«تريندز» يناقش في «سيؤول للكتاب» التعاون الدولي في مواجهة تغير المناخ
حوالي سنتان فى الإتحاد
سيؤول (الاتحاد)ضمن مشاركته الحالية في «معرض سيؤول الدولي للكتاب 2023»، نظّم مركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة علمية بعنوان: «الطريق إلى كوب 28.. أهمية العمل الدولي الجماعي لمواجهة التغير المناخي»، شارك فيها رؤساء تحرير الصحف الإماراتية، وباحثون من كوريا، وذلك في أول مشاركة له في «معرض سيؤول للكتاب»، ضمن استراتيجيته للتحول إلى منصة عالمية للحوار والتعاون البحثي والمعرفي الجاد والبناء.افتتح الندوة الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لـ«تريندز»، بكلمة ترحيبية أكّد فيها أهمية التعاون الدولي والعمل الجماعي العالمي لمواجهة التغير المناخي، معتبراً أن هذه الظاهرة عالمية الطابع، وتحتاج إلى تضافر الجهود كافة لمواجهتها والتصدي لها، وأنه لا يمكن لدولة ما، مهما عظم شأنها، أن تتصدى بمفردها لخطر هذه الظاهرة التي تهدد البشرية كلها.العالم ينتظر «كوب 28»أضاف العلي: العالم ينتظر قمة «كوب 28»، والأملُ يحدوه في تحقيق خطوات عملية والتزامات دولية أقوى، تَحَدُّ من التأثيرات المناخية التي ستكون لها تداعيات على مستقبل الحياة البشرية، مشيراً إلى أن انعقاد القمة في دولة الإمارات العربية المتحدة يعزز التفاؤل بأنها ستكون قمة استثنائية في مسيرة العمل المناخي الدولي، بالنظر إلى ما تتمتع به الإمارات من ثقة دولية، وما تبذله من جهود على المستويات كافة لجمع الشمل وتوحيد المواقف بين الدول والقوى الدولية كافة لتحقيق الأهداف المرجوة من القمة. وتحدّث الدكتور العلي عن خطط وجهود «تريندز» في دعم العمل المناخي بشكل عامّ و«كوب 28» بشكل خاصّ، مؤكداً أنَّ «تريندز» وضع ملف العمل المناخي على قمة أولوياته ونشاطاته البحثية والمعرفية منذ تأسيسه، وأنه يعمل بكل قوته من أجل تعزيز المعرفة الخضراء، ودعم جهود العمل المناخي، إضافة إلى تعزيز دور الشباب، مشيراً إلى أن «تريندز» قرَّر رفع شعار «المعرفة الخضراء» طيلة هذا العام، وعيَّن مسؤولاً ومتحدثاً خاصاً بـ«كوب 28»، إدراكاً لأهمية الحدث الدولي الكبير، وانسجاماً مع سعي «تريندز» لتعزيز دوره بوصفه حلقة وصل معرفية وأكاديمية بين فئات عريضة من المهتمين والمتخصصين في مختلف المجالات ذات العلاقة. من جانبه، أوضح عوض البريكي، رئيس «قطاع تريندز غلوبال»، الذي أدار الندوة، أن «تريندز» -وفي إطار مواكبته لـ«كوب 28»- أصدر دراسة جديدة تحت عنوان «الطريق إلى كوب 28» استعرضت ملامح الطريق إلى هذا المؤتمر، وأهم التداعيات الدولية للتغير المناخي، فضلاً عن بيان الخطوط العريضة للعمل المناخي الدولي خلال الفترة الممتدة من المؤتمر المناخي الأول وحتى الآن.
