وزير الخارجية ونائب الرئيس الروسي يرأسان الاجتماع التمهيدي للجنة العراقية الروسية المشتركة

أكثر من ٦ سنوات فى ونا

الوطنية العراقية - ونا /السبت 28 تشرين الاول 2017 / بغداد / القى وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري محاضرة في معهد موسكو للعلاقات الدولية، استعرض فيها السياسة الخارجية العراقية والإنجازات التي حققتها بعد عام 2003، سيما تحسين العلاقات مع دول الجوار وحشد الدعم الدولي في الحرب على الإرهاب.وقال: استطاع العراق أن يتسع بعلاقاته مع دول المنطقة، والعالم، وبدأ يُواجه موجة جديدة من الإرهاب، ومُحاوَلة إيقاف العمليَّة الديمقراطيَّة، مع ذلك العراق مُصِرٌّ على أن يمضي بهذا الطريق، والحمد لله حقق نتائج مُمتازة، واستطاع أن يُحقق نتائج حُرِّيَّة التعدُّديَّة الدينيَّة، والتعدُّديَّة المذهبيَّة، والتعدُّديَّة القوميَّة، كلهم ساهموا في عمليَّة الانتخابات، مضيفا : ان السياسة الخارجيَّة للحكومة العراقـيَّة تقوم على أساس الاستقلال الكامل، والابتعاد عن المحاور، وإقامة العلاقة بين العراق وبين هذه الدول على أساس القطبيَّة الثنائيَّة.. العراق والدول المجاورة، العراق ودول العالم الأخرى.وتابع: كلُّ أبناء الشعب العراقيِّ ساهموا في بناء الصرح الديمقراطيِّ: العرب، والأكراد، التركمان، وسبق أن تضرَّر هؤلاء، وضحَّوا في زمن الدكتاتوريَّة، ويُحِسُّون بقيمة الديمقراطيَّة، والتمسُّك بها، مؤكد انه "لا تـُوجَد تفرقة بين المُواطِنين العراقـيِّين، تأتي موجات من الأجانب من الخارج إلى العراق، ويُمارسون عمليَّات التفجير، ولم يكن أمام العراق إلا المُضِيُّ بهذا الاتجاه، وظلَّ مُتمسِّكاً بعلاقته مع دول العالم، وهو يعلم أنَّ هؤلاء الإرهابيِّين يأتون من دول عددها أكثر من 120 دولة، ويُفجِّرون أنفسهم، ويقتلون أكبر عدد مُمكِن، لكن العراق بقي مُحافِظاً على علاقته مع هذه الدول".وأشار معاليه الى ان وزارة الخارجية " نشطت في عقد العلاقات القويَّة، والجيِّدة مع هذه الدول، وابتعد عن سياسة المحاور، والتقاطعات مع هذه الدول، وأصرَّ على أن تكون هذه العلاقات علاقات مصالح بيننا وبين هذه الدول، وأصرَّ أن تكون هذه العلاقة علاقة دفع المخاطر، وما يجمعنا الآن مع دول العالم هو المخاطر المُشترَكة كالإرهاب، أو المصالح المُشترَكة وهي كثيرة".وشدد الدكتور الجعفري على ان العراق يحظى باحترام العالم، واستطاع أن يصل إلى عضويَّة 16 منظمة أمميَّة في الأمم المتحدة، واحتلَّ موقعاً مُتقدّماً فيها؛ وهذه ما كانت موجودة سابقاً، وان دول العالم كلـُّها انفتحت على العراق، وتـُعلِن استعدادها للتعاون، ونحن كذلك أقمنا علاقات طيِّبة، وجيِّدة مع أصدقائنا من الدول المُختلِفة بما فيها روسيا الاتحاديَّة.واوضح الجعفري بالقول: اضطرت الحكومة أن ترسل القوات المسلحة، وتدخل إلى كركوك بعد اجراء الاستفتاء غير الدستوري، وقد استجاب الشعب في كركوك، وتفاعل مع القوات المسلحة بما فيهم الأكراد ولم تحصل أي مشكِلة، ولم يهدر دم أحد، مضيفا ان القوات العراقـيَّة تـُمسِك الأرض في كركوك، ومع ذلك لم نقطع طـُرُق الحوار مع أيِّ أحد يمدُّ يده ليُحاوِرنا، لكنَّ الدستور هو الحكم الفصل، ولن نتسامح في مسألة هدر الثروة، وهدر السيادة، وهدر الدم.. النص الكامل للمُحاضَرة التي ألقاها الدكتور إبراهيم الجعفريّ وزير الخارجيَّة العراقـيَّة في معهد موسكو للعلاقات الدوليّة :بسم الله الرحمن الرحيمألتقي مع مجموعة من أبنائي وبناتي، ويتحدَّثون باللغة العربيَّة؛ فسيُوفـِّرون عليَّ وقت أن أتكلم باللغة العربيَّة، وبسرعة.من الطبيعيِّ أن أتحدَّث كعراقيٍّ عن العراق، وأعرِّفكم به.