مانشستر سيتي.. وتجربة أبوظبي الناجحة

about 2 years in الإتحاد

تربع مانشستر سيتي على عرش الكرة الأوروبية والعالمية بعد أن حقق الثلاثية التاريخية بفوزه بكل من الدوري الإنجليزي وكأس إنجلترا، ثم حصل على لقب دوري أبطال أوروبا، وهو اللقب الذي ظل عصياً على الفريق ومدربه بيب جوارديولا عدة سنين، لكنه نجح أخيراً في الاستحواذ عليه بجدارة على ملعب أتاتورك في إسطنبول، بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله. أصداء هذا الإنجاز الرياضي الأوروبي نقلتها وسائل الإعلام، واهتمت بها الصحافة البريطانية على وجه الخصوص، بحضور مالك النادي سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة. فصحيفة «صن» البريطانية وصفت لاعبي الفريق بـ(صناع التاريخ)، وصحيفة «الميرور» كتبت أنهم (صناع الثلاثية)، فيما كتبت صحيفة «الموندو» الكتالونية (مانشستر سيتي يحقق حلمه).بلوغ «مانشستر سيتي» القمة أمر يستحق أن نتوقف عنده، لأن فيه الكثير من المعاني. فهذا الفريق الذي تأسس في القرن التاسع عشر كُتب له ميلاد جديد عام 2008 عندما تحولت ملكيته لسمو الشيخ منصور بن زايد، وبفضل الرؤية التي سار عليها النادي، منذ ذلك العام، أصبح لاحقاً أحد عمالقة كرة القدم في أوروبا والعالم، وبات رقماً صعباً في الكرة الأوروبية، ونداً قوياً لبقية الأندية المتميزة، وخصوصاً ريال مدريد وبرشلونة وبايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد وتشيلسي وأرسنال.إنجازات النادي بالنكهة الإماراتية استمرت ليتصدّر اسمه النسخة الجديدة (2023) من التقرير السنوي لأفضل 50 علامة تجارية لأندية كرة القدم في العالم، وهو ما يعكس قصة النجاح والتطور التي شهدها النادي في السنوات الأخيرة، حيث أشار التقرير إلى نمو قيمة علامته التجارية بنسبة 34% منذ جائحة كوفيد-19). ووفق موقع براند فاينانس، فقد قدّرت قيمة علامة النادي بنحو 1.56 مليار يورو، أي ما يزيد على 50 مليون يورو عن قيمة العلامة التجارية لنادي ريال مدريد الذي حلّ وصيفاً. صحيفة تليغراف البريطانية ذكرت أن مكاسب النادي بعد انتصاره على إنتر ميلان بلغت 300 مليون جنيه إسترليني، وهذه العائدات تمثل أكثر من 51% من إجمالي إيراداته.لا شك أن الفضل في تصدّر نادي مانشستر سيتي يعود إلى الاستثمار الذكي لمجموعة (أبوظبي للاستثمار) فيه، حيث تم اختيار المدربين واللاعبين بعناية، ووُفرت لهم الإمكانات اللازمة، إلى جانب تعيين إدارة خبيرة في المجال، وأثبتت تجربة أبوظبي من خلال ذلك أن الاستثمار المنهجي المدروس في الرياضة يمكّنه من تحويل الأندية الصغيرة إلى أندية كبيرة ولديها قدرة عالية على المنافسة على المستوى الدولي.لم تعد كرة القدم لعبة الجماهير الأولى، بل أصبحت صناعة لها أصولها وقواعدها، واستُثمرت كأحد أهم عناصر القوة الناعمة، لتكون ميداناً مفتوحاً ومجالاً خصباً لتحسين وتطوير العلاقات بين الدول، وفرصة لتعزيز الروابط بين الشعوب.ما قام به الشيخ منصور قبل نحو 15 عاماً فتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات الخليجية في ملاعب الكرة الأوروبية. وما تحققه الأندية اليوم من نتائج إيجابية تكرس عدة نقاط، على رأسها طريقة الاستثمار، والبراعة في الإدارة، وهو ما يحدث مع مانشستر سيتي. والعبرة لا تكون دائماً بحضور نجوم لامعين، إنما بالتنظيم الجيد والتخطيط السليم والاهتمام بكافة التفاصيل داخل المنظومة كلها. ومن المهم أيضاً أن تكون للمستثمر رؤية بعيدة المدى على صعيد الاستعداد للاستثمار لفترة طويلة قبل تحقيق العوائد المالية المرجوة.
 

Share it on