التوتُّر يسود ربيعة والقوات الاتحادية تستعدّ للتقدّم باتجاه فيشخابور

أكثر من ٦ سنوات فى المدى

عاد التوتر من جديد بين قطعات البيشمركة والقوات الاتحادية حول السيطرة على مناطق نفطية تقع شمال محافظة نينوى. واندلعت يوم أمس اشتباكات مسلحة بين القوات الكردية والحشد الشعبي، قرب ناحية ربيعة على الحدود مع سوريا. ولم يصدر عن القوات العراقية أي بيان لتوضيح ما جرى هناك.
بالمقابل أكدت مصادر عسكرية مطلعة أن القوات الاتحادية أوقفت الهجوم ومنحت البيشمركة مهلة ساعات للانسحاب من تلك المواقع.وتسعى بغداد الى السيطرة على منفذ فيشخابور، 40 كم شمال ناحية ربيعة، الذي يمر عبرها أنبوب تصدير النفط الرئيسي الى تركيا.ومن أهداف العملية العسكرية في نينوى، بحسب مسؤولين، التي بدأت بعد يوم من إعادة الانتشار في كركوك، السيطرة على الآبار النفطية وهو أمر قد ينذر بتفجر مواجهات مسلحة.وأعلنت القيادة العسكرية المشتركة، الاسبوع الماضي، أنها سيطرت على "حقول نفط بطمة وعين زالة ( 70 كم شمال شرق الموصل) وعلى جميع الآبار البالغ مجموعها 44 بئراً نفطية".ومن المتوقع ان تمتد حركة القطعات العسكرية الى مناطق أخرى غنية بالنفط، مثل قضاء شيخان، الذي يؤكد الإقليم انه ضمن حدود 2003.وأبدت قوات البيشمركة، مؤخرا، مرونة واضحة للانسحاب من مناطق في نينوى التي تشهد مباحثات ميدانية مع القوات الاتحادية.وتقول أطراف كردية ان "التفاهمات" مع الجيش العراقي مستمرة، متهمة قطعات الاتحادية بخرق الاتفاقيات.وتوصلت جولات المباحثات الاخيرة بين الطرفين الى قبول الجانب الكردي بالعودة الى حدود 2003، أو ما يعرف بـ"الخط الازرق" وهو خط عرض 36.
تجدُّد الاشتباكاتمن جهته يقول سعيد مموزيني، عضو الحزب الديمقراطي في الموصل، إن "الحشد الشعبي هاجم، فجر أمس، قرية المحمودية 10 كم شمال ناحية ربيعة".وكانت القوات المشتركة قدأعلنت، الاسبوع الماضي، إعادة السيطرة على مناطق في نينوى من بينها منفذ وناحية ربيعة التي تقع على الحدود السورية.وقال مموزيني، في اتصال مع (المدى) أمس، إن "الحشد خسر 20 شخصا في الهجوم، و5 همرات بالاضافة الى عدد من الاسلحة والعتاد"، مشيرا الى ان "البيشمركة أوقفت الهجوم وأرجعت قوات الحشد الى الوراء". ولم يصدر من العمليات المشتركة أو من هيئة الحشد الشعبي موقف رسمي بشأن ملابسات الحادث.وكانت أطراف كردية قد حذرت، قبل أيام، من سعي بغداد لانتزاع مناطق في نينوى بـ"القوة"، كما حدث في بلدة ألتون كوبري، شمال كركوك.وبالرغم من التفاهمات الاخيرة، لكن الخلاف يكمن في احتساب بعض المناطق الغنية بالنفط ضمن "الخط الازرق" او خارجه. وتقدمت القوات الكردية على الخط أكثر من مرة خلال 14 عاما، بعضها كان بطلب من أطراف عراقية ودولية.ويؤكد مموزيني وجود تنسيق مشترك بين البيشمركة والقوات العراقية المتواجدة هناك، لكنه يقول ان "الحشد الشعبي يخرق تلك الاتفاقيات".واتهمت وزارة البيشمركة، امس الثلاثاء، القوات الاتحادية والحشد الشعبي في المناطق المتنازعة بعدم الالتزام بتحديد خطوط التماس.