الشيخة فاطمة الإمارات أبهرت العالم في بناء الإنسان

حوالي سنتان فى الإتحاد

أبوظبي (وام)
  برعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، «أم الإمارات»، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، نظم الاتحاد النسائي العام، بالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة في مديرية مكافحة المخدرات، ملتقى تحت شعار «شاركنا لنمنعها» بمناسبة «اليوم الدولي لمكافحة إساءة استعمال المخدرات والاتجار غير المشروع بها»، وذلك بمقر الاتحاد النسائي العام في أبوظبي، بمشاركة نخبة من القيادات الأمنية والشرطية والمجتمعية.وقالت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات» بهذه المناسبة: «يطيب لي أن أقدم كل الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، وإخوانهم أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات، للنهج السليم لدولة الإمارات العربية المتحدة في توظيف وتسخير جهود الدولة، بجميع مؤسساتها الاتحادية والمحلية والأهلية والخاصة من أجل أنبل وأعظم هدف ألا وهو بناء الإنسان، فهو ثروة الوطن الحقيقية الذي به تؤسس الحضارات العريقة، وتخلد سير الأمم، وهذا ما أبهرت فيه الإمارات العالم، بعدما قدمت الغالي والنفيس لتهيئة أفضل بيئة داعمة محبة مراعية مطمئنة ومطورة لأبنائها وبناتها، وجعلهم من أسعد شعوب العالم».وأضافت سموها: «من هنا يأتي حرص الدولة البالغ على حماية سلامة ومكتسبات ومستقبل الوطن من وباء المخدرات المدمر الذي يعد واحداً من أبرز التحديات الاجتماعية والصحية والأمنية والاقتصادية التي تواجه شعوب العالم كافة، والذي يستهدف في المقام الأول شبابنا ذكوراً وإناثاً فلذات أكبادنا، ويسعى لتفكيك النسيج الاجتماعي للأسر، ومن منطلق المسؤولية المجتمعية، وجب تكاتف وتضافر جهود قطاعات ومؤسسات الدولة، سواء الحكومية والاتحادية والمحلية أو الأهلية والخاصة لدعم جهود الدولة والمساهمة في الحد من الأضرار والآثار السلبية للمخدرات، من خلال العمل على محور التوعية والتثقيف بين أفراد المجتمع كافة وقطاعاته لنشر خطورة هذه المشكلة الدخيلة على مجتمعنا، إذ يمثل هذا المحور الأساس في عملية الوقاية».

وتابعت سموها: «نسعى من خلال ملتقى (شاركنا لنمنعها) الذي يأتي بتنظيم الاتحاد النسائي العام، وبالتعاون مع القيادة العامة لشرطة أبوظبي ممثلة في مديرية مكافحة المخدرات، على العمل التكاملي بمحاذاة القطاع الأمني، ودعم جهوده الوطنية المخلصة لتحقيق أهدافنا في التصدي لهذه الآفة، من خلال استعراض وشرح مشكلات تعاطي المخدرات، والتعريف بأسبابها، وتبيان خطورتها، وانعكاساتها السلبية على الفرد والمجتمع، والاضطرابات الصحية والمشكلات الاجتماعية المترتبة على التعاطي، إلى جانب توعية المجتمع بمخاطر إساءة استخدام العقاقير المخدرة والإدمان، وكذلك بيان الخطوات التي يبدأ بها المدمنون طريقهم نحو الإدمان، وذلك لتعزيز قدرة المجتمع على التصدي لهذه الظاهرة ومقاومة الضغوط والمغريات التي تؤدي للإدمان، والابتعاد عن السلوكيات الخطرة». وحرصت سموها على توجيه رسالة للآباء والأمهات، وقالت: «في هذا اليوم أود أن أوجه رسالة خاصة للآباء والأمهات وأقول لهم بقلب الأم الحاني والمحب الحريص على سلامة أبنائها، اعلموا جيداً أن الأسرة هي الدرع الواقية والحصانة الوجدانية والمعرفية والنفسية والاجتماعية لأبنائها. أنتم من يضع اللبنة الأولى لبناء شخصية الأبناء، بحرصكم وتفانيكم في تربيتهم ترسمون طريق الصواب والصلاح لزهور الوطن اليانعة على مدار مراحل نموهم إلى أن تهدوا الوطن قادة المستقبل وعماد تقدمه وتطوره، فاحرصوا في تربية أبنائكم على التمسك بقيم ومبادئ الإسلام والمضي على نهج وخطى الأجداد. أثق بكم وأقدر تفانيكم واخلاصكم».واختتمت سموها: «كل التحية لوزارة الداخلية والمؤسسات الشرطية والأمنية في الدولة، وكل التقدير للمخلصين والمخلصات أبناء وبنات الوطن المتفانين في أداء الواجب، في سبيل ترسيخ حالة الأمن والاستقرار في الدولة، ومواصلة ما حققته وتحققه الدولة من إنجازات كبيرة في مكافحة هذه الظاهرة، والتي كانت موضع إشادة وتقدير من الدول كافة والمنظمات الدولية التي تتعاون وتنسق جهودها مع القطاع الأمني في الدولة، الساهرين على أمن الوطن، والذين يبذلون جهوداً كبيرة لاقتلاع هذه المشكلة من جذور المجتمع وفق أحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا والإمكانات. فخورة بعطائكم وحرصكم المتفاني في الحفاظ على وطننا الغالي وتعزيز مكانته وسمعته الطيبة».