العراق مهد الحضارة.. الحضارة الأولى في العالم التي نشأت في العراق قبل 6 آلاف سنة من جنوب العراق من محافظة الناصريَّة، والعمارة، والبصرة، ورفدت هذه الحضارة البشريَّة بالفكر، والحرف، والأسطوانة، وكلِّ ما تجدون من بوادر الحضارة نشأت هناك في جنوب العراق.العراق احتلَّ الصدارة، والموقع المُتقدِّم في تاريخ، وحضارة العالم، ويتميَّز بجغرافية مُتنوِّعة من جبال، وسُهُول، وأهوار، وصحراء، ويتميَّز بنهري دجلة والفرات.. وحضارة العراق تـُسمَّى حضارة وادي الرافدين دجلة والفرات، كما أنَّ العراق يتميَّز بالتنوُّع الاجتماعيِّ، فيه مُسلِمون، وفيه مُسيحيُّون، وإيزديَّة، وصابئة، وفيه عرب، وتركمان، وأكراد.العراق ظلَّ على طول التاريخ يرفد الحضارة، ويرفد المنطقة بعناصر القوة.. الاقتصاد القويّ يتميَّز بثروات اقتصاديَّة مُتنوِّعة، ومُتعدِّدة كالنفط، والزراعة، والثروة السياحيَّة.في العراق تـُوجَد مراقد الأنبياء، وكذلك أئمة أهل البيت -عليهم السلام-، وكذلك يتواجد فيه أصحاب المذاهب السُنـِّيَّة؛ إذن عندما نلتقي بالعراق نلتقي مع كلِّ هذه الروافد المُتعدِّدة.حكم العراقَ صدام حسين كأكبر دكتاتور مُعاصِر لخمس وثلاثين سنة، وقتل أعداداً كبيرة جدّاً من المُفكـِّرين، كان أحد هؤلاء، وأعظمهم هو محمد باقر الصدر الذي سمعتم به، والذي كتب "فلسفتنا، واقتصادنا، والأسس المنطقيَّة للاستقراء" عذبه كثيراً، وأخته بنت الهدى عام 1980؛ لا لشيء إلا لأنـَّه مُعارِض لصدام حسين أعدمه، وارتكب جرائم أخرى، حكم على حزب الدعوة الإسلامية -الذي كنتُ أنتمي له-، وكل مَن يتعاطف معه، ويُروِّج أفكاره بالإعدام وبأثر رجعيّ، بمعنى: حتى الآن إذا ما كان مُنتمِياً، وكان سابقاً مُنتمِياً يشمله قرار الإعدام؛ لذا كلّ عائلة من العوائل العراقـيَّة فيها عدد كبير من الشهداء الذين تمَّ إعدامهم من قِبَل صدام، لا تـُوجَد عائلة عراقـيَّة ليس فيها شهداء، وتـُوجَد عوائل فيها أعداد كبيرة من الذين تمَّ إعدامهم، وقد أعدم من عائلتي خمسة، وكلِّ العوائل العراقـيَّة فيها، والذين تمَّ إعدامهم طلاب في الجامعة، وخِرِّيجون، وأطباء، ومُهندِسون، ومُعلمين، وتجار، وأصحاب اختصاصات، فتك بهم نظام صدام حسين، وما كان أمام العراق إلا أن يبني نظاماً ديمقراطيّاً، ويتطلع إلى الديمقراطيَّة، وجرت مُحاوَلات عِدَّة لتغيير الدكتاتوريَّة، وإقامة نظام ديمقراطيٍّ، لكن -للأسف- كانت بعض الدول تتعاون مع نظام صدام حسين لإبقائه في العراق، والقضاء، والقمع يُحاولون أن يخنقوها مع ذلك مُؤخَّراً في عام 2003 هبَّت هناك عِدَّة انتفاضات، حصلت انتفاضة في 2003 كاسحة اتسعت، وانتشرت في العراق شارَكَ فيها العرب، والأكراد، والتركمان والسنة والشيعة، وأزيلَ صدام حسين من السلطة؛ إثر ذلك حصلت انتخابات، وكان من الطبيعيِّ أن يكون البديل عن الدكتاتوريَّة هو الديمقراطيَّة؛ ما إن بدأت عمليَّة الانتخابات في العراق إلا وبدأت صُفوف الشعب تـُصوِّت على شيء اسمه ديمقراطيَّة، فجرت عِدَّة انتخابات في عام 2004، وفي 2005 حصل استفتاء على مُسوَّدة الدستور، ثم جرت انتخابات لتشكيل الحكومة، والبرلمان، ودخلت المرأة إلى البرلمان بأكثر من 80 سيِّدة، وعندما شُكـِّلتُ الحكومة الأولى كانت امرأة واحدة شاركت في الحكومة، وأمَّا الحكومة الثانية التي شكّلتـُها عام 2005 فقد جئتُ بست سيِّدات حصلن على مواقع وزاريَّة في الحكومة، وهذه أوَّل مرَّة ليس فقط في تاريخ العراق، بل في تاريخ المنطقة أن تدخل المرأة إلى الحكومة، والبرلمان بهذه السعة، واستطاع العراق أن يتسع بعلاقاته مع دول المنطقة، والعالم، وبدأ يُواجه موجة جديدة من الإرهاب، ومُحاوَلة إيقاف العمليَّة الديمقراطيَّة، مع ذلك العراق مُصِرٌّ على أن يمضي بهذا الطريق، والحمد لله حقق نتائج مُمتازة، واستطاع أن يُحقق نتائج حُرِّيَّة التعدُّديَّة الدينيَّة، والتعدُّديَّة المذهبيَّة، والتعدُّديَّة القوميَّة، كلهم ساهموا في عمليَّة الانتخابات.