أين المدرب البرازيلي؟على صعيد قارة أميركا الجنوبية، ينتشر عدد كبير من المدربين الأرجنتينيين، مثل بيلسا مع أوروجواي وسيميوني في أتلتيكو، وليونيل سكالوني الذي قاد الأرجنتين إلى المجد في كأس العالم، ومنتخب تشيلي يقوده إدواردو بيريزو، ونيستور لورنزو مع كولومبيا، وفنزويلا يقودها فرناندو باتيستا، والحصيلة أن سبعة منتخبات لاتينية يقودها أبناء المدرسة الأرجنتينية في التدريب.لا يقتصر الأمر على أميركا الجنوبية فقط، المدربون الأرجنتينيون موجودون في الدوريات الأوروبية الكبرى، دييجو سيميوني، ماوريسيو بوكيتينو، خورخي سامباولي، تاتا مارتينو، بيلسا، ويقال في تفسير هذا الانتشار، إن الكرة الأرجنتينية صعبة ومعقدة، وشديدة التنظيم تكتيكياً ومسلحة في الوقت نفسه بالمهارات، واللاعب الأرجنتيني يساعد مدربه لأنه يتغلب على كل المحن والأزمات، إذ يلعب في الثلج، ويلعب في الجبال، في المرتفعات، ويلعب في درجات الحرارة العالية، بينما تفتقد الكرة البرازيلية الآن هذا التنظيم وتفتقد سيطرة المدرب على فريقه من خارج الخطوط، خاصة أن اللاعب البرازيلي مدلل نسبياً، وورث فكرة التعبير عن نفسه مهما كان الأمر أو الظرف أو مهما كانت أهمية المباراة.كرة القدم ليست بهذه البساطة في الطرح أو في التفكير، ومنذ حقبة الستينيات كان السؤال هو: هل كرة القدم مسألة أسلوب وموهبة فردية أم أنها تتعلق بالتنظيم والانضباط؟ ثم مع تطور اللعبة أصبح الأمر يتعلق بالسرعات والضغط والبراعة والإبداع والتكتيك، والدفاع بوساطة الفريق كله والهجوم بوساطة الفريق كله.في تاريخ البرازيل العديد من المدربين الذين نجحوا وانتشروا في ملاعب العالم، مثل زاجالو وكارلوس ألبرتو بيريرا، وتيلي سانتانا، إيمرسون لياو، وسيباستياو لازاروني وفاندرلي لوكسمبورجو وباولو أوتوري وتيتي ولويس ألونسو بيريز ولويز فيليبي سكولاري.** لاحظ ما يلي.. نجاحات هؤلاء ارتبطت بالنتائج في معظم الأوقات، والتي تحققت بمزيج من مهارات فذة، وفي زمن كانت المهارة الفائقة تحكم كرة القدم.