السيتي جمع المجد من أطرافه

about 2 years in الإتحاد

هل كتب تتويج مانشستر سيتي بالثلاثية التاريخية، فصلاً جديداً في تاريخ هذا النادي العريق؟ بالطبع نعم، لكن ليس هذا فحسب، بل أكثر. إن هذا التتويج يؤسس لصيغة مبتكرة ومستحدثة، في صناعة النجاح الرياضي، الذي تتحقق معه استدامة الإرث الرياضي، فينعكس إيجاباً على مفاصل الحياة. بحيث تأخذ رمزية النادي وحضوره في الوجدان الجماعي لمانشستر ولكل عاشقي البلومون، أبعاداً رائعة.لم يكن المان سيتي قبل مجيء سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة مالك النادي، حاملاً لمشاعل النور، سوى رجع صدى لزمن جميل، خيل للكثيرين أن عودته أمر مستحيل، لم يكن «السماوي» سوى صرح متقادم يتهاوى من تعاقب السنوات العجاف، والعاشقون من حوله يائسون وعلى أطلاله يتباكون.وكان من العلامات الدالة على مناحي النبوغ والابتكار التي أعطت للمشروع الإماراتي تفرده من حيث البنية والرؤية، لم يكن له قبيل في احتواء مؤسسات اقتصادية كبرى لأندية رياضية عريقة، أن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، خاطب عشاق «البلومون» يوم أمسك بالقيادة سنة 2008، بعبارته الشهيرة: «إننا نؤسس صرحاً للمستقبل، وليس لفريق من النجوم»، وكان من خاصيات هذا الصرح الذي تأسس على قواعد رياضية واقتصادية متينة، وعلى قيم إنسانية رفيعة تستهدف تنمية الإنسان من خلال كرة القدم، أنه ابتعد كثيراً عن فلسفة الربح السريع، وعن الاشتغال على تحقيق الألقاب من دون اكتراث بالإرث الذي يبني الفريق ويبني المؤسسة ويبني المستقبل.إن جانب الحداثة في الثلاثية التاريخية لمانشستر سيتي، يكمن في الرؤية المتجددة لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، التي جعلت من مؤسسة المان سيتي اليوم علامة فارقة في صناعة النماء الاقتصادي، بل إنها تتصدر كل الصروح الاقتصادية والرياضية العالمية، وقد اقترن التتويج بالثلاثية التاريخية مع إعلان مانشستر سيتي كأغلى ماركة رياضية عالمياً، متجاوزاً لأول مرة ريال مدريد الإسباني، ويجسد ذلك النجاحات المبهرة التي تحققت في مجالات الاستثمار، ويكمن أيضاً في المحتوى الكروي الجميل الذي يبدعه «السماوي» بخاصة مع مجيء الفيلسوف بيب جوارديولا، محتوى يقدم كرة قدم متحولة هي سمة هذا العصر الذي تتبارى فيه الأدمغة لكسر النمطية.مع مجيء المؤسسات الاقتصادية الكبرى لعالم كرة القدم، راجت مقولة خاطئة تقول، بأن المال لا يصنع الألقاب، ولكن لا أحد قال بأن المال إذا وظف بطريقة عقلانية كما توظيف الرجال، أعطانا الألقاب والأبطال، وهذا التصحيح للمقولة هو ما جاءت به القيادة الإماراتية إلى المان سيتي قبل 15 سنة، صحيح أنها جاءت بالمال، ولكنها أقرنت المال بالرؤية المتبصرة والمستقبلية، بالتدبير العقلاني، وبخاصة بالحوكمة، لتعطينا فريقاً أزرق بلون السماء، يملأ فضاء كرة القدم بالضياء، فريقاً يتصدر عالم كرة القدم بتاجه الأوروبي وبثلاثيته الأنطولوجية، ويتصدر عالم الاقتصاد كفريق صانع للرخاء.

Share it on