الصحف الأوروبية تتغزل في «مملكة السيتي العالمية»
about 2 years in الإتحاد
عمرو عبيد (القاهرة)
لم تستبق صحيفة «ميرور» الأحداث عندما كتبت قبل انطلاق مباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، أن «حكمة» الإدارة الظبيانية تكاملت مع «عبقرية» بيب جوارديولا من أجل بناء مجد «مملكة السيتي العالمية»، وبالفعل تحقق ما رأته الصحيفة الإنجليزية الشهيرة وتوقعه العالم كله بلا استثناء، بعد موسم تاريخي سيبقى خالداً في ذاكرة اللعبة، حيث تمكن بيب وكتيبة النجوم من تحقيق الحلم القاري، بل إنه جاء ضمن «ثلاثية تاريخية» باهرة لن يتوقف الحديث عنها لشهور وربما سنوات!وتصدّر رودري صاحب هدف التتويج أغلب أغلفة الصحف العالمية، حيث وصفته «إكسبريس» ورفاقه بـ«صُنّاع التاريخ» وكتبت أن بيب ورجاله حصدوا «الثلاثية» في ليلة مُذهلة، تحقق خلالها هذا المجد تحت أنظار مالك النادي، سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في حين عنونت «ستار سبورت» غلافها بـ«أبطال الثلاثية» ووصفت لاعبي مانشستر سيتي بـ«الخارقين»، أما «هيرالد» فنشرت عبر غلافها الرئيس صورة احتفال نجوم «البلو مون» لحظة رفع الكأس الأوروبية وقالت إنها «فرحة الثلاثية».
ولم تختلف تغطية أغلب الصحف الإنجليزية، حيث أتت «ثلاثية المجد» في صدر المواقع والنسخ المطبوعة من دون استثناء، وأشادت بالحارس البرازيلي الرائع، إديرسون، الذي رأته أغلبها أبرز نجوم المباراة بعد تصدياته الخارقة، وأتى معه رودري وكذلك برناردو سيلفا، وكان جوارديولا محور احتفاء «تيلجراف» التي نشرت تقريراً حوله بعنوان «بيب.. أعظم مدرب في تاريخ كرة القدم»، وقالت خلاله إن «الفيلسوف» كان السبب الأكبر في تحقيق تلك الثلاثية النادرة، وإن العمل الذي قام به خلال السنوات الماضية تحت الرعاية الإماراتية في «قلعة السماوي» يصعب تكراره مع أي مدرب آخر.
وأكملت «تيلجراف» بالحلم الذي عانده طوال 12 عاماً وانتظره عبر 4396 يوماً، تحقق الآن بفضل منظومة السيتي التي استحقت هذا الصعود والنجاح غير العادي، والتفوق داخل وخارج إنجلترا، مثلما استحق بيب هذا التكريم بعدما صنع من برشلونة «فريقاً لا يُقهر» وعاد ليُكوّن من نجوم السيتي «فريقاً مُذهلاً»، ولأنه «العبقري» المُختلف عن غيره، فقد نجح في تصحيح أخطاء النهائي السابق أمام تشيلسي، فالهدوء وعدم التسرع والتخفيف من الضغوط على لاعبيه، كانت الوسائل الحكيمة التي استخدمها.بخلاف موهبته الابتكارية التي ظهرت عبر سنوات، بدأت بـ«المهاجم الوهمي» مع «الأسطوري» ميسي وبرشلونة، ونضجت بـ«الظهير المقلوب» مع فيليب لام وبايرن ميونيخ، ثم أبدعت بـ«الدور المختلط» للمدافع ولاعب خط الوسط في آن واحد، جون ستونز، ليزيد صلابته الدفاعية ويحصل على ورقة هجومية زائدة بـ«خدعة ثنائية ماكرة»، والمؤكد أن جعبة «العبقري» لا تزال تحتوي على الكثير من الحيل الكروية، التي يتلهف عشاق الكرة الجميلة لرؤيتها في المواسم المقبلة مع «سيتي بيب»!
ولم تتوقف الإشادة بما حققه السيتي عند حدود إنجلترا، فانطلقت الصحف الإسبانية للاحتفاء بالسيتي ونجومه ومدربه، حيث تصدرت صورة الفريق رافعاً الكأس «ذات الأذنين» غلاف «موندو ديبورتيفو» بعنوان «مدينة الأبطال»، أما جارتها الكتالونية «سبورت» فعنونت غلافها الذي حمل صورة مماثلة بـ«بيب التاريخي»، بينما كان رودري نجماً لغلاف «ماركا» التي كتبت «الدون رودريجو»، بينما وصفت «آس» التتويج بعنوان «بطولة رودري».«ليكيب» الفرنسية عبّرت عن انبهارها بما قدمه السيتي مع جوارديولا، وقالت إن الفريق بلغ درجة أقرب إلى «الكمال الكروي» بفضل عبقرية بيب، بينما طغى الحزن الشديد على الصحف الإيطالية، وقالت «لاجازيتا» إن إنتر ميلان لعب المباراة بصورة متكافئة وحافظ على آماله حتى النهاية.وتحت عنوان «دموع البطل»، جاءت صورة «المونديالي» لاوتارو مارتينيز الذي أهدر أهم فرصة لفريقه خلال المباراة، كادت تُغيّر مسار اللقب، وذكرت «لاجازيتا» كذلك الفرص التي أهدرها لوكاكو في الوقت القاتل، بينما عنونت «كورييري ديللو سبورت» غلافها بكلمات «للأسف.. لا»، ووصفت «توتوسبورت» خسارة اللقب بـ«الحلم المكسور»!