موسيماني.. لماذا؟

١٢ شهر فى الإتحاد

لماذا تعاقد الوحدة مع بيتسو موسيماني؟ هل لخبراته الإقليمية بتدريب الأهلي المصري ثم الأهلي السعودي، بجانب اللعب سابقاً في السد القطري؟ هل نجاحه في قيادة الأهلي المصري والفوز بخمس بطولات؟ هل السبب أنه أعاد أهلي جدة إلى الاضواء؟ اختصاراً التعاقد مدفوع بشهادة خبرة كبيرة، وأرجو أن يكون سبب التعاقد المباشر أن هذا المدرب صاحب مشروع مع فريق صن داونز في جنوب أفريقيا وصنع جيلاً مميزاً من اللاعبين على المستويين المحلي والقاري، منذ أن تولى تدريبه في عام 2012 وحتى رحيله عنه عام 2020. ومن واقع تجربته مع صن داونز ثم الأهلي المصري، جمع موسيماني بين الكرة الحرة والجميلة وبين التكتيك، فلم تكن كرته الجميلة مع صن داونز كافية لتحقيق بطولة أفريقيا عدة مرات، وإنما حصل عليها مرة واحدة عام 2016. عندما أعلن محمود الخطيب رئيس النادي الأهلي عن التعاقد مع بيتسو موسيماني لقيادة فريق الكرة الأول، كان هذا الإعلان مفاجأة، وفي الوقت نفسه كان شجاعة فنية، إذا جاز التعبير، وجاء التعاقد بعد رحيل السويسري فايلر الذي حقق نجاحاً لابأس به، وكان سبب هذا التعاقد هو مشروع موسيماني مع فريق صن داونز، الذي قدم الأداء الممتع على مستوى القارة، واقتحم موسيماني قلوب أنصار الأهلي بالفوز على الوداد المغربي ثم على الزمالك في بطولة دوري أبطال أفريقيا وإحراز اللقب التاسع. موسيماني هو المدرب الرابع عشر للوحدة في 6 مواسم، وهو أيضاً ضمن 10 عمليات تجديد للمدربين باستثناء أربعة فرق، ولاشك أن ظاهرة تغيير المدربين غزت العالم كله وليس منطقة الكرة العربية، ففي «البريميرليج» أقال 13 فريقاً المدربين، وهو ما يعد من الظواهر الجديدة على الكرة الإنجليزية، بينما مارست الأندية المصرية لعبة الكراسي الموسيقية ومازال في الموسم بقية، حيث شهدت حركة المدربين إقالة وانتقال وإعادة التعاقد مع 48 مدرباً!ظاهرة تغيير المدربين في السنوات الأخيرة، لها عدة أسباب، وأولها أن اللعبة أصبحت صناعة تنفق فيها أموالاً كبيرة، ويفترض استرداد هذا الإنفاق، وثانيها أنه يحدث أحياناً تقييم للمدربين وفقاً لشهادات الخبرة وحدها. وهى لا تكفي لأن نجاح مدرب مع فريق قد لا يصادفه نفس النجاح مع فريق آخر، ولذلك من الأفضل الاختيار على أساس ما يمكن أن يقدمه المدرب الجديد للفريق من أساليب وتطوير فني، والنموذج العالمي لذك هو تعاقد مانشستر سيتي مع بيب جوارديولا، فقد كان ذلك في إطار مشروع كبير وعميق يتعدى حدود الجزيرة البريطانية، وأضيف هنا شخصية المدرب وقوتها وعلاقته بلاعبيه، وكيف يصدر إليهم أن ما في رأسه من كرة القدم أكثر مما في رؤوسهم جميعاً!كذلك من أسباب تلك الظاهرة، تأثير صوت الجمهور الذي بات واضحاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ضاغطاً ومبدياً رأيه في الأمور الفنية.صحيح أن إدارات الأندية يمكنها تغيير المدربين بحثاً عن نتائج أفضل، لأنها الوسيلة المباشرة والأسرع والممكنة للتغيير، فلا يمكن تغيير فريق ولا يمكن الاستغناء عن إدارة.

شارك الخبر على