الهند وأميركا.. مصالح مشتركة
حوالي سنتان فى الإتحاد
يذهب رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي إلى الولايات المتحدة في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من الرئيس جو بايدن. والزيارة مهمة في توقيتها ومحتواها لأسباب عدة.
ومن المتوقع خلال هذه الزيارة الإفصاح عن بعض الإعلانات الكبيرة حول الصفقات الدفاعية والتجارية مما قد يشير إلى حقبة جديدة في العلاقات التكنولوجية بين البلدين. وصرح وزير دفاع الولايات المتحدة لويد أوستن بأنها لحظة تحول في العلاقات بين البلدين.
ومع وجود أكثر من 40 ألف مهندس هندي توظفهم الشركات والمؤسسات الأميركية داخل الهند في تصميم الرقائق، برزت الهند اليوم شريكاً محل ثقة في التنمية. وقال سوبرامانيام جايشانكار، وزير الشؤون الخارجية الهندي، «قريباً، سيظهر التأثير الاقتصادي الأكبر للقوى الاقتصادية المشتركة لكل من الهند والولايات المتحدة عالمياً مع تقارب البلدين».
وأحد المؤشرات الرئيسية لزيادة التعاون بين البلدين هو التكنولوجيا الحيوية والناشئة. والأسبوع الماضي، زار مستشار الأمن القومي الأميركي «جيك سوليفان» نيودلهي لإجراء مناقشات حول هذا الموضوع مع نظيره الهندي، «أجيت دوفال».
وأثناء حديثه في الاجتماع الذي نظمه اتحاد الصناعة الهندي الأسبوع الماضي، قال «دوفال» إن «مبادرة التقنيات الحيوية والناشئة، ليست ترتيباً بين الحكومات وحدها، لكنها مبادرة تعاونية للصناعة والأوساط الأكاديمية والهيئات البحثية ومراكز الأبحاث، كلها تبذل جهداً مشتركاً للتطلع إلى بلوغ الهند والولايات المتحدة مداراً أعلى، وقفزة لمدار أعلى من علاقاتنا الاستراتيجية، حيث يمكننا بناء القدرات التكنولوجية واستغلال الفرص». كما توقعت وكالة الأمن القومي الهندية قفزة مدارية أعلى في العلاقات، ما يشير إلى أن كلا الحكومتين كانت تتطلع إلى تعزيز الروابط بين الشعوب، وهي نقطة جاء بها أيضاً جيك سوليفان إلى البلاد. ورأى سوليفان، أن «مبادرة التقنيات الحيوية والناشئة» هي أكثر من مجرد تقنية، مؤكداً أنها تتعلق بالعلاقات بين الناس، وبناء مهارات شعوبنا، وبناء الثقة بين المجتمعات والحكومات، وتعميق التعاون الدفاعي، بطرق ستساعد كلا البلدين استراتيجياً واقتصادياً. وخلال زيارة مودي، من المتوقع الإعلان عن التصنيع المحلي لمحركات الطائرات الأميركية لاستخدامها في الطائرات المقاتلة الهندية.
وقد يتم توقيع الصفقة بين جنرال إلكتريك وشركة هندوستان للملاحة الجوية. وإذا حدث ذلك، فسيكون ذلك بمثابة دفعة كبيرة لبرنامج الحكومات الذي يحمل شعار «صنع في الهند».
على الرغم من أن التقارير تشير إلى أنه كان هناك بعض التردد داخل دوائر صناعة الدفاع الأميركية بشأن هذه الصفقة، فإن الحركة الإيجابية في هذا الشأن ستظهر بلا شك الجدية الأميركية في النظر إلى الهند كشريك دفاعي مهم. وأيضاً، هناك ترقب لصفقة شراء 30 طائرة مسيِّرة مسلحة من طراز (إم.كيو-9بي). وتشير تقارير إلى أن هذه الصفقة تبلغ قيمتها 220 مليار روبية.
وبالنسبة للولايات المتحدة، فإن صفقة طائرات «ريبر» المسيَّرة المسلحة، إذا تم إبرامها، ستكون بمثابة دفعة كبيرة لصناعة الدفاع. ويبلغ حجم التجارة السنوية بين الهند والولايات المتحدة حالياً 190 مليار دولار، ويستهدف البلدان رفع قيمتها إلى 500 مليار دولار سنوياً لتشمل الاقتصاد الرقمي والتكنولوجيا المالية والطاقة والمجالات الفضائية وغيرها.
د. ذِكْرُ الرحمن**رئيس مركز الدراسات الإسلامية في نيو دلهي