الإعلام والمناخمن جانب آخر، تحدَّث حمد الكعبي، رئيس تحرير صحيفة الاتحاد، حول دور الإعلام الدولي في إنجاح العمل المناخي الجماعي، مؤكداً دوره المهم في التوعية بأهمية الحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي.وقال: إن مؤتمر «كوب 28» يشكّل محطة مهمّة في حشد الجهود الدولية لإنجاح جهود إنقاذ الكوكب، والتوصل إلى نتائج حاسمة تنقذ البشرية، مبيناً أن تعزيز فكر الاستدامة نهج أصيل في دولة الإمارات العربية المتحدة ترسَّخ منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأن القيادة الإماراتية الحالية جعلته أولوية ومحركاً لكل سياساتها التنموية الراهنة والمستقبلية؛ ولذلك جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، العام 2023 عاماً للاستدامة، وجاء قرار حظر استخدام الأكياس البلاستيكية وغيرها الكثير من الخطوات التي تعزز فكرة الاستدامة وتحمي البيئة. وأكد الكعبي أن تعاون الإعلام الدولي في دعم جهود إنجاح «كوب 28»، والإسهام بإيجابية في إنجاح فعالياته، أمر بالغ الأهمية؛ لأن هذا الحدث تعول عليه البشرية كلها، مشيراً إلى أن الإعلام الدولي الواعي والمسؤول يدرك هذه الحقيقة، وينشر ما يدعم نجاح المؤتمر والتوعية بأهميته، على عكس بعض وسائل الإعلام غير المسؤولة والمدفوعة بأجندات خاصة وتوجه سهامها من أجل إفشال المؤتمر، معتبراً أن هذه الأخيرة ليست ضد الإمارات، ولكنها ضد البشرية.مهمة التوعيةوفي مداخلة له بالندوة، قال رائد برقاوي، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة «الخليج»، إن الإعلام له دور أساسي في التوعية بقضايا الاستدامة والبيئة والمناخ لدى الشرائح العمرية كافة، معتبراً أن الرسالة الإعلامية الموجهة لكل شريحة تختلف عن الأخرى، لكن الهدف واحد، وهو تعزيز الوعي لدى الجميع بهذه القضايا المحورية لمستقبل البشرية. وبين أن الاهتمام الإعلامي زاد بعد فوز دولة الإمارات باستضافة مؤتمر «كوب 28»، مؤكداً أن الدور المطلوب حاليّاً هو تعزيز الوعي لدى الأفراد ليس في المجتمعات العربية فقط، وإنما كل المجتمعات في المعمورة، وهذا هو الدور الذي يجب أن يقوم به الإعلام الدولي بمختلف توجهاته وثقافاته. اهتمام بالبيئة والاستدامة وأشار سعود الدربي، رئيس مركز الأخبار والنشر في مؤسسة دبي للإعلام، رئيس تحرير صحيفة البيان، إلى أن مؤتمر «كوب 28» يعدُّ أكبر حدث عالمي بعد «إكسبو»، وهو ما يؤكد ريادة دولة الإمارات في استضافة الأحداث العالمية الكبرى، وضمان نجاحها، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة منذ عهد التأسيس على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تولي قضايا البيئة والاستدامة أهمية كبيرة، وتعتبرها قضايا موجهة لسياساتها التنموية كافة، فزايد -طيب الله ثراه- كان رجل البيئة الأول، واليوم تقود الدولة، تحت قيادتنا الرشيدة، حفظها الله، جهود العالم في التحول نحو الطاقة المتجددة والنظيفة لدعم البيئة والمناخ.جهود الاقتصاد الأخضروأكدت منى بو سمرة، رئيسة تحرير صحيفة «الإمارات اليوم»، أن وسائل الإعلام مسؤولة أمام الرأي العام عن التوعية المناخية وتعزيز جهود الاقتصاد الأخضر. وقالت إن فريق «كوب 28» يقوم بجهود جبارة لقيادة الجهود العالمية في مجال المناخ، وينبغي دعم هذه الجهود وإبرازها، لأن نجاح هذه الجهود لن يعزز فقط من مكانة ودور دولة الإمارات عالمياً، وإنما أيضاً سيسهم في وضع خريطة طريق واضحة أمام المجتمع الدولي لتحقيق أهدافه المناخية العالمية وحماية مستقبل أجيالنا القادمة.كوريا و«كوب 28»حول الموقف الكوري الداعم لـ«كوب 28»، قالت الباحثة الكورية الجنوبية «سوان هانا»، الرئيس التنفيذي لشركة وورنابي للنشر في كوريا الجنوبية، إن كوريا من خلال مؤسساتها البحثة ودُور النشر لديها، تدعم فكر الاستدامة وحماية البيئة والعمل المناخي، وتعزيز الو عي بها لدى الأطفال والكبار، مشيرة إلى أنه برغم اهتمام العالم بقضية الاحتباس الحراري منذ ثلاثين سنة، فإن النتائج التي تم تحقيقها في مواجهة هذه الظاهرة ما تزال متواضعة؛ نظراً للعديد من جوانب القصور التي اكتنفت التحرك الدولي في هذا الجانب، ومن بينها التركيز على العمل الحكومي، وليس على أدوار الأفراد والشركات. وشدّدت في هذا الصدد على ضرورة التركيز على السلوك الفردي، ومحاولة خلق ثقافة بيئية ومناخية إيجابية لدى جميع الأفراد، موضحة أهمية قيام الشركات بدعم العمل المناخي من خلال إعادة التدوير، والتوعية بأهمية الحفاظ على البيئة، وقالت إن هذا الأمر يُعدُّ مسؤولية اجتماعية ومطلباً إنسانيّاً عالميّاً. وأعربت هانا عن أملها في نجاح دولة الإمارات في الخروج بنتائج قوية ومهمة خلال استضافتها لمؤتمر «كوب 28»، كما عبرت عن سعادتها بإعطاء الشباب فرصة للمشاركة في هذا المؤتمر، جنباً إلى جنب مع أصحاب المصلحة الآخرين. وأشارت هانا إلى وجود تعاون بين كوريا الجنوبية ودولة الإمارات في المجالات ذات الصلة بالعمل المناخي.