سأتكلم لكم قليلاً عن سياستنا الخارجيَّة..السياسة الخارجيَّة للحكومة العراقـيَّة تقوم على أساس الاستقلال الكامل، والابتعاد عن المحاور، وإقامة العلاقة بين العراق وبين هذه الدول على أساس القطبيَّة الثنائيَّة.. العراق والدول المجاورة، العراق ودول العالم الأخرى.الدول التي تـُحيط بالعراق ست، وهي: تركيا، وإيران، والأردن، وسورية، والسعوديَّة، والكويت.. كلّ دولة تختلف عن الأخرى في نظامها السياسيِّ، فتركيا دولة ليبراليَّة، وولاية الفقيه في إيران، والملكية في السعودية، والأميريَّة في الكويت، والجمهورية في سورية..العراق يتعامل معها جميعاً من دون تفرقة بين دولة وأخرى، وكلّ نظام له خُصُوصيَّة خاصَّة، لكنه بدأ يواجه موجات من الإرهاب تأتينا من الخارج، وتفجيرات في مُختلِف المناطق تحاول أن تـُعرقِل عمليَّة البناء الديمقراطيِّ؛ ومع ذلك العراق مُصِرٌّ على أن يبقى في طريق بناء الصرح الديمقراطيِّ الصحيح، ويواجه هذه التحدِّيات بشجاعة.كلُّ أبناء الشعب العراقيِّ ساهموا في بناء الصرح الديمقراطيِّ: العرب، والأكراد، التركمان، وسبق أن تضرَّر هؤلاء، وضحَّوا في زمن الدكتاتوريَّة، ويُحِسُّون بقيمة الديمقراطيَّة، والتمسُّك بها.الأكراد ضربهم صدام حسين بالكيمياويّ عام 1988، والشيعة في الوسط والجنوب دفن صدَّام أعداداً كبيرة منهم وهم أحياء، لقد دفن 365 ألف إنسان أحياءً أطفالاً، ونساءً، وكباراَ؛ لذا ساهموا بهذه الثورة، واستطاعوا أن يُحققوا إنجازاً جيِّداً، وانتصرت الثورة؛ لذا كلُّ العراقـيِّين ساهموا في صناعة العراق الجديد.العراق كان عليه أن يبني علاقاته في داخل أرضه، وكان عليه أن يبني علاقاته مع دول الجوار، ودول المنطقة رغم أنه واجه تحدِّيات، وبعض دول العالم تحاربه لأسباب مُعيَّنة، ومع ذلك مُصِرٌّ على إجراء العمليَّة الديمقراطيَّة، فتراه بين فترة وأخرى يُجري الانتخابات، والشعب يُساهِم فيها، ويُعبِّرون عن رأيهم.لا تـُوجَد تفرقة بين المُواطِنين العراقـيِّين، تأتي موجات من الأجانب من الخارج إلى العراق، ويُمارسون عمليَّات التفجير، ولم يكن أمام العراق إلا المُضِيُّ بهذا الاتجاه، وظلَّ مُتمسِّكاً بعلاقته مع دول العالم، وهو يعلم أنَّ هؤلاء الإرهابيِّين يأتون من دول عددها أكثر من 120 دولة، ويُفجِّرون أنفسهم، ويقتلون أكبر عدد مُمكِن، لكن العراق بقي مُحافِظاً على علاقته مع هذه الدول، ونشطت وزارة الخارجيَّة في عقد العلاقات القويَّة، والجيِّدة مع هذه الدول، وابتعد عن سياسة المحاور، والتقاطعات مع هذه الدول، وأصرَّ على أن تكون هذه العلاقات علاقات مصالح بيننا وبين هذه الدول، وأصرَّ أن تكون هذه العلاقة علاقة دفع المخاطر، وما يجمعنا الآن مع دول العالم هو المخاطر المُشترَكة كالإرهاب، أو المصالح المُشترَكة وهي كثيرة.لعلَّ أبرز خطر مُشترَك واجهناه هو خطر داعش.. الحكومة الجديدة تشكّلت في 9/9/2014، ووضعت أمامها جدولاً لمُواجَهة الإرهاب، ومضت بهذا الطريق.. في 2014 كانت مدفعيَّة داعش تصوِّب على بغداد، وكانت الموصل، وصلاح الدين في قبضة داعش، وكذا الأنبار، لقد كان في قبضة داعش 40% من الأرض العراقيَّة، ومع ذلك صمَّم العراقـيُّون على مُواجَهة داعش، والتغلـُّب عليه.بدأت المناطق تتحرَّر مدينة بعد مدينة إلى أن وصلنا إلى المرحلة الأخيرة، وتمَّ القضاء على داعش، وخرجت من آخر مدينة، وهي مدينة الموصل، ولم يبقَ سوى بعض الجُيُوب الصغيرة المحدودة.كلُّ أبناء الشعب العراقيِّ ساهموا في مواجهة داعش، وتحقيق النصر عليه من علماء الدين، والعشائر، والحشد الشعبيّ، والجيش، والشرطة.القوى السياسيَّة -أيضاً- وحَّدت خطابها السياسيَّ، وكان يدعو إلى وحدة الصفِّ الوطنيِّ، واحترام النظام، والتفاعل بشكل إيجابيٍّ، وجيِّد.هاتان الحركتان: الحركة السياسيَّة، والحركة العسكريَّة أدَّتا إلى أن تسند دول العالم العراق، وتقف إلى جانبه.