باسيل في مؤتمر الطاقة سننهض باقتصادنا وتتحول دولتنا من ريع الناس الى رعاية الانتاج

أكثر من ٦ سنوات فى تيار

 قال وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في مؤتمر الطاقة الوطنية برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وحضوره: "لبنان الذي نحلم به، النهار الذي فيه تخيلت أني أمشي مع ابني على الخط الساحلي لأرى الى الأمام، انجازات وزارة الطاقة، هو النهار الذي رأيت فيه كل لبناني يحلم ويمشي مع ابنه على طريق النجاح والانجاز، هزأوا مني يومها وعرقلوا المشاريع واعتقدوا انهم سرقوا الحلم مني، ولكنهم لم يعرفوا انهم زرعوه في خيال كل اللبنانيين... لأن اللبنانيين لا يمكن الا ان يحلموا بقصص النجاح".
أضاف: "فخامة الرئيس، أقف اليوم أمامكم لنرسم معا طريق النجاح للبنانيين كوني أؤمن بلبنان وبقدرة اللبنانيين وطاقاتهم الكبيرة، هذه الطاقة اللبنانية الايجابية تعرفنا اليها في الLDE، ولكن منبعها هو هنا في لبنان. ولذلك، كان LNE مؤتمر الطاقة الوطنية اللبنانية الأول، نعقده برئاسة من شحن اللبنانيين بالطاقة ليحررهم من التبعية والفساد، نعقده لننجح معا بعد ان نجحنا افراديا، ولكي نحلم معا فنصنع معا الحلم اللبناني The Lebanese Dream".
وتابع: "يا أصحاب الطاقة اللبنانية، احلى ما في لبنان هو الحلم، ولولاه لما بقينا، يقال إن الازمات المستعصية تولد الفرص الكبرى، لكنها تحتاج الى اناس استثنائيين ونحن هم. والفرصة قد تكون في ان اقتصادنا مدمر لكي نعيد اطلاقه على قوى دفع جديدة تأخذنا الى الأمام بقفزات كبرى لاستلحاق ما فاتنا، وذلك من خلال عصرنة نسبق فيها عمليات التصليح الروتينية كون فضائلنا التنافسية وطاقاتنا تسمح لنا بالتفكير غير التقليدي اي بالحلم".
وأردف: "فخامة الرئيس، طريقنا صعب وفيه حفر غير ممكنة السلوك احيانا، فهل نحن ملزمون بتعبيده؟ او نشق طريقا اقصر، حيث يجب، محافظين على الوجهة العامة التي هي تكبير حجم الاقتصاد الحر وتنوعه ونعدل الوجهة الفرعية حيث لا عقدة عندنا ان حافظنا على الصالح، وازلنا البائد، ونلجأ بذلك اكثر الى قدراتنا البشرية لاعادة احياء طبقتنا الوسطى. طريقنا صعب وواقعنا معروف، والمأمول عندنا متفق عليه. اما الذي نحلم به فهو معقود لقليلين هم اصحاب الطاقات الكبرى، هم انتم. طريقنا صعب، تعالوا نمشيه معا منطلقين من واقع متأملين بواقع آخر، آملين بحلم نائم في لاوعينا ومطلوب إفاقته في وعينا. طريقنا سهل ففيه محطات، نمشيه ناظرين الى البعيد، متنبهين الى القريب، ومتوقفين في كل محطة لنقرأ فيها المعاش والمأمول والمحلوم".
وعن المحطات، قال: "1 - الدولة: الدولة ناظمة الاقتصاد، لا قيام له من دونها، والدولة تنقصها الهيبة اليوم ومضروبة فيها المساواة، لم يعد يكفيها ان تكون دولة القانون، بل يجب ان تكون دولة الحق لكي تعدل بين اصحاب الوزنات الاقتصادية.
2 - الثقافة: صحيح أن هويتنا مهتزة، ولكن ارثنا الحضاري صلب وتراثنا الثقافي المأمول احياؤه هو وقود ابداعنا الاقتصادي للخطوات القافزة، وهكذا فإن تنوعنا الانساني هو الذي يعطي تنوعنا الاقتصادي فرادة تفاضلية تدفعنا للقفزة الكبرى.
3 - الأرض: ارض لبنان صغيرة ولكن مساحته هي العالم بفضل منتشريه، وموقعنا الجغرافي الذي اعطانا صفة الوصل للحضارة والترانزيت للتجارة، يسمح لنا بالتمدد نحو الشرق بفضل مشرقيتنا والتوسع في البحر ردما وابحارا بفضل فينيقيتنا.
4 - الموارد الطبيعية: الواقع هو أنها هبة الله المهدورة من الانسان في لبنان المأمول هو ان الموارد غير المتجددة تحت الأرض مثل النفط والغاز يكون لها صندوق سيادي للأجيال القادمة، ومثل المعادن تكون لمزيد من الاستكشاف لأن مسوحاتنا الأولية مؤشرة وتستأهل التعمق للتأكد. اما الحلم فهو للموارد المتجددة فوق الأرض، وهي بحاجة لصندوق تشجيع للأجيال الحالية.
