«الاستراتيجية الوطنية للرياضة».. وبناء المجتمع القوي

١١ شهر فى الإتحاد

تضع «الاستراتيجية الوطنية للرياضة 2031» التي اعتمدها مجلس الوزراء في جلسته المنعقدة الثلاثاء، 7 يونيو 2023، أُسساً قوية لمجتمع يحظى أفراده بالصحة، وبحياة أفضل على المستويين البدني والنفسي. كما تُقدِّم الاستراتيجية ركائز متينة تقوم عليها خطط إعداد وتأهيل الرياضيين المحترفين، من خلال نظام مُحكَم يضمن اكتشافهم في فترة مبكرة، ويوفر الظروف اللازمة لوصولهم إلى أقصى درجات الجاهزية التي تؤهلهم للمنافسات العالمية.
وإلى جوار هذين العاملين، فإن الاستراتيجية لا تُغفِل الفرص الاقتصادية، إذ تضع ضمْن أهدافها «مساهمة القطاع الرياضي بـ 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي». إن الحرص على ممارسة أفراد المجتمع للرياضة هو محطّ اهتمام القيادة الرشيدة، إذ يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إن «النشاط الحركي أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى بسبب طبيعة الحياة التي نعيشها في الوقت الحاضر، لذلك يجب ألا تشغَلُنا أعمالنا ومسؤولياتنا أو روتين الحياة ومتطلّباتها عن ممارسة الرياضة بشكل يومي».
ويؤكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ذلك بقوله: «الرياضة يجب أن تكون ثقافة يومية لكل فرد من أفراد المجتمع، ونمط حياة نعيشها ونمارسها بشكل يومي، لأنها تهذّب الروح والجسد والسلوك للإنسان بصرف النظر عن جنسه أو عمره».
تعمل الاستراتيجية على ضمان تبنّي أكثر من 71% من السكان نمطَ حياة نشطاً، وتأهُّل أكثر من 30 رياضيّاً إلى دورة الألعاب الأولمبية، وهو توازن ضروري ومحسوب بين جانبين للرياضة، يُركز أحدهما على المجتمع ككل، والآخر يركز على المنافسة الرياضية العالمية في أرفع صورها. وتُنفَّذ الاستراتيجية من خلال سبع عشرة مبادرة، تغطي كل القطاعات ذات الصلة بالرياضة، وتبدأ من المكان الملائم، وهو المدرسة التي ستشهد قفزة ضخمة في مناهج التربية الرياضية والقائمين على تدريسها.
إن نجاح هذه الاستراتيجية يعني تقدُّماً كبيراً نحو بناء مجتمع قوي وسعيد، ويجني في الوقت ذاته فوائد اقتصادية جمّة. ويمكن أن نُقدِّر حجم المكاسب الاقتصادية إذا عرفنا أن كلفة السُّمنة - الناجمة عن إهمال الرياضة - تقارب 12% من ميزانية الرعاية الصحية في الولايات المتحدة، وأن الأشخاص المصابين بالسُّمنة يفقدون نحو 50% من إنتاجيّتهم بالمقارنة بأصحاب الوزن الطبيعي، ويحتاجون إلى زيارة الأطباء بزيادة 88% عن الأشخاص العاديّين.
والأهم من ذلك أن الصحة الجيدة التي تلعب فيها ممارسة الرياضة دوراً مهمّاً، هي أحد أكبر مصادر السعادة للفرد ولأُسرته ومحيطه، وأن المرض الذي يمكن الحد من احتمالاته بممارسة الرياضة، قد يكون من بين أسوأ التجارب التي يواجهها الإنسان على الإطلاق، وأن تجنَّبه بكل طريقة ممكنة، هو واجب أخلاقي وإنساني.
* عن نشرة «أخبار الساعة» الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. 

شارك الخبر على