منصور بن زايد ينقل «السيتي» إلى «الصدارة العالمية»

١١ شهر فى الإتحاد

رضا سليم (دبي)نقل سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، نادي مانشستر سيتي إلى مصاف العالمية، بعدما عبر به إلى قمة الكرة الأوروبية وتربع على عرش الكرة الإنجليزية بتحقيق الثلاثية بالفوز بلقب «البريميرليج» وكأس إنجلترا، ثم دوري أبطال أوروبا، ليتأهل إلى بطولة مونديال الأندية، والتي ستقام في السعودية ديسمبر المقبل، ليصنع السيتي ثلاثية تاريخية ويطمح إلى الرباعية.لم تكن تصريحات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان لصحيفة «الديلي ميل» البريطانية في عام 2018، بمناسبة مرور 10 سنوات على ملكية مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، والتي يملكها سموه، سوى رؤية ثاقبة للمستقبل، وما يخطط له مع هذا النادي العريق، حيث أشار إلى أن سقف طموحاته بلا حدود، وأن «مان سيتي» أتى من بعيد قاطعاً مشواراً رائعاً، ومحققاً نجاحات كبيرة، وكان بمثابة العملاق النائم، ولكنه لم يصل إلى المكانة التي يريدها. وبعد 5 سنوات، وصل السيتي إلى القمة العالمية في تجربة استثمارية تمثل نموذجاً رائعاً في الاستثمار الرياضي، والذي امتد إلى أبعد من النادي الإنجليزي، وتحول إلى مجموعة تضم عدداً كبيراً من الأندية في مختلف دول العالم.على مدار 15 عاماً، منذ أن انتقلت ملكيته في سبتمبر عام 2008 إلى مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والاستثمار، تحول «السيتي» إلى علامة تجارية كبرى بين الشركات في عالم كرة القدم، والأقوى مالياً واستثمارياً في عالم الرياضة. ورغم تاريخ مانشستر سيتي العريق مع الكرة الإنجليزية، منذ تأسيسه قبل 128 عاماً، وتحديداً عام 1894، فإنه لم يتحول إلى واحد من أقوى أندية العالم، إلا قبل 15 سنة فقط، عندما انتقلت ملكيته في سبتمبر عام 2008 إلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، الذي طور فكرة الاستثمار لتتحول مجموعة «سيتي فوتبول جروب» إلى «إمبراطورية» كبيرة لا تغيب عنها الشمس، كونها تضم عدداً كبيراً من الأندية على مستوى العالم، كان آخرها باهيا البرازيلي، الذي ينضم إلى المجموعة.عندما قامت مجموعة أبوظبي المتحدة للاستثمار والتطوير، بشراء مانشستر سيتي عام 2008، لم يكن يتوقع أحد أن النادي سيكون نجماً في سماء الكرة العالمية خلال تلك السنوات القليلة، ولكن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نجح في قيادة «السيتي» ووضعه على طريق المجد، ليصبح الأكثر تتويجاً بالألقاب خلال السنوات الأخيرة، والوحيد الذي حقق الرباعية في الكرة الإنجليزية. وخلال مسيرة «السيتي»، بقيادة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، تمت توسعة ملعب «الاتحاد» الخاص بالفريق ليستوعب 55 ألف متفرج، والذي احتفل مؤخراً بالذكرى العشرين للانتقال التاريخي، حيث غادر مانشستر سيتي ملعب ماين رود بعد 80 عاماً، وتحديداً في أغسطس 2003، منتقلاً بهذه الخطوة المهمة مسافة ثلاثة أميال ونصف الميل إلى مقر إقامته الجديد في ملعب «الاتحاد».ويتحدث العالم عن نجاحات مانشستر سيتي في الكرة الإنجليزية والأوروبية، وقيادة الإمارات، وتحديداً أبوظبي لمجموعة السيتي الكروية «سيتي فوتبول جروب»، التي تضم أندية متعددة حول العالم، وهي نموذج متفرد لرؤية استثمارية رياضية، من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، حتى أصبحت المجموعة تحكم أضلاع كرة القدم حول العالم، بألقاب وخطوات كبيرة تقوم بها في مختلف قارات العالم، وحلم أي نادٍ أن يكون عضواً في المجموعة الأبرز في الوقت الحالي.وبعد 10 سنوات من تأسيس المجموعة التي انطلقت عام 2013، باتت تضم حالياً أندية في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية والجنوبية وأستراليا، إلى جانب أعمال تتعلق بفرق كرة القدم النسوية، الأكاديميات، والدعم الفني وشركات التسويق الرياضية، وطموحها زيادة المشاركة في كرة القدم، سواء داخل الملعب أو خارجه، من أجل العثور على أفضل المواهب الكروية وتطويرها.