A - الشمس: الشمس أقوى من الفحم، فلما لا تكون أرضنا الثابتة وبحرنا المتحرك مراكز لمزارع الشمس، وتكون ابنيتنا الثابتة وسياراتنا المتحركة أماكن لتوليد الطاقة؟
B - الهواء والمياه: لا شيء يوقف المياه، ولا سد حتى يحدها - وحركتها مصدر للطاقة، فلما لا نستخدمها؟ والهواء يتحرك ويحرك المياه فنستخدم طاقته وطاقة مياه البحار لما لا؟ كل حركة هي مصدر للطاقة.
C - النفايات: نفاياتنا لا يجب أن تكون ازمة، بل هي حل ومورد ايضا لانتاج الطاقة. نفاياتنا اليوم هي زبالة، اما غدا فهي ثروة. وهذا ايضا حلم. الطاقة هي أكثر بكثير من خطة كهرباء 24/24 وتوازن كهربائي وتوازن مالي في مؤسسة كهرباء لبنان، بل هي رؤية طاقوية شاملة وضعناها للعام 50، فيها البئر والانبوب والمحطة مجرد ادوات لموقع لبنان الجيوسياسي الذي نضع له معادلة بين مخزونه الطاقوي الاستراتيجي ووفره المسيل في الاسواق.
5 - الموارد البشرية: هي ثروة لبنان الكبرى غير الناضبة، وهي التي تعطيه فرادته بتنوعها الخدماتي وابداعها.
A - الخدمات: اليوم نحكي مصارف وتأمين - اعلام واعلان - سياحة ومؤتمرات، وغدا نحكي منصات الكترونية مالية، وإعلانا ذكيا، ومؤتمرات افتراضية.
B - الابداع: اليوم نحكي أدبا وشعرا وفنونا رسما ونحتا وموسيقى أزياء ومجوهرات وجمالا، غدا نحكي 3D printing و4D shaping و5 G Making.
6 - مقدرات الدولة وما اكثرها، معظمها محتكرة أو مهدورة أو مسروقة، وابسط امر ان نستردها ونفيد منها لزيادة وارداتنا بدل الضرائب، وأقل ما فيها المرافق على الأرض، والمرافئ على الشاطئ والاملاك في البحر والترددات في الهواء. والحلم ان نستخدم فضاءنا ووسعه من دون حدود، بدءا من الطيران فيه الى الصناعة الفضائية، وصولا الى اكتشاف عالم يجعلنا نتساءل اذا نحن "مميزون" في حياة جديدة.
7 - faire Savoir - المهارة: موجودة في تكوين الانسان اللبناني، لكنها غير مستغلة كما يجب، ويمكن ان تستغل في كل القطاعات، كالصناعة لتطوير نواحيها المناسبة مع طبيعة بلدنا ومحدوداته، وذلك من خلال المناطق الصناعية المتخصصة، وكالزراعة لتطوير بدائلها المتناسبة مع طبيعة ارضنا على قاعدة استثمارها والحفاظ عليها مستفيدين من التطور التكنولوجي الهائل. ويندمج الاثنان في الصناعة الغذائية التي تنتج الأكل اللبناني، رسول لبنان الأول الى العالم الذي بامكانه غزو اي مجتمع واقتحام اي بلد ليكون الرافعة الأولى لسياستنا التصديرية الفينيقية في مقابل سياستنا الاستيرادية المقاومة والحامية.
8- السياحة: غني الحديث عن السياحة الاستشفائية والتعليمية والبيئية، وعن ان لبنان مستشفى الشرق ومدرسته، ولكن ما لم نحسن يوما التخطيط له هو ان يكون بلد منشأ ومعبر الديانات والحضارات ومركز حوارها، ان يكون بلد السياحة الدينية. وما مشاريعنا الثلاثة التي بدأت في "طريق القديسين" و"طريق القداسة" و"ترميم الكنائس التراثية" الا بداية مشروع لتحويل بلد الارز والقداسة الى بلد تعانق الاديان والحج فيه.
9- النقل: يكفي ان نقول ان لبنان لم توضع فيه يوما خطة وطنية شاملة للنقل لكي نخجل من لبنانيتا "رابطة انتمائنا"، ونحن نريد وزارته لأننا نزعم اننا اهل علم واختصاص ومسؤولية لوضع هذه الخطة: فتكون فيها الطرقات واولها الدائري وآخرها طريق القمم، وتكون فيها المعابر البرية اللائقة بسيادتنا على حدودنا، وتكون فيها الموانىء التجارية والسياحية والمنصات الجافة للبواخر على شواطئنا والخطوط البحرية الممتدة الى مدننا والى جيراننا في المياه، ويكون فيها مطار بيروت المركزي ومكملاته في الشمال والبقاع، وتكون فيها الاجواء المفتوحة، للهليكوبتر والطائرة مع وقف الاحتكار لـMEA - احتكار الخطوط واحتكار الاسعار، وتكون فيها شبكة الباصات الذكية بأحجامها وبخطوطها وبمنصاتها المادية والالكترونية، وتكون فيها شبكة سكك الحديد من بيروت الى العبودية ومن بيروت الى الناقورة واهمها من بيروت الى المصنع بنفق تمتد فيه خطوط المياه والاتصالات والكهرباء والغاز والقطار. وتسبق ذلك اجراءات النقل البديهية التي تخفف من زحمة السير وتطبق مبدأ "المسبب بالسير يدفع". هكذا نسوق في المستقبل ونعطي للانسان اللبناني اجنحة.