وتضمن الملتقى الذي أدارته كبير المساعدين عائشة البدواوي من شرطة أبوظبي، أربع جلسات ناقشت خلالها أربعة محاور رئيسية، إذ قدم المحور الأول العقيد محمد المنصوري، مدير إدارة التوعية والمتابعة - القيادة العامة لشرطة أبوظبي، والذي تحدث عن «جهود القيادة العامة لشرطة أبوظبي لمكافحة المخدرات»، فيما استعرضت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع التنمية المجتمعية - دائرة تنمية المجتمع، محور «الاستراتيجية المتكاملة لمكافحة الإدمان في إمارة أبوظبي»، وناقشت عليا الكعبي، رئيس نيابة الأسرة والطفل - دائرة القضاء، محور «دور القضاء في قضايا المخدرات»، وكان الختام مع مريم علي الراشدي، مساعد أخصائي نفسي - مركز أبوظبي للإيواء والرعاية الإنسانية التي تحدثت عن محور «دور مركز إيواء في احتواء الأسر المعنفة من قبل متعاطي المخدرات».استراتيجية متكاملةقالت الدكتورة ليلى الهياس، المدير التنفيذي لقطاع الرصد والابتكار الاجتماعي في دائرة تنمية المتجمع: «تسعى دائرة تنمية المجتمع باستمرار بالتعاون مع الشركاء كافة في مختلف القطاعات على تصميم استراتيجية متكاملة لمكافحة الإدمان على المخدرات وضمان تنفيذها وترجمتها على أرض الواقع، وذلك تأكيداً على وقاية أفراد المجتمع من خطر الشروع في تعاطي المخدرات عبر البرامج المختلفة المبتكرة التي تستهدف المراهقين والأسر، بالإضافة إلى الأسرالمهددة بالخطر».وأضافت الهياس: «تعمل دائرة تنمية المجتمع مع الشركاء كافة، بتزويدهم بالأدوات التي تدعم الكشف المبكر لنتمكن من دعم أبنائنا الذين يشعرون بالتعاطي في المراحل المبكرة، ودعمهم من خلال القنوات العلاجية المختلفة من خلال تفعيل منظومة متكاملة تبدأ بالوقاية والكشف المبكر، ومن ثم العلاج وإعادة الدمج الأسري والمجتمعي، كما تهدف الدائرة إلى تمكين الأسر من المهارات الأبوية التي تعتبر عاملاً للحماية من خطر التعاطي، ومساهماً في صقل شخصية الأبناء ليكونوا أفراداً مسؤولين في المجتمع، وقادرين على مواجهة مختلف الضغوط».وأشارت الدكتورة ليلى الهياس إلى أن الاستراتيجية تركز على خمسة محاور رئيسية: محور خفض العرض من خلال الحد من فرص عرض المخدرات وضبط المروجين من أجل تقليل إمكانية الوصول إلى المواد المخدرة.

مشاركة  أكد العقيد محمد المنصوري، مدير إدارة التوعية والمتابعة في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، حرص القيادة العامة لشرطة أبوظبي على المشاركة في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات الذي يصادف يوم 26 من شهر يونيو من كل عام لإبراز الجهود التي تبذلها الجهات المعنية كافة للحد من وجود آفة المخدرات إدراكاً لأهميته في الحفاظ على استدامة الأمن والاستقرار المجتمعي، وإيماناً منها بضرورة تكاتف الجهود في الإسهام بمكافحة واحدة من أخطر الآفات المدمرة للمجتمعات البشرية وأجيالها الشابة. ولفت إلى أن القيادة العامة لشرطة أبوظبي، ممثلة في مديرية ادراة مكافحة المخدرات، أقامت حزمة من المبادرات والفعاليات التوعوية المجتمعية، منها مبادرة فرصة أمل والتي تتيح لمرضى الإدمان والتعاطي التقدم للعلاج من خلال الخدمة الالكترونية، وذلك بسرية تامة دون تدخل أطراف أخرى، بالإضافة إلى مبادرة حافلة «بادر» المتنقلة، وهي إحدى مبادرات التوعية، إلى جانب بعض المبادرات المتمثلة في تحويل الكتيبات إلى لغة أبريل لإيصالها إلى المكفوفيين حتى يستطيعون معرفة الأمور المتعلقة بتوعية المخدرات والتصدي لها. وقال: «إن شرطة أبوظبي تعمل على مواكبة المستجدات وتحقيق أهداف المنظومة الشرطية وارتقائها وفق نهج حضاري يكرس السعي للمحافظة على الشباب درع الوطن وحصنه المنيع» .

شارك الخبر على