وقالت الوزارة، في بيان صحافي، ان "هناك نية سيئة حول استمرار تحرك هذه القوات وعدم احترامها للاتفاقيات"، مؤكدة أن "البيشمركة ستدافع بكل إمكاناتها عن أرض كردستان وحياة وكرامة مواطنيها".بالمقابل نفى مسؤول أمني مطلع في نينوى وقوع اشتباكات في قرية المحمودية، مبيناً أن "ما جرى هو إطلاق عيارت تحذيرية".وأضاف المسؤول، الذي تحدث لـ(المدى) رافضا الكشف عن هويته أمس، ان "القوات المشتركة أعلمت البيشمركة باقترابها من القرية ولذلك أطلقت النار في الهواء".وكشف المسؤول الامني ان "القوات أمهلت البيشمركة 12 ساعة للانسحاب من تلك المواقع، وبدأت المهلة من الساعة الـ6 صباح أمس الثلاثاء"، مبيناً أن "1كم يفصل بين الطرفين".
إمدادات النفطوتبعد قرية المحمودية مسافة 8 كم عن ناحية ربيعة، و2 كم شرق الحدود السورية. وتقترب القرية بنحو 3 كم من منطقة (الصفية) وهي مكان تجمع كل النفط القادم من الآبار المحيطة بالمنطقة في محاذاة الانبوب الناقل للخام باتجاه تركيا.ويقول المسؤول الامني ان "بغداد تريد السيطرة على معبر فيشخابور وهو المثلث الحدودي الذي يربط العراق مع سوريا وتركيا، والذي يمر فيه خط النفط الستراتيجي"، مشيرا الى ان "البيشمركة وضعت سواتر في مناطق اخرى من بينها القوش خوفا من تقدم القوات الاتحادية".ولايوجد اتفاق واضح بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية حول منطقة فيشخابور وباقي المناطق خارج الاقليم، فيما لو كانت ضمن حدود 2003 أو خارجها.وكانت وزارة البيشمركة قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، أن خطوط التماس مع الجيش ستكون وفق اتفاقية عقدت معه قبل استعادة الموصل في تشرين الأول الماضي.لكن مسؤولين أمنيين في نينوى، أكدوا لـ(المدى) قبل أيام، أن "عملية الانتشار في المحافظة لاتجري على وفق اتفاق ستراتيجي، وإنما باتفاقيات ميدانية بين قادة المحاور من الجيش والبيشمركة".وبحسب جهات شيعية في نينوى فان قطعات البيشمركة ما زالت تسيطر على مناطق عديدة في المحافظة، وأبرزها قضاء شيخان الغني بالنفط، 60 كم شمال الموصل، وناحيتا القوش وفايدة. والاخيرة منطقة يقول الكرد إنها ضمن "الخط الازرق".ويقول النائب حنين قدو، عضو كتلة بدر في نينوى، "في الشيخان وفي مناطق اخرى قرب الحمدانية توجد شركات لاستخراج النفط ترفض البيشمركة تسليمها".وأضاف قدو، في حديث لـ(المدى) امس، ان "إحدى تلك الشركات مملوكة للدبلوماسي الامريكي زلماي خليل زاد والثانية لعائلة النجيفي".وأكد ممثل الشبك في البرلمان أن "الإقليم كان يخطط لمد أنبوب من شيخان وربطه بخط جيهان التركي، ولكن ذلك لم يتحقق".من جهته أكد سيدو حسن، العضو الكردي في مجلس نينوى، ان "الاوضاع في شيخان طبيعية ولاتوجد اشتباكات بين الطرفين".وأكد حسن، في اتصال هاتفي مع (المدى) أمس، ان "الحشد يتواجد في منطقة النوران، ويبعد بمسافة 15 كم عن البيشمركة".

ذكر فى هذا الخبر
شارك الخبر على