10- الاتصالات والتكنولوجيا واقتصاد المعرفة الاتصالات: لم يعد يكفي ان نربط لبنان بشبكة الانترنت الدولي بأوتوسترادات رقمية ولا ان ننتقل الى 5G.
التنولوجيا: بل علينا ان نجعل الروبوتات جزءا من حياتنا، ونطبع نحن المكاتب التي تغير كيف نعمل، واولادنا يطبعون اعضاء جديدة لجسمنا، ونفيد من ذكائهم الطبيعي لنصنع ذكاء اصطناعيا AI لمعالجة كافة اعاقاتنا، ونتقدم اكثر فأكثر حتى نجعل من الروبوتات اناسا حقيقيين.
اقتصاد المعرفة: وننتقل هكذا الى صناعة اقتصاد المعرفة الذي ينقل ناتجنا المحلي من 50 الى 100 مليار دولار في خمس سنوات، وينقلنا من 25,000 عامل فيه الى 250,000 عامل، وننقل مجتمع لبنان ليكون جزءا من المجتمع الرقمي العالمي، فتكون ارجلنا في لبنان ورؤوسنا في كل دول العالم، مثلما ان منتشرينا ارجلهم في كل دول العالم وقلوبهم في لبنان.
11- اعادة اعمار سوريا يكفي ان تكون مصيبة لبنان فوائد للغير ومصيبة الغير مصيبة ايضا للبنان، الا يمكن لمرة واحدة ان تكون مصائب الغير فوائد لنا، وفوائدنا تكون فوائد لهم؟ هذه المرة هي اعادة اعمار سوريا، لتكون اعادة اعمار سوريا ولبنان. وهكذا نحل مشكلة النزوح من خلال عودة السوريين الى سوريا وذهاب اللبنانيين اليها ليس غزوا بل اعمارا. والمعيار الوحيد هنا هو مصلحة لبنان اولا ومصلحة سوريا ثانيا، وليس هناك اي اعتبار آخر، لا تطبيع ولا وصاية ولا احتلال، ولا ضروري ولا شرعي ولا مؤقت بل حيوي واخوي ودائم.
12- الانسان وصحته وتعليمه ويبقى الانسان هو الاساس، حيث لم تعد تكفيه شبكات الأمان الاجتماعي اللازمة بل اصبحنا بحاجة لاستخدام الهندسة الجينية لنكافح امراضنا القاتلة ولنحارب الشيخوخة وننمي دماغنا ونعيد التحكم بحركتنا ونعيد الحياة الى ناسنا، ونستخدم التكنولوجيا لنكتشف تاريخنا الجيني الذي هو اساس "لبنانيتنا" Lebanity - Libanite لنفهم اكثر مما نحن مصنوعون ولنكون الناس التي نريد ان نكون. ونفهم كيف انتقلنا من الشروال اللبناني الذي طفنا فيه العالم منذ 150 عاما الى الذكاء الاصطناعي الذي نغزو به العالم غدا، فنخلق لغات جديدة بعد ان اخترعنا الحرف (ونقلنا وقتها الانسان من التواصل بالحركة الى التواصل باللغة)، وتصبح المعرفة مجانية للجميع (لا تعليم خاصا ولا عاما ولا مخصخصا) ويدخل طلابنا العالم الافتراضي ليطيروا في السماوات، فتختفي الصفوف وتكون المعلومات قريبة لنا بقرب هواتفنا، ونعيد انتاج تربيتنا لنعالج عيوب ثقافة الفساد في مجتمعنا ونحافظ على قيمنا الانسانية دون تعارض مع التكنولوجيا.
وختم: "فخامة الرئيس، سنصل، عنا_ ايمان_ باقتصادنا مثل ايماننا بلبنانيتنا، ومثلما نهضنا بلبنان الرسالة وحافظنا على وحدتنا، سننهض باقتصادنا وتتحول دولتنا من ريع الناس الى رعاية الانتاج. بالطاقة الايجابية، بالمبادرة الفردية، بالشراكة مع القطاع الخاص والمجتمع المدني (بخلق فرص العمل وزيادة التنافس) بالابداع اللبناني وتنوعه، بفرادة التأقلم والتحمل سنصل وسننتصر. بلبنانيتنا سينتصر اقتصادنا".

شارك الخبر على