ليست برشلونة.. تعرف على أول دولة «كتالونية» وعلاقتها بالمسلمين

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

يتحدثون بالكتالونية، ولهم تراثٌ مستقلٌ عن إسبانيا التي تحدها.. لسنا بصدد الحديث عن برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا، الذي أعلن برلمانها منذ ساعات استقلاله عن الدولة الإسبانية، بل عن "أندورا".

أندورا، أو كما تعرف بـ"إمارة وديان أندورا"، دولة حبيسة صغيرة جنوب غرب أوروبا، تقع في جبال البرانس الشرقية، وتحدها إسبانيا وفرنسا، حيث تعد سادس أصغر دولة في أوروبا، بمساحة تبلغ 468 كم²، وعدد سكانها وصل نحو 84 ألف نسمة عام 2009، والعاصمة هي أندورا لا فيلا، وهي أعلى عاصمة في أوروبا، حيث تقع على ارتفاع 1,023 متر، واللغة الرسمية هي الكتلانية، رغم استخدام الإسبانية والفرنسية والبرتغالية بشكل شائع.

وتكوّنت الإمارة عام 1278، ويمارس دور العاهل أميران مشتركان، هما رئيس الجمهورية الفرنسية وأسقف أورجيل.

أندورا بلد مزدهر، ويرجع ذلك أساسًا لقطاعها السياحي، الذي يخدم ما يقدر بـ10.2 مليون زائر سنويًا، كذلك بسبب وضعها كملاذ ضريبي. أندورا ليست عضوًا في الاتحاد الأوروبي، لكن اليورو هو العملة الفعلية. يمتلك شعب أندورا رابع أعلى متوسط مأمول لحياة الإنسان في العالم عند الولادة بنحو 82 سنة.

أندورا هي آخر إمارة بقيت من ضمن مجموعة إمارات قام بإنشائها شارلمن ملك فرنسا (747م - 814م) لتكون حاجزًا بين فرنسا والمسلمين في الأندلس، ومنذ عام 1278 م وحتى 1993م حكمت أندورا بشكل مشترك بين رئيس الإمارة الفرنسي وأسقف الأرغول (urgell) الإسباني، وفي عام 1993 تم الانتقال من هذا الحكم الإقطاعي إلى ملكية ديموقراطية وبرلمان، حيث يرأس الإمارة أميران ليس لهما سلطة تنفيذية، ويرأس الحكومة رئيس الوزراء.

يتحدث سكانها اللغة الكتالونية، أما العرقيات التي تعيش في هذا البلد الأوروبي فهي الأندورية 6 .36% والإسبانية 3 .33% والفرنسية 3 .6%، فضلًا عن مجموعات عرقية صغيرة الحجم 8 .7%. وتبلغ مساحة أندورا 63 .467 كيلومترًا مربعًا، وسكانها نحو 85 ألف نسمة، طبقًا لإحصاء العام،2011 ويقدر إجمالي الناتج المحلي بـ510 .4 مليار دولار. ودخل الفرد 53383 دولارًا. وتتعامل أندورا باليورو.

وتعتبر الإمارة غنية بمناجم النحاس والألمنيوم وحجارة البناء، لكن اقتصادها يعتمد على نحو متعاظم على السياحة، كما تجذب هذه البلاد الجبلية ملايين السياح سنويًا، ويحضر إلى هذه البلاد هواة التزلج على الجليد وتسلق القمم الجبلية.

مصدر السياحة الرئيسي لـ"أندورا" من إسبانيا وفرنسا، كما تعد وجهة سياحية للزوار البريطانيين، فمن كل سبعة سياح، هناك سائح واحد بريطاني أي أكثر من زائري سويسرا وكندا والولايات المتحدة مجتمعة.

وتشتهر البلاد بانهياراتها الجليدية، وهو ما يدفع الحكومة إلى اتخاذ إجراءات متعددة لمنع خطورتها، مثل كنس الجليد أولًا بأول، وتفجير الكتل الجليدية، واستخدام الشباك والحواجز، فضلًا عن العوارض الأسمنتية، ولدرء مخاطر تلك الانهيارات شيدت الحكومة سدًا منيعًا في وادي أرينسال، واستخدم في بنائه 11 ألف متر مكعب من الصخور.

وتعد المدن والبلدات الشهيرة بأندروا ، هي  "أندورا لا فيلا": عاصمة "أندورا" هي المنطقة الأكثر جذبًا للسائحين. ترتفع المدينة 1029 مترًا عن سطح البحر، وتعدّ واحدة من العواصم الأكثر ارتفاعًا في العالم. وفيها، يكتظّ الشارع الرئيس بمحلات بيع الهدايا التذكاريّة والحرف المحليّة، جنبًا إلى جنب مع المعارض والمقاهي والمطاعم.