العراق يحظى باحترام العالم، واستطاع أن يصل إلى عضويَّة 16 منظمة أمميَّة في الأمم المتحدة، واحتلَّ موقعاً مُتقدّماً فيها؛ وهذه ما كانت موجودة سابقاً.دول العالم كلـُّها انفتحت على العراق، وتـُعلِن استعدادها للتعاون، ونحن كذلك أقمنا علاقات طيِّبة، وجيِّدة مع أصدقائنا من الدول المُختلِفة بما فيها روسيا الاتحاديَّة.العراق مدَّ جُسُور العلاقة معهم جميعاً، وفي الوقت نفسه لا يدخل في سياسة المحاور، وسياسة الاستقطابات الجانبيَّة، ويحترم سيادات الدول، ويُساهِم في حلِّ المشاكل بين هذه الدول من دون أن يكون جزءاً من هذه المشاكل.الآن يتمتع بعلاقات قويَّة مع كل الدول، ولم تبقَ دولة من دول العالم إلا وزارت العراق، أو وجَّهت دعوة للعراق، ونحن -بدورنا-؛ ومن موقع الحرص على علاقتنا بهذه الدول نزور هذه الدول، ونـُوجِّه لها الدعوات حتى تأتي إلى العراق.بين فترة وأخرى نواجه بعض المشاكل في الداخل -ولا يُوجَد بلد ليس فيه مشاكل-، ونحاول أن نحلـَّها بهُدُوء، وآخرها دعت قوة كرديَّة مُعيَّنة بقيادة الأخ مسعود برزاني إلى الاستفتاء.نحن نتعامل مع هذه الظواهر السياسيَّة من زاوية دستوريَّة، ولأن المادَّة الأولى من الدستور تقول: إنَّ العراق، وأرضه، وسيادته، وثرواته لا تتجزَّأ؛ إذن أيُّ شيء يُؤدِّي إلى تجزئة العراق مُحرَّم دستوريّاً، لكنَّ الدستور منح حقَّ إقامة الإقليم لكردستان، ويحقُّ لكلِّ محافظتين أو ثلاث أن تـُنشِئ إقليماً لذا توقـَّفنا عند قضيَّة الاستفتاء، وحقّ تقرير المصير، وعددناه مُخالفة دستوريَّة، وقد أجمعت جامعة الدول العربية بدولها الثلاث والعشرين على أنَّ الاستفتاء قضيَّة غير دستوريَّة، وغير قانونيَّة، وطـُرِحَت كذلك في مُؤتمَر التعاون الإسلاميِّ، وصوَّتوا بأنَّ هذا غير دستوريّ، وكذا الاتحاد الأوروبيّ.الدول الصديقة لنا بما فيها روسيا الاتحاديَّة ما كانت تتفق على تجزئة العراق، والإخلال بسيادته.جُهُوداً مُكثـَّفة لتلافي، والابتعاد عن مسألة الاستفتاء، لكنَّ الأخ مسعود برزاني أصرَّ على أن يُجريَه، وأصرَّ على إجرائه في كركوك، وهي مدينة تختزل، وتختصر الخارطة العراقـيَّة، فيها عرب، وأكراد، وتركمان، وفيها سُنـَّة، وشيعة، وفي الوقت نفسه مدينة ثريَّة جدّاً بالنفط؛ فاضطرَّت الحكومة أن ترسل القوات المسلحة، وتدخل إلى كركوك، وقد استجاب الشعب في كركوك، وتفاعل مع القوات المسلحة بما فيهم الأكراد، ولم تحصل أيُّ مُشكِلة، ولم يُهدَر دم أحد.القوات العراقـيَّة تـُمسِك الأرض في كركوك، ومع ذلك لم نقطع طـُرُق الحوار مع أيِّ أحد يمدُّ يده ليُحاوِرنا، لكنَّ الدستور هو الحكم الفصل، ولن نتسامح في مسألة هدر الثروة، وهدر السيادة، وهدر الدم.تتميَّز علاقتنا مع روسيا الاتحاديَّة بأنـَّها علاقة جيِّدة، وفيها تنسيق، وتعاون، ويُساعِدوننا في كثير من القضايا، وكذا دول العالم الأخرى مددنا جُسُور العلاقة معها، وطلبنا منهم المُساعَدات.العراقـيُّون وحدهم هم الذين تحمَّلوا الدفاع عن البلد ضدّ داعش، ولا تـُوجَد قوات غير العراقـيَّة مُشاركة في الحرب، ولكننا نستفيد من بقـيَّة الدول التدريب، وتوفير بعض الموادِّ، والأسلحة، وتقديم المُساعَدات. هل ينوي العراق أن يُواصِل التعاون مع روسيا في مجال مكافحة الإرهاب، وما الخطوات العمليَّة التي سيتخذها الجانبان في هذا الاتجاه؟الجعفريّ: لأنَّ الإرهاب يُشكـِّل ظاهرة عالميَّة، وأخذ صفة الاستمرار في كثير من مناطق العالم، أعني: أنَّه في مطلع القرن الحادي والعشرين بدأ الإرهاب المُعاصِر في نيويورك وواشنطن، التفجيرات التي حصلت هناك، واستمرَّ، وانتقل من أميركا إلى أوروبا، إلى جنوب شرق آسيا، وانتقل إلى الشرق الأوسط، وعبر إلى مناطق أخرى في العالم؛ إذن نحن أمام ظاهرة مُستمِرَّة اسمها الإرهاب، ولأنَّ الإرهاب عالميّ، ولا يتوقف على جنسيَّة واحدة فلابُدَّ من إيجاد آليَّة للتعاون المُشترَك بين دول العالم، دول الضحيَّة ضدّ الإرهاب؛ حتى تواجهه، وقد أدَّى تأخـُّر الدول إلى خسائر كثيرة، وأخطر ما في الإرهاب هو أنه يستهدف المدنيِّين.