«نيوم» مشروع خيالي يجمع المبدعين والموهوبين حول العالم

أكثر من ٦ سنوات فى التحرير

بدأت المملكة العربية السعودية، بتغيرات عديدة خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت توجهاتها تمثل نقلة نوعية في حياة البلد الإسلامي الذي عُرف عنه التشدد، بل أصبح الاعتماد على الشباب هو السمة الرئيسية والنهج الحديث لمواكبة التطور التكنولوجي العالمي، والتي تسعى المملكة لتطبيقه وفق رؤية استراتيجية تساعد على تنمية المجتمع.

ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، قال خلال مبادرة مستقبل الاستثمار والتي أعلن من خلالها عن تدشين مشروع "نيوم": إن "المشروع له فرص خيالية تتمثل في طلب ضخم سعودي، وطلب متسرب خارج السعودية بحجم 100 مليار دولار، وقدرة استثمارية مستهدفة بحجم 500 مليار دولار.

وأضاف "بن سلمان" في كلمة خلال مبادرة مستقبل الاستثمار، أن 10% من التجارة العالمية تمر بجوار الموقع من خلال البحر الأحمر إلى جانب طبيعة خلابة من وديان وشعب وجزر وجبال تكسوها في الشتاء الثلوج وفي الصيف جو معتدل أقل بـ10 درجات من باقي المناطق المحيطة بالموقع الجغرافي للمشروع الجديد.

وتابع "كل عناصر نجاح المشروع موجودة لخلق شئ عظيم وجديد وأهم عنصر هو رغبة الشعب السعودي وإرادة الشعب السعودي، فالشعب لديه الكثير من المبادئ والركائز لأنه عاش في الصحراء وهي الدهاء الذي مكنه من التأقلم مع العيش في الصحراء، والعزيمة الجبارة التي تجعله يصل إلى ما يريد".

وأشار ولي العهد إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع مشروع نيوم الذي يعد أفضل منطقة بالشرق الأوسط لاستغلال طاقة الرياح، وفيه شمس كافية لخلق أي طاقة من الشمس، ونحو 200 ألف برميل يوميا من إنتاج النفط بجانب موارد عالية من الغاز"، مؤكدا أن منطقة نيوم العالمية ستكون لاستثمارات "الحالمين، وموقعاً للحالمين الذين يريدون خلق شيء جديد في هذا العالم، ولا مكان فيها للاستثمارات التقليدية.

ونوه إلى انتقال المشروع إلى جيل جديد من الخدمات والطرق والصحة، وبدأنا نعمل مع عدد من الشركات لاستغلال هذه القدرات الهائلة لنقل العالم إلى موقع جديد، ولدينا اليوم مجموعة من الأصدقاء الذين عملنا معهم في الفترة الماضية، ومنهم من يريد أن يبني شيئا أعظم من سور الصين العظيم لكن على شكل ألواح ضوئية لتطوير الاستفادة من الطاقة الشمسية.

وأردف "بن سلمان" بالقول: إن "ما يميز المدينة التخطيط المسبق، حيث توجد فيه أشياء كثيرة ستراعى في المدينة، وما إذا كان سيكون فيها سيارات أو لا تتواجد فيها سيارات بالكامل مع الاعتماد على بدائل أخرى".

وقال: "لن يستطيع أحد في العالم أن يبني نيوم إلا إذا دمّر مدينة بالكامل وأنشأ مدينة مثل نيوم".

وأكد الأمير السعودي أن هناك قطاعات تقليلدية مثل الترفيه ولكن سنقدمها في نيوم، بشكل مختلف وهناك مشاريع غير تقليلدية مثل البايو تك والروبو تك، ونريد أن يكون لدينا حصة جيدة من هذه القطاعات في العالم.

ولفت إلى أن المشروع سيشغل أنظمة جديدة تحفز رجال الأعمال، وهذه هي المرة الأولى التي تتم صياغة الأنظمة وفقا لرغبات رجال الأعمال.

وتابع: "سنجمع المبدعين والموهوبين من كل العالم لصنع شيء مختلف، المدينة ستقوم على أحدث الأساليب"، مختصراً المشروع بكلمة واحدة "الفرص خيالية في نيوم.. نريد أن نحجز مكانا في المستقبل".

وأكد ولي العهد أن استخدام الطاقة الشمسية لا يعني انخفاض الطلب على النفط، موضحًا أن الطلب على الطاقة سيتزايد في السنوات القادمة من قطاعات عديدة، وفي مقدمتها قطاع البتروكيماويات.

وفي إطار تعليقه على أسباب النقلة الجديدة في التوجهات السعودية، قال ولي العهد: إن "مشروع الصحوة انتشر في المنطقة بعد العام 1979 لأسباب كثيرة.. فلم نكن بهذا الشكل في السابق، نحن فقط نعود إلى ما كنا عليه، إلى الإسلام المنفتح على جميع الأديان والتقاليد والشعوب".

وأضاف أن 70% من الشعب السعودي تحت سن الـ30، وبصراحة لن نضيع 30 سنة من حياتنا في التعامل مع أي أفكار متطرفة، سوف ندمرهم اليوم، لأننا نريد أن نعيش حياة طبيعية تترجم مبادئ ديننا السمح وعاداتنا وتقاليدنا الطيبة، ونتعايش مع العالم ونساهم في تنمية وطننا والعالم".

وتابع: "اتخذنا خطوات واضحة في الفترة الماضية بهذا الشأن، وسوف نقضي على بقايا التطرف في القريب العاجل، ولا أعتقد أن هذا يشكل تحدٍ، فنحن نمثل القيم السمحة والمعتدلة والصحيحة، والحق معنا في كل ما نواجه".

كانت فعاليات اليوم الأول من أعمال مبادرة مستقبل الاستثمار قد انطلقت من العاصمة السعودية الرياض، أمس، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والتي تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم.

يُذكر أن رؤية سلمان 2030 لم تقف عند المشروعات الاستثمارية، فقد سبق وأعلن عن اعتماد تطبيق أحكام نظام المرور ولائحته التنفيذية، بما فيها إصدار رخص القيادة للذكور والإناث على حد سواء، إضافة السماح للمرأة بالمشاركة في الحياة السياسية والنيابية وتقلد مناصب رفيعة، في خطوة تعكس تغير المواريث الثقافية داخل المملكة العربية السعودية.

 

شارك الخبر على