الهند ونيبال.. علاقات وطيدة ومهمة

حوالي سنة فى الإتحاد

توجه رئيس وزراء نيبال، بوشبا كومار داهال، إلى الهند في أولى زياراته الخارجية بعد توليه منصب رئيس الوزراء قبل ستة أشهر. وكانت زيارته استمراراً لتقليد راسخ يتمثل في ذهاب رؤساء وزراء نيبال في أولى زياراتهم الخارجية إلى الهند بعد انتخابهم. وتولى داهال الذي يشتهر باسم «براشاندا»، منصب رئيس الوزراء مرتين من قبل، في عامي 2008 و2016. وفي عام 2008، خرج براشاندا على هذا التقليد الراسخ وذهب إلى الصين في أول زيارة خارجية. ومن الواضح أن زيارة براشاندا الذي يرأس حكومة ائتلافية ضعيفة استهدفت تحقيق توازن بين علاقات الدولة الواقعة في جبال الهيمالايا مع جارتيها الكبيرتين. وبراشاندا ينتمي إلى الحزب الشيوعي النيبالي، وأدى اليمين كرئيس لوزراء نيبال في نهاية ديسمبر بعد تشكيل تحالف مع رئيس الوزراء السابق كيه. بي شارما أولي. وكانت هذه رابع زيارة يقوم بها إلى الهند، ولا شك أنها أثمرت بعض الإجراءات الملموسة. وبعد محادثاته مع رئيس الوزراء ناريندرا مودي، تم الإعلان عن إتمام صفقة طويلة الأجل لتجارة الطاقة، كما وقع الجانبان سبع اتفاقيات في التجارة والطاقة والبنية التحتية وغيرها. وبموجب اتفاق تجارة الطاقة، تستورد الهند عشرة آلاف ميجاوات من الكهرباء من نيبال في السنوات العشر القادمة. وبرز التعاون في مجال الطاقة كأحد الجوانب الرئيسية للعلاقات بين البلدين. وعقب المحادثات، وقع البلدان أيضاً اتفاقية تطوير لمشروع للطاقة الكهرومائية بسعة 669 ميجاوات حصل بالفعل على موافقة مجلس الاستثمار النيبالي قبل أيام من زيارة براتشاندا. وتساعد الهند نيبال بالفعل في تطوير مشروعين للطاقة الكهرومائية وهما مشروع أرون -3 الذي تبلغ سعته 900 ميجاوات ومشروع أرون-4 وسعته 490 ميجاوات وهو قادم في الطريق أيضاً. وتصدر نيبال أيضاً الطاقة الكهرومائية عبر الهند إلى بنجلاديش. ويتطلع البلدان إلى تصدير ما يصل إلى 60 ميجاوات من الكهرباء من نيبال إلى بنجلاديش. ومضى زعيما البلدين قدماً في تعزيز ربط السكك الحديدية. وكشفوا معاً النقاب عن اللوحة الإلكترونية وأطلقوا قطار البضائع الهندي من قرية «بثناها» الهندية إلى ساحة الجمارك النيبالية. وتم توقيع عدد من الاتفاقيات الأخرى تضمنت تمديد خط أنابيب البترول عبر الحدود، وتبودلت مذكرة تفاهم بين معهد الشؤون الخارجية في نيبال ومعهد الخدمة الخارجية في الهند وغيرها. وكانت زيارة براتشاندا وسيلة ممتازة لإصلاح العلاقات ودفعها إلى الأمام. ومن المهم لكلا البلدين الحفاظ على مستوى عالٍ من العلاقات وسط التقلبات العالمية المتزايدة. وتشترك الهند ونيبال في روابط تاريخية وثقافية. وجعلت نيودلهي تحسين العلاقات مع كاتماندو من أولويات السياسة الخارجية. وحدث انخفاض كبير في عام 2015 حين منعت الاحتجاجات بين الجماعات العرقية، غير الساخطة على الدستور الجديد، شاحنات الإمداد القادمة من الهند، ما تسبب في أزمة الوقود والغذاء. وتم حل الأزمة وفتح الطرق.ما يحدث في نيبال ستتم مراقبته عن كثب في الهند. وتعد علاقة الطاقة جزءاً أساسياً من العلاقات الثنائية، وستضمن الصفقة الجديدة لتبادل الطاقة أن تظل هذه الروابط قوية. ومن الواضح أن العلاقات الاقتصادية والتجارية ستضمن استمرار تعميق العلاقات بين البلدين. ووسط اضطرابات سلسلة التوريد كما يتضح من جائحة كوفيد-19 وعدم اليقين العالمي الناجم عن الحرب في أوكرانيا، ليس هناك شك في أن البلدين بحاجة إلى توطيد العلاقات بعد أن أصبح التعاون في جنوب آسيا شديد الأهمية. 
*رئيس مركز الدراسات الإسلامية في نيودلهي

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على