نحن الآن أمام حرب عالميَّة جديدة اسمها حرب الإرهاب.. الحرب العالميَّة الأولى كانت بين الجُيُوش، والثانية -أيضا- بين الجُيُوش وقليل من المدنيِّين، أمَّا هذه الحرب فهي ضدّ المدنيِّين فقط، وهم أهداف داعش.. فحرب كهذه الحرب يُراد لنا أن نتعاون، ونتبادل المعلومات الأمنيَّة..عام 2014 تشكـَّل التحالف الدوليّ، وهو مجموعة كبيرة من الدول سويّة، ونحن مددنا العلاقة ليس فقط مع هذه الدول، حتى الدول التي ليست في التحالف الدوليِّ، وتعاملنا معها كروسيا الاتحاديَّة، والصين، وإيران؛ لأنَّ العراق يبحث عن أصدقاء يُساعِدونه، ويُقوُّونه ضدَّ داعش؛ لذا ينفتح على كلِّ دول العالم من دون استثناء.العراق ليس وحده المُتضرِّر من الإرهاب فهناك دول أخرى مُتضرِّرة من الإرهاب ومنها: سورية، ومصر، وليبيا، واليمن، وكثير من الدول مُتضرِّرة من الإرهاب.. العراق يمدّ يده لكلِّ هذه الدول.تُوجَد حالة من التنسيق الرباعيِّ بين روسيا، وإيران، وتركيا، والعراق نتعاون سويَّة، ونتبادل المعلومات.المعلومات مُهِمَّة في كلِّ أنواع الحُرُوب، وبصورة خاصَّة في الحُرُوب ذات الطابع الإرهابيِّ؛ لرصد حركة الإرهابيِّين.هذه كلها تـُوفـِّرها عمليَّة التنسيق، والتعاون بين هذه، الدول فنحن سنبقى نتعاون مع كلِّ دولة تـُساعِدنا في هذا الجانب. ما مُستوى التعاون بين روسيا والعراق في مجال الاستثمار، والطاقة بخاصَّة الاتفاقات بين بلدنا، وكيف يُقيَّم المُستقبَل المنظور في هذه الاتجاهات؟الجعفريّ: على مُستوى التعاون علاقتنا مع روسيا الاتحاديَّة قويَّة، ومُتعدِّدة في الاستثمار، والطاقة، وفي الأمس وقـَّعنا مُذكّرة تفاهم بين العراق وروسيا الاتحاديَّة.لروسيا رصيد قويّ من السمعة بقوة إنتاجها خُصُوصاً في مجالات الطيران، وقد سبق أن قدَّمت طائرات السي خوي، واستفاد منها العراق في حربه ضدّ داعش؛ لأنـَّها تتميَّز بالطيران الواطئ، وتحديد الأهداف، وضربها، وأدَّت دوراً مُهمّاً، ولا يُوجَد شيء يمنعنا من أن نتعاون مع روسيا لترويج التبادُل، والاستفادة من القدرات الروسيَّة. تحدَّثتم عن إسقاط نظام صدام حسين، هل كانت الثورة الشعبيَّة سبباً وحيداً لإسقاط هذا النظام، أم أدَّت الإدارة الأميركيَّة دوراً في إسقاطه؟الجعفريّ: الثورة في العراق ما بدأت عام 2003، وإنـَّما بدأت منذ كنا شباباً، وجرى إعدام عدد كبير من إخواننا، وأصدقائنا في طريق الثورة.. أوَّل مجموعة اُعدِمت قبل انتصار الثورة الإسلاميَّة في إيران 1979 بخمس سنوات، أعني: أنَّ المجموعة الأولى التي تمّ إعدامها من شبابنا كانت عام 1974.روسيا البلشفيَّة، وليس روسيا القيصريَّة حدثت فيها انتفاضات، وصارت قبل ثورة أكتوبر 1917، وبعد ذلك صارت الثورة البلشفيَّة.حدثت انتفاضة في شهر رجب، وانتفاضة في شعبان، وانتفاضة وراء انتفاضة حتى استطاع الشعب العراقيّ أن يُوصِل صوته إلى العالم، وقد استخدم النظام أساليب قمعيَّة، والقتل في الشوارع؛ للقضاء على هذه الانتفاضات.حدث ما يُسمَّى حرب الخليج الأولى عام 1980، وحرب الخليج الثانية عام 1988، وحرب الخليج الثالثة عام 1991، ومع ذلك ما قضت على صدام حسين، لكنَّ الشعب العراقيّ يبقى يتواصل للقضاء عليه، إلى أن حدثت حرب الخليج الأخيرة، ووصلوا إلى نتيجة أنَّ هذا الشعب لا يُمكِن أن يقبل بصدام حسين، وليس الشعب التحق بالإرادة الأجنبية، وإنما الإرادة الأجنبيَّة التحقت بإرادة الشعب، وعرفوا أنَّ نظاماً كهذا لا يُمكِن أن يبقى.