وتشمل الأماكن السياحية: "كاسا دي لا فيل"، الذي بني في 1580، وتشغله الحكومة اليوم، ومجمع "تيرموليديك كالديا" لـ"سبا" الأكبر في أوروبا، ببرجه الرائع المصنوع من الزجاج على شكل الهرم. وهو يضمّ في دواخله أكثر من 6.000 متر مربع من مناطق الترفيه، فضلًا عن توفر العديد من حمامات البخار والـ"جاكوزي" والحمّامات الهنديّة الرومانيّة.

وتليها "فالنورد": في الجزء الشمالي من "أندورا"، وتعد "فالنورد" واحدةً من وجهات الرياضات الشتوية الأكثر شعبيّةً في جبال البرانس، وتضمّ ثلاثة منتجعات للتزلّج على الجليد: "أركاليس" و"بال"، و"أرينسال"، وترتبط معظم المنحدرات ببعضها البعض عن طريق الـ"تيلفيريك". وتوفّر نشاطات عدّة، مثل: الطيران الشراعي وركوب الطائرات الحوّامة (الهليكوبتر) ودراجات التزلّج.

ولا يمكن إغفال  "ليه اسكالدس": تبعد البلدة بضع دقائق بالسيارة من "أندورا لا فيلا"، وتتخذ اسمها من الينابيع الحارّة المنتشرة فيها، والحاوية الكبريت والنيتروجين بنسب عالية. وهناك، تراوح حرارة المياه بين 22 و66 درجة مئوية، وهي تُعرف بخصائصها الطبيّة. ومن المتاحف في "ليه اسكالدس": "فيلادومات" الذي يعرض أعمال النحات الكاتالوني جوسيب فيلادومات، على أنقاض القلعة القديمة "كابيلا سانت روما"، وجسر "ديل ايسكالاس" التاريخي المطلّ على مشاهد بانوراميّة للمدينة القديمة.

وتعد الثقافة الأندورية هي جزء من الثقافة الكتالونية، وخرج منها كتاب كتالونيون معروفون مثل ميخيل غازيار ورامون فيليرو أتوا من الإمارة. يقام مهرجان جاز فريد من نوعه في أندورا سنويًا.

وتعرف أندورا بأنها  ولاية برلمانية مشتركة بين رئيس فرنسا وأسقف أرجيل (كتالونيا)، وإسبانيا، كحكام مشاركين في السلطة، وتتم سياسة أندورا في إطار ديموقراطية ممثلة في البرلمان، حيث إن رئيس مجلس وزراء أندورا هو رئيس الحكومة، مع وجود نظام تعدد الأحزاب، ورئيس الوزراء الحالي هو جامى بارتمو من الحزب الاشتراكي الديموقراطي وتمارس الحكومة السلطة التنفيذية. أما السلطة التشريعية فيتقاسمها كل من الحكومة والبرلمان.

ويسمى  برلمان أندورا باسم المجلس العام، ويتألف المجلس العام ما بين 28 و42 من الأعضاء، مثلما تتألف السلطة التشريعية. ومدة خدمة الأعضاء هي أربع سنوات، وتجرى الانتخابات في غضون الثلاثين أو الأربعين يومًا، بعد حل المجلس السابق. وقد يتم انتخاب أعضاء على اثنين من الدوائر الانتخابية على قدم المساواة. ويتم انتخاب النصف في عدد مماثل من كل واحدة من سبع دوائر إدارية، والنصف الآخر ينتخب من دائرة وطنية واحدة. وبعد خمسة عشر يومًا من الانتخابات يقوم الأعضاء بعقد جلسة افتتاحية. خلال هذه الدورة، يتم انتخاب الموظف الإداري العام، والذي هو رئيس المجلس العام، والنظام العام، ومساعده. وبعد ثمانية أيام، يجتمع المجلس مرة أخرى. وخلال هذه الدورة يتم اختيار رئيس الحكومة، رئيس وزراء أندورا من بين الأعضاء.

قد يصل الحد الأدنى من المرشحين إلى خمس الأعضاء، وبعد ذلك يقوم المجلس بانتخاب المرشح، الذي يحصل على الأغلبية المطلقة من الأصوات ليكون رئيسًا للحكومة. والموظف الإدارى العام يقوم بإخطار الأعضاء المرشحين لمنصب رئيس وزراء أندورا. كما أن المجلس العام مسئول عن اقتراح وإصدار القوانين. وتقدم القوانين للمجلس من ثلاث مناطق أو من عُشر المواطنين في أندورا.

تخلو أندورا من السكك الحديدية ومحطات القطارات، ولا تتوفر أية محطة قريبة من الحدود الإسبانية، لكن أقرب محطة سكة حديد هي محطة ليسبيتاليت في فرنسا وتبعد 3 كم عن حدود أندورا. وتكلف أجرة الحافلة من المحطة إلى داخل أراضي أندورا نحو 3 يورو. وتتميز الطرق الداخلية بأنها ممتازة خاصة من الأراضي الإسبانية، لكن الطريق القادم من فرنسا متعرج ويحبس الأنفاس، ويتولى الدفاع عنها كل من إسبانيا وفرنسا.

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على