نجاحات كبيرةوحققت المجموعة نجاحات ضخمة مع مانشستر سيتي في الدوري الأصعب في العالم، بعدما أحكم الفريق قبضته على الألقاب هناك، وحقق نجاحات كبيرة في عهد أبوظبي بالوصول إلى اللقب الـ 18، كما أن المجموعة تحقق نجاحات بارزة بحصد الألقاب مع أندية مثل نيوريورك سيتي في أميركا، ملبورن سيتي في أستراليا، ياكوهاما مارينوس في اليابان، مونتيفيديو سيتي توركي في أوروجواي، إلى جانب قطع خطوات كبيرة لأندية في تطوير المواهب والتقدم المدروس، مثل جيرونا في إسبانيا الذي ثبت أقدامه من الدرجة الثانية في الدرجة الأولى، ويوجد في المراكز العشرة الأولى هذا الموسم، تروا في فرنسا، لوميل في بلجيكا.آخر الصفقاتوتتواصل جهود المجموعة في مواقع ناشئة، مثل مومباي سيتي في الهند، وسيتشوان جيونيو في الصين، إلى جانب الاستثمارات الجديدة، بعد الاستحواذ على باليرمو في إيطاليا بداية هذا الموسم، وباهيا البرازيلي، وشريكه بوليفار البوليفي مطلع الموسم الجاري، وكانت آخر الصفقات، الاستحواذ على 90% من أسهم باهيا البرازيلي.نهج جديد ولعل نجاحات الستي كانت سبباً في توسع مجموعة أبوظبي للاستثمار، بقيادة معالي خلدون المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، رئيس مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي، رئيس مجموعة السيتي الكروية، والذي نجح في صنع نهج جديد للكرة العالمية، أصبح الجميع يسعى للسير عليه، واللحاق بخطواته القياسية التي غيرت مفهوم الاستثمار الرياضي، ونقلته إلى أبعاد رائدة على الصعد كافة، من خلال الموازنة بين النجاحات على أرض الملعب وخارجه، في جميع المجالات الفنية، الإدارية، التسويقية والتجارية، وغيرها.ومنذ عام 2008، تولى المبارك رئاسة مجلس إدارة نادي مانشستر سيتي لكرة القدم، وأشرف على تطوير أداء النادي رياضياً وتجارياً، وحقق النادي جميع الألقاب الممكنة في المملكة المتحدة، ويحتل مانشستر سيتي مرتبة متقدمة عالمياً حسب الإيرادات المالية، إلى جانب أدائه الفني الهجومي والقوي، كما يترأس خلدون المبارك مجموعة سيتي لكرة القدم، وهي شركة قابضة تأسست في 2013 لإدارة أندية عالمية لكرة القدم والاستثمار فيها.ويتبني «السيتي» منهج انتقاء المواهب، التي تضيف للفريق فنياً بالمقام الأول، إلى جانب البحث عن مدرب يطبق هوية لعب في أرضية الملعب، وهو ما تمثل بالإسباني بيب جوارديولا، الذي لا يتم التعامل معه بأسلوب المحاسبة على النتائج فقط، ولكن ترك المساحة اللازمة من أجل العمل على تطوير اللاعبين والفريق، ما جعل له هوية متفردة خاصة به.صدارة المشهدمنذ سطوع شمس الإدارة الإماراتية في سماء الكرة الإنجليزية، لم يعرف مانشستر سيتي وحده طريق التغيير، بل تحركت منظومة «البريميرليج» بأكملها في اتجاه يختلف تماماً عن الطريق الذي اعتادت عليه عبر 3 عقود، ودفعت إدارات الأندية الإنجليزية لمحاولة اللحاق بركب «السيتي» الذي انطلق، ولم ينجح كثيرون في إيقافه، خاصة خلال السنوات الماضية، لتتصدر أبوظبي المشهد، بعدما غيّرت خريطة «البريميرليج»، ولا تزال تملك الكثير والجديد.أرقام جديدة تربع بها «السيتي» فوق قمة الدوري، الأغلى والأقوى عالمياً، في 5 مواسم من إجمالي آخر 6 نُسخ، مُكتسحاً الجميع من دون استثناء، ليُغير ملامح التاريخ في «البريميرليج»، الذي لم يعرف منذ عام 1992 إلا بطلاً واحداً، كان مانشستر يونايتد، في حقبة سابقة، مع مناوشات محدودة من أرسنال واقتحام قوي ومُباغت من جانب تشيلسي، بالإضافة إلى مفاجآت معدودة لكل من ليستر سيتي، وقبله بلاكبيرن، وخفوت بريق ليفربول باستثناء تتويج خاطف.وتخطى «البلو مون» رقم «البلوز» خلال 10 مواسم، ليُصبح في المرتبة الثانية، بعد «اليونايتد»، بقائمة الفرق الأكثر فوزاً بلقب «البريميرليج»، بل زاد الفارق اتساعاً بالتتويج الحالي، لينفرد تماماً بـ «الوصافة» بـ 7 ألقاب، بينها «الثلاثية النادرة» التي حققها الفريق تحت قيادة بيب جوارديولا، ونجح «القمر السماوي» في تقليص الفارق إلى 6 ألقاب مع «الشياطين» في العصر الحديث من الدوري الإنجليزي، وتحمل الثلاثية رسالة واضحة برغبة «السيتيزن» في الاستمرار نحو آفاق أعلى.
 

شارك الخبر على