أنور السادات رئيس مصريّ جاء بعد جمال عبد الناصر، عندما تمَّ اغتياله انتقلت من أنور السادات إلى حسني مبارك؛ لأنَّ مِصر فيها مُؤسَّسات، فيها رئاسة جمهوريَّة، وفيها رئاسة أركان الجيش، وكل شيء فيها، ولو حدث هذا الشيء في العراق، وتمَّ اغتيال صدام حسين لسقط النظام مرَّة واحدة بشكل نهائيّ، ولا يُمكِن أن ينتقل إلى واحد آخر، وليس مثلما حدث في مِصر؛ لأنَّ في مصر نظاماً، ولأنَّ النظام في العراق على الرأس، أعني: أنَّ صدّام هو الرئيس، وهو القائد العامّ للقوات المسلحة، وهو مفكر الحزب، وهو كلّ شيء.جاوجسكو في رومانيا تقرؤون التجربة في رومانيا كيف انهار، وانهار معه النظام الشيوعيّ.. طبيعة الأنظمة الدكتاتوريَّة ذات الاتجاه الواحد تعتمد على شخص، وتنهار بانهيار الشخص؛ لذا حاولوا أن يحتووا الحراك الشعبيّ، وينشروا سويَّة مع إرادة الشعب، والشعب أصرَّ على تغيير النظام، والإرادة الدوليَّة التحقت بإرادة الشعب، فبعد أن التحقت بإرادة الشعب.في عام 2003 سقط النظام، وفي 2004 كُتِبَ الدستور، وجرت الانتخابات، وشاركت المرأة؛ إذن ليس إرادة أميركيَّة، ولا إرادة أجنبية جاءت بهذا النظام، بل العكس أنَّ الشعب هو الذي أراد هذه الحكومات، وبدأت مواسم الانتخابات تتكرَّر، وتتطوَّر بشكل مُستمِرٍّ إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن، وهو ليس كلَّ شيء، لكنَّ الوضع يتحسَّن، ويتطوَّر.العمل الديمقراطيّ لا ينشأ بين عشيَّة وضحاها، بل يجب أن يأخذ وقتاً ليس قليلاً قد يستغرق سنين، لكنَّ أهمَّ شيء أنَّ مساحة المُشارَكة الجماهيريَّة بمُرُور الزمن تتسع أكثر. ذكرتم عِدَّة مرات أنَّ هناك موجة من الإرهابيين يأتون من الخارج، ويقومون بتفجير أنفسهم في الأراضي العراقـيَّة، هل هذا يُعرقِل التطوير الديمقراطيّ في العراق؟ ما سبب هذه التفجيرات الإرهابيَّة، هل هو التناقض بين مشروع بناء الدولة الإسلاميَّة وبناء دولة ديمقراطيَّة، أم تـُوجَد مصالح جيوسياسيَّة، أو شيء آخر، أو مزيج من هذه الأسباب؟الجعفريّ: موجة الإرهاب التي جاءتنا من الخارج تعبير عن تناقض فكريّ، ومصالح، وأخذت موجة عالميَّة.لأذكّرك بالشرق الأوسط الذي هو الشرق الإسلاميّ.في الشرق الأوسط ثلثا احتياطيّ نفط العالم، وعدد بلدان العالم الإسلاميِّ 57 بلداً مُسلِماً، والحجم الديمغرافيّ السكانيّ مليار و700 مليون إنسان، والموقع الذي يحتله هو قلب العالم بين آسيا، وأفريقيا، وأوروبا.المُسلِم الذي ينتمي له يشعر أنـَّه ينتمي إلى أغنى منطقة في العالم، لكنه فقير.. المُواطِن في الشرق الأوسط يشعر أنَّ كلَّ الناس في كلِّ قارَّات العالم في أفريقيا يُمارسون عمليَّة الانتخابات، ويُعبِّرون عن رأيهم في الانتخابات، لكنه الوحيد الذي لا يختار النظام الذي يريده؛ ممَّا كوَّن لديه استياءً، ورفضاً لهذا الواقع الموجود، ومن جانب أخر يُعتدَى على مُقدَّسات المُسلِمين، وعلى أنبيائهم، ولا أحد يردُّ؛ هذا سبَّب استياءً؛ فجاءت منظمات سِرِّيَّة عملت على الاستفادة من هذه الأحقاد، وهذه الكراهية، وفتحت لهم تنظيمات سِرِّيَّة؛ حتى يعملوا من أجل مُمارَسة عمليَّات الإرهاب.الادِّعاء أنَّها تـُدافِع عن الإسلام، لكنَّ الحقيقة أنـَّها تحارب الإسلام.. انظروا إلى الذين قـُتِلوا في المناطق التي تحدث فيها التفجيرات ستجدون أنـَّهم كلهم من المُسلِمين، ثلاث محافظات هي الموصل، والأنبار، وتكريت دخلتها داعش بحجة الدفاع عن السُنـَّة، وهذه المحافظات الثلاث كلـُّها سُنـِّيَّة، لكنهم عندما دخلوها أقاموا حفلات الإعدام العلنيِّ في الشوارع نساءً ورجالاً.هذه منظمات سِرَّيَّة جاءت من الخارج، وليست تعبيراً عن شرعيَّة أبداً، ولا تعبيراً عن ديمقراطيَّة، بل هي واجهة لدول مُستفيدة.لننظر إلى هُويَّة الضحيَّة حتى نعرف هُويَّة الجاني.. يتحدَّثون عن فلسطين، وعن القدس، وهي البلد الوحيد الذي لم يحدث فيه إرهاب، وحدث الإرهاب في كلِّ الدول العربيَّة، وكلِّ الدول الإسلاميَّة.يجب أن نعرف أنَّ هناك نظريَّة أخرى هي إقلاق المنطقة لاستقرار بلد واحد. كيف يبني العراق علاقاته السياسيَّة مع دول العالم؟الجعفريّ: لدى العراق نظريَّة في العلاقات السياسيَّة تقوم على أساس القطبيَّة الثنائيَّة، أي: إنـَّنا نـُنشئ علاقة مع الدول كلاً على حِدة، ولا نتدخّل في التقاطع بين الدول كالذي السعوديَّة وإيران.العلاقة تقوم على أساس المصالح المُشترَكة، والآن قفز شيء ستراتيجيّ جديد، وهو الخطر المُشترَك، وهو الإرهاب، فنحن نتعامل مع كلِّ دول العالم، من دون أن نكون جزءاً من تلك الدولة ضدَّ الأخرى.. هذه هي ستراتيجيَّـتنا؛ لذا سعينا للتقريب بين السعوديَّة وإيران، وسعيتُ شخصيّاً للتقريب بين السيِّد رجب طيب أردوغان والدكتور بشار الأسد، ونسعى من أجل التقريب بينهنا، ولكننا نـُحافِظ على استقلال العراق.هذه سياسة ثابتة؛ لذا تجد أنَّ العراق الآن مُنفتِح على كلِّ دول العالم، ويُساهِم في حلِّ مشاكلها من دون أن يكون جزءاً منها.في بداية مجيء ترامب إلى رئاسة أميركا وضع سبع دول في قائمة الممنوعين من الدخول إلى أميركا، واحدة منهنّ العراق، واعترضنا على هذا الشيء، ووجَّهنا خطاباً بأنَّ هذا شيء غير صحيح، العراق ليس دولة إرهابيَّة، العراق ضحيَّة الإرهاب، العراق خندق لمُواجَهة الإرهاب، ولا يحقُّ لأيِّ دولة في العالم أميركا أو غير أميركا أن تضع العراق بصفِّ الإرهاب، وغضون أسابيع، أو أيَّام تحوَّل الموقف، وفـُتِحَت العلاقة بين أميركا وبين العراق.عندما نريد أن نبني علاقة نفكر بالعراقيين المقيمين في تلك الدولة، فنحن لدينا رعايا في أميركا يجب أن نحميهم، ونحمي مصالحهم، وكذا أوروبا، ففي بريطانيا 4000 طبيب عراقيّ يتواجدون هناك؛ لذا رعايانا في إقامة العلاقة مع الدول حماية رعايانا.السُنـَّة والشيعة في العراق موجودون منذ مئات السنين، والشعب العراقيّ مُتداخِل في المحافظات بين السُنـَّة والشيعة، كلّ المحافظات العراقـيَّة فيها سُنـَّة، وشيعة، وهناك قبائل عراقـيَّة كبيرة فيها سُنـَّة وشيعة، نسبة المُصاهَرة حوالى 21.9 بين السُنـَّة والشيعة، أي: إنَّ كلَّ أربعة عراقـيِّين يُوجَد واحد منهم أبوه وأعمامه من مذهب، وأمّه وأخواله من مذهب ثانٍ، فلا تـُوجَد لدينا ثقافة مُجتمَعيَّة سُنـَّة ضدّ الشيعة، وشيعة ضدّ السُنـَّة.المصالحة بين السُنـَّة والشيعة قائمة، وهم الآن موجودين في المدارس المُشترَكة، وفي الوظائف المُشترَكة في البرلمان سويَّة، ومن كلِّ القرى، والمُدُن يُوجَد سُنـَّة وشيعة.نحن شعب مُتجانِس في كلِّ شيء، ولا يُوجَد فرق بين النازح، والمُهاجِر.. في روسيا لينين بعد ثورة أكتوبر البلشفية جاء من ألمانيا جاء، وعاد إلى روسيا في ثورة أكتوبر، وكذلك الإمام الخمينيّ في إيران كان مُهاجِراً في فرنسا، وعاد إلى طهران هذه هجرة، أمَّا النُزُوح فيحدث داخل البلد من مدينة إلى أخرى.المُهاجر عادة يهرب من الحكومة، ونحن كنا مُهاجرين خارج العراق هربنا من الحكومة، وهاجرتُ إلى بريطانيا، بينما النازح يخرج من منطقة داخل العراق إلى منطقة أخرى، مما يعني أنه ليس ضدّ الحكومة، بل ضدّ داعش التي تحاول أن تـُهجِّر، وتسرق أمواله.والنزوح نوعان: من محافظة إلى محافظة أخرى، ومن داخل حيّ إلى حيّ آخر، أي: نُزُوح داخليّ، ونُزُوح خارجيّ.لا يُوجَد شيء عندنا اسمه اقتتال سُنـّيّ-شيعيّ، ولا يُوجَد عندنا هجرة من الحكومة إنـَّما عندنا هُرُوب من المناطق التي مسكتها داعش.لا يوجد عندنا حرب طائفيَّة، كالحرب التي حصلت في ألمانيا يُسمّونها حرب الـ30 عاماً من 1618 إلى 1648، وتحوَّلت إلى الدنمارك، والسويد. الكثير من أهل السُنـَّة مُقاتِلون في صُفوف داعش، ما الإجراءات التي تتخذها الحكومة العراقـيَّة للمصالحة؟الجعفريّ: يُوجَد في الحكومة الآن وزراء سُنـَّة، ورئيس البرلمان سُنـِّيّ (سليم الجبوري)، ورئيس الجمهوريَّة كرديّ سُنـِّيّ.لدينا في العراق ثلاث رئاسات: رئيس الجمهوريَّة سُنـّيّ كرديّ، ورئيس البرلمان سُنـّيّ عربيّ، ورئيس الوزراء شيعيّ عربيّ.. هذه حقيقة موجودة.. لنتفق أنَّ العراق غير مُقسَّم على أساس طائفيّ هل يُوجَد بعض العناصر سُنـَّة تـُقاتِل إلى جانب داعش؟هؤلاء سُنـَّة، لكنـَّهم لا يُمثـِّلون السُنـَّة، فليس كلُّ السُنـَّة يُقاتِلون مع الإرهاب.أفضل شيء نعمله هو أن نـُوجد حالة من المُصارَحة، ثم المُصالَحة، وإيجاد فرص عمل إشاعة ثقافة الانسجام، والمَحبَّة، والأخوَّة.أعتقد أنَّ هذا هو السبيل؛ ومن ثم يبقى العراقـيُّون إخوة مهما كانوا سُنـَّة وشيعة، عرباً وأكراداً. عبَّرت القوى الإقليميَّة، والعالميَّة، وروسيا -أيضاً- عن دعمها لوحدة العراق، ورفضها استفتاء انفصال إقليم كردستان.. هل يحتاج العراق لتدخـُّل قوى خارجيَّة لمُمارَسة الضغط على حكومة كردستان، وهي قضيَّة داخليَّة بالنسبة للعراق، ويجب حلـُّها بالوسائل الدبلوماسيَّة فقط؟الجعفريّ: الاستفتاء الذي حصل غير قانونيّ؛ لأنَّ الدستور العراقيَّ الذي وقـَّعت عليه القوى السياسيَّة المُختلِفة في العراق من العرب، والأكراد، والتركمان، السُنـَّة والشيعة، والمُسلِمين، والمسيحيِّين، والإيزديَّة، والصابئة تنصُّ المادَّة الأولى منه على أنَّ السيادة العراقـيَّة واحدة لا تتجزَّأ، ولا يُوجَد تصويت على السيادة؛ لأنَّ المادَّة الأولى من الدستور ضمنت أن يبقى العراق مُوحَّداً، ولا يُسمَح أبداً بإيجاد حالة من التصدُّع فيه، ونحن قلنا منذ البداية بكلِّ صراحة للأخ مسعود: هذا خلاف الدستور.جامعة الدول العربيَّة أجمعت على وصف بأنـَّه غير قانونيّ، وغير دستوريِّ، وكذا الاتحاد الأوروبيّ، ومنظمة التعاون الإسلاميِّ؛ إذن كلـُّهم بكلمة واحدة قالوا: هذا غير دستوريّ، وحتى السيِّد مسعود بارزاني قال: أنا أعرف أنَّ هذا الاستفتاء لم يحظَ، ولم يحصل على اتفاق المُجتمَع الدوليِّ.الانتخابات التي تحصل في كلِّ بلد ليست بمعزل عن البلدان الأخرى، الشعب يختار رئيساً من داخله، ويختار -أيضاً- صداقات الحكومة من الدول الأخرى؛ العمليَّة الديمقراطيَّة لا تتجزَّأ، أمَّا عن تسليط الضغط فنحن نعتقد أننا لسنا مع التدخـُّل من حيث المبدأ، حلُّ المُشكِلة من داخلنا، لكنَّ بقـيَّة الدول تستطيع بطريقة، أو بأخرى أن تسند العراق، وتسند العمليَّة الديمقراطيَّة، وتستخدم صداقتها في تسليط ضُغُوط أدبيَّة على الطرف المُقابِل، وتلتزم بدستور العراق في التعامل مع العراق.لدى العراق حُدُود، ومنافذ حُدُوديَّة، وهو ليس أوَّل بلد فيدرالي في العالم، فأكبر بلد في العالم فيدرالي هو أميركا، ولديها 50 ولاية في الولايات المتحدة الأميركيَّة، و50 دستوراً محليّاً، و50 علماً، و50 كونغرساً، و50 رئيس ولاية، لكنَّ الولايات المتحدة الأميركيَّة واحدة، والدستور واحد.الهند فيدراليَّة أقدم من فيدراليَّة أميركا؛ فيجب على دول العالم أن تحترم النظام الفيدراليَّ للعراق مثلما لا تـُشجِّع أيَّ أحد من موقع التمرُّد على أن يُمارس هذا العمل اللافيدراليّ، ولاكونفيدراليّ.نحن لسنا ضدّ الفيدراليَّة..ما الذي عمله العراق مع إقليم كردستان؟الأمم المتحدة أعطت إقليم كردستان قبل سُقُوط نظام صدّام حسين 12.9 من مُوازَنة الدولة ضمن برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء، والآن العراق يُعطي للإقليم 17%، ويأخذ أكثر عن طريق المنافذ الحُدُوديَّة؛ ومع ذلك الحكومة ساكتة من أجل تهدئة الأجواء؛ إذن نحن أعطينا الحقوق لإخواننا الأكراد.بالمُناسَبة.. الأكراد ليسوا جميعاً ذاهبين في هذا الاتجاه، وكثير منهم مع الحكومة، ومع وحدة الشعب. //انتهى/ندى/وزرات/الخارجية/الاعلام

